سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سوء الإعداد اللعب خارج الديار القوائم الجاهزة .. كلها تؤكد فشل «العيسي» و«شيباني» في إدارة شئون الكرة، لكنهما لا يتورعان في استخدامها كذرائع لتبرير الإخفاقات.. توم يخالف كل التوقعات ويؤكد: مرحلة ال3 لم تبدأ بعد!!
خالف السيد توم سينتفيت المدير الفني لمنتخبنا الوطني كل التوقعات، فبينما ذهب عدد من المهتمين بشئون كرة القدم اليمنية الى الاعتقاد بأن منتخب “توم” سيدخل مرحلة جديدة هي الثالثة منذ توليه مهام تدريب الفريق في نوفمبر الفائت والتي وصفوها بمرحلة ال3 0 ، ضرب المدرب البلجيكي هذه التوقعات عرض الحائط، مؤكداً تمسكه بالنتيجة المحببة الى قلبه، حينما خسر أمام المنتخب البحريني الأربعاء الفائت في مستهل التصفيات الآسيوية ضمن المجموعة الرابعة وبالنتيجة ذاتها 2 0. ويصنف مهتمو الكرة اليمنية مسيرة منتخبنا الوطني منذ قدوم المدرب البلجيكي الى ثلاث مراحل: المرحلة الأولى مرحلة ما قبل خليجي 21 التي خاض فيها تلاميذ السيد توم عدداً من المباريات التجريبية مع بعض الفرق المصرية خلال معسكر المنتخب في القاهرة فضلاً عن المشاركة في بطولة غرب آسيا التي احتضنتها الكويت في ديسمبر الفائت وانتهت جميعها بخسارة المنتخب وبذات النتيجة صفر لواحد، باستثناء المباراة الأخيرة أمام إيران 1 2. المرحلة الثانية (خليجي 21) وهي المرحلة التي حافظ فيها منتخبنا على عدالته في استقبال الأهداف من المنافسين لتلج ستة أهداف في الشباك اليمنية تقاسمتها منتخبات الكويت والسعودية والعراق دون التمكن من خدش شباك المنافسين بأي هدف يمني. المرحلة الثالثة (مابعد خليجي 21) وهي المرحلة التي توقع البعض بأن تزيد غلة الأهداف المسجلة في مرمانا الى 3 قبل أن يؤكد توم وتلاميذه خطأ هذه التكهنات ويتمسك بعادته الأصيلة التي اكتسبها بالتخصص منذ وطئت قدماه أرض المنامة. ولم يطرأ أي تحسن على تشكيلة السيد توم المعتمدة أساساً على إغلاق المنطقة الدفاعية واعتماد المرتدات الهجومية كخيار لا غنى عنه، ومع ذلك لم تفلح هذه الخطة في إبقاء شباكنا نظيفة من لدغات المنافسين، الأمر الذي يثير استغراب كثير من الفنيين. قياساً بأداء منتخبنا في كثير من المباريات التجريبية والرسمية التي خاضها تحت قيادة المدرب البلجيكي توم سينتفيت، تخذل اللياقة البدنية لاعبينا في كثير من الأحيان فتغدو سبباً مهماً في النتائج السلبية بدليل أن شباك سعود السوادي أو سالم عوض تهتز غالباً في النصف ساعة الأخيرة من المباراة. مشكلة اللياقة البدنية ليست وليدة اليوم ولا تتعلق بالسيد توم وحده، إنها مشكلة أزلية عانت منها كثير من المنتخبات اليمنية لاسيما في الفئات العليا خلال سنوات وربما عقود فائتة.. هل يتعلق الأمر بتركيبة اللاعب اليمني نفسه أم أن الموضوع مرتبط في الأساس بتقصير الأجهزة الفنية المتعاقبة على تدريب المنتخب وإهمالها هذه الجزئية تحديداً؟ من غير المعقول أن نظل نتحجج في كل مرة وعند كل مشاركة بسوء فترة الإعداد، لأن مثل هذه التبريرات باتت مستهلكة وغير مستساغة من الجماهير الشغوفة بالكرة، والطامحة بتذوق لذة الانتصارات التي حرمت منها طويلاً. بالنظر الى المدة القصيرة التي تولى فيها “توم“ قيادة المنتخب قبيل خليجي المنامة قد يبدو الأمر مقبولاً والنتائج متوقعة في هذه المشاركة، على الرغم أن المنتخب كان في معسكرات مغلقة وتمارين مكثفة تحت إشراف المدرب الوطني سامي نعاش، غير أن الخسارة من المنتخب البحريني المنكسر بعد سداسية الكويت التاريخية لا تبدو منطقية على الإطلاق. لندع سذاجة الأداء المشرف الذي يدوشنا به المتعصبون لاتحاد الشيخ العيسي جانباً ونسأل: ما الذي كان ينقصنا للانقضاض على المنتخب البحريني الذي تعرض لهزة عنيفة قبل شهر تقريباً حينما قُتلت كل طموحاته في لقب النسخة الخليجية الحادية والعشرين الذي ظل يراهن عليه ويعد العدة للظفر به ومن ثم خسارته الكارثية بنصف دزينة من الأهداف في آخر مبارياته بالدورة مما تسبب في إحباط كبير للاعبين والجماهير البحرينية على حد سواء، في الوقت الذي كان يفترض بأن تشكل نتائج منتخبنا “الجيدة“ (وفقاً لمسئولي الكرة اليمنية) عاملاً معنوياً محفزاً للإجهاز على رفاق فوزي عايش واسماعيل عبداللطيف وهو الأمر الذي سبق أن فعلناه في بطولة العرب وفي ظروف أسوأ بالنسبة لنا وأفضل للبحرينيين من الناحية المعنوية. سوء الإعداد اللعب خارج الديار القوائم الجاهزة لتشكيلة المنتخب.. جميعها من صنع اتحاد الكرة ونتاج طبيعي لفشل سياساته في إدارة شئون اللعبة بالشكل الذي يرضي تطلعات الجمهور واللاعبين أنفسهم، غير أن استخدام هذه العوامل كقرائن من العيسي وشيباني لتبرير إخفاقاتهما التي جلبت الخزي والعار للكرة اليمنية التي أصبحت مادة للتندر والسخرية من المعلقين والمحللين الرياضيين العرب، تبدو لي مفارقة مضحكة. لا ينفك الرجلان اللذان يعتليان هرم الكرة اليمنية في إطلاق هذه التبريرات على نحو ساذج عقب كل إخفاق، محاولين ارتداء ثوب الضحية التي تتكالب عليها الظروف، بينما الحقيقة ان أداءهما السيئ في إدارة اتحاد الكرة هو السبب وتلك العوامل ماهي إلا نتيجة طبيعية. إنه استخفاف مقزز بعقول ملايين اليمنيين الشغوفين بالساحرة المستديرة. في بلد آخر غير اليمن يكفي أن يحضر سبب واحد فقط من الأسباب الثلاثة السابقة لتقوم الدنيا ولا تقعد إلا بإقالة المتسببين بوجودها، لكن الوضع مختلف ومعقد هنا في بلد “الإيمان“ بأن هذا قدرنا و“الحكمة“ المتمثلة بالتزام الصمت تجاه كل الإخفاقات.. يتطلب الأمر تدخلاً إلهياً لكي يوقف كل هذا العبث الذي يمارس بحق الكرة اليمنية وانتشالها من وضعها المزري.