يعاني المتقاعدون التربويون في مدينة عدن على مدار السنوات الماضية وإلى يومنا هذا الكثير من المشكلات منها عدم استجابة الدولة لمطالبهم المشروعة والمتمثلة بإعطائهم كافة الاستحقاقات المالية، ومن ثم إحالتهم إلى المعاشات ووقف كافة الاستقطاعات المالية المترتبة عليهم منذ سنوات والتي تسري على موظفي الدولة في المرافق الحكومية المختلفة.. يعاني اكثر من (900) متقاعد تربوي في المدينة من تعسفات وظلم شديد ولا يعلمون حتى اللحظة تحت أي مسمى يصنفون فهم ليسوا بموظفي الدولة لتستقطع معاشاتهم؛ ويحرمون ايضا من العلاوات والزيادات المالية التي يتحصلها موظفو الدولة؛ وليسوا بالمتقاعدين ليحرموا من إحالة أسمائهم الى المعاشات أسوة بغيرهم. ليصبح المتقاعد التربوي أخيرا وبعد سنوات طويلة في الخدمة رصيدا مجمدا واسما عالقا لا يعلم مصيره المجهول بعد أن تخلت الدولة عنهم وأنكرت فضلهم، ولم تشفع لهم أقدميتهم ولا رصيدهم المهنيّ ولا ملفاتهم الشخصية النقية المليئة بشهادات التقدير التي عملوا بها في ظل ظروف قاسية ومناخات قد ساهمت إلى حد كبير في أن يفقد الموظف حياته الطويلة خلال عمره الوظيفي. - الجمهورية فتحت ملفات المتقاعدين التربويين في مدينة عدن وتلمست أبرز المعاناة والهموم والمطالب التي ينشدونها بعد سنوات طويلة أفنوا فيها حياتهم دون إعطائهم كامل حقوقهم المشروعة. كفانا ظلما الاستاذة جمالة مبارك تخرجت في العام 73م من دار المعلمين وتحصلت على شهادة البكالوريوس 80م، واعتبر ذات العام 80 هو بداية خدمتها في سلك التدريس.. تقول بحسرة: أيعقل أن تتحصل الطالبة التي تخرجت عام 84م على نفس راتبي الذي أتحصل عليه!؟ أليس هذا ظلما يمارس بحقي بعد سنوات طويلة افنيتها في الخدمة!؟ المفترض أن أتقاعد في عام 2009 وحتى الآن لم يتم تسوية الراتب من ذاك العام، وتتم عملية الاستقطاعات منه دون أي زيادات فمن استقطاعات الضرائب إلى حصة المتقاعد فأي زيادات محرمة علينا بمعنى آخر نحن متقاعدون كلاميا. وأضافت: قال مدير التربية والتعليم بأن التربية أرسلت (700) شخص إلى المعاشات قبلوا 50 منهم وقالوا نحن لا نستطيع أن نحيلهم إلى التقاعد لعدم وجود مخصصات مالية لهؤلاء ولهذا نحن معلقون فلسنا بالمتقاعدين ولا الموظفين، نطالب أولا بتسوية رواتبنا والعلاوات السنوية وإحالتنا فورا الى المعاشات. كفانا ظلما! أسقطوا سبع سنوات مكتسبة وغير محتسبة بقانونهم الخاص. ليست الأولى أما الأستاذ محمد أحمد الشيباني، فيقول: وصلت خدمتي في سلك التدريس ما يقارب 39 عاما والمفترض أن يتم تقاعدي في العام 2009 ولا يتم استقطاع أي شيء من رواتبنا الأساسية إلا أنهم وللأسف يستقطعون منه رغم أن هناك مرافق تمنع الاستقطاعات على أي موظف يصل إلى السن القانونية عدا التربية! - أما الأستاذ سعيد صالح ناجي فيتوجه بكلمته لأولي الاختصاص في وزارة التربية وديوان وزارة التربية والتعليم بأن يتقوا الله ويعيدوا للناس حقوقهم، ويذكر بحديث النبي عليه الصلاة والسلام أنه من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، وأن الله قد يعفي عن الصيام والصلاة إلا أنه لا يعفي عن حقوق الناس ومظالمهم. - من جانبه يقول الأستاذ أحمد غالب وكيل مدرسة بصيرة: نحن من تعيينات عام 74م لم نستلم علاوات سنوية ولا تسويات، ويصل خصم الضرائب لنا لأكثر من عشرين الفا؛ بالإضافة إلى العلاوات السنوية، فالمفترض أن تكون العلاوات 12500 ريال، لكنهم يقومون بخصمها لسنوات والمفترض أن نتقاعد عام 2009، ولكنهم لم يقاعدونا ولهذا فنحن مستمرون في العمل إلى هذه اللحظة، فإذا أوقفوا الاستقطاعات فسنعرف حينها أننا متقاعدون وسنستفيد من ال 20 ألفا. ويضيف: نحن مظلومون من العلاوات ومن خصم الضرائب والاستقطاعات، مع أننا من أفضل كوادر التربية وهذه الكوادر ستذهب ولهذا من الصعب أن يجدوا البديل.. - ويختم حديثه بالقول: نريد من الجميع أن يتضامن معنا نتمنى أن تغلق التربية والمدارس يوما واحدا في عدن فهناك (950) كادرا تربويا قديما يتم معاملتهم هذه المعاملة بظلم فبدل التكريم والتبجيل نجد اضطهادا وظلماً، علما أن هذه ليست المرة الأولى فقد سبقتها دفعات كثيرة قبلنا. استقطاعات كثيرة من جانبه يؤكد عثمان كاكو رئيس اتحاد نقابة العمال في اليمن رئيس المناهج التعليمية التربوية بعدن) أن بداية المشكلة الأساسية تكمن من عدم احتساب الاستحقاقات الكاملة من بدلات وعلاوات وتسويات وظيفية لجميع التربويين أسوة بغيرهم، على اعتبار ان هناك مجموعة من التربويين ينبغي أن يبلغوا أحد الأجلين؛ ويفترض أن يحالوا إلى المعاش، ولكن وللأسف لم يحالوا إلى المعاش طالما ظلوا في الخدمة، وطالما هم في الخدمة تسري عليهم جميع الاستحقاقات أسوة بأي موظف موجود بعضهم من عام 2002 وبعضهم المفترض إنزالهم عام 2005، وما يزالون حتى عام 2011 تستقطع عليهم جميع الاستحقاقات اسوة بأي موظف؛ مثلا تستقطع عليهم الضرائب وحصة المعاشات والتأمين، ونحن وضعنا التربية والمالية والضرائب أمام خيارين إما أن يتم احتساب الاستحقاقات أسوة بكل الموظفين الموجودين بالتربية والتعليم أو في أي جهاز من أجهزة الدولة. - وأضاف كاكو: نتيجة لمواقف الاتحاد والمذكرات التي قمنا برفعها والتهديد بالإضراب على مستوى البلاد بالكامل فقد قاموا بإعادة النظر وضمنوهم بالعلاوات السنوية وتم احتسابها، ولكن للأسف لم تصرف.. ويضيف: نحن معهم كاتحاد وكنقابة ولا يمكن أن نتخلى عنهم إما عبر المقاضاة أو عبر الوسائل السلمية، وقد صدرت الآن فتاوى وهناك متابعة للموضوع فهذا الجيل التربوي من 71 - 72م هو الجيل الوحيد الذي يفترض أن تنصب لهم تماثيل، فهم من الفئة الوحيدة التي طلعت إلى الأرياف في عام 71 نشروا الرسالة التعليمية والتربوية بظروف صعبة وقاسية، المفترض أن يكرم هؤلاء، ولكن للأسف في ظل الفساد وهيمنة ديوان الوزارة في صنعاء والمركزية عبارة عن عصابة تمارس الظلم دون أي اعتبار لمكانة المعلم فهم يعتبرون أنه من بلغ أحد الأجلين يعتبر متقاعدا إذن يفترض أن تستوقف كل الاستقطاعات عليه ولا يتم إحالته إلى المعاشات إلا بعد حصوله على جميع الاستحقاقات كاملة لكن أن يستقطع من راتبه من العام 2005 فهذا ظلم عظيم وكبير لن نسكت عليه أبدا. - ويؤكد كاكو أن أي استخفاف أو استهانة أو تزييف أكثر من اللازم فإننا سنتخذ إجراءات ومواقف مشروعة بكل الوسائل الممكنة فهذا يعد انتهاكا لحقوق الموظف وكإنسان بدرجة أساسية فإما أن نختار مركزية منظمة تحترم الإنسان وحقه كموظف، أو نعيد العمل المؤسسي المحلي كامل الصلاحيات والعمل على تنفيذ القرار الحكومي في عدن ان يعطوهم كامل الصلاحيات، ونحن اذا لم تتحقق جميع مطالبنا وحقوقنا المشروعة فسنقاضي التربية والتعليم وديوان وزارة التربية والتعليم والخدمة المدنية، ومحكمة الضرائب ومحكمة المالية في عدن في كل الانتهاكات التي تحدث للمعلم من ناحية، والموظف العام داخل عدن من ناحية ثانية. غير منقوصة من جانبه يؤكد رئيس النقابة العامة للمتقاعدين بمحافظة عدن فؤاد عبدالله حسين أنه تم رفع مذكرة للأخ وزير التربية والتعليم لإحالة المتقاعدين التربويين للمعاشات بحقوقهم المكتسبة قانونيا لربط آخر راتب بالمعاش، لكن هناك بعض المنغصات من قبل التأمينات كونها ترفض العدد وهو (950) تربويا رواتبهم من التربية والتعليم، ويفترض أن يحالوا من قبل فترة إلى التقاعد حسب خدمتهم في سلك التدريس، ووزير التربية والتعليم أصدر قرار بعدم إحالتهم إلا بعد أن تعطى لهم الحقوق كاملة منها العلاوات السنوية التي لم يستلموها إلى الآن بالرغم أنها سلمت لجميع المرافق ولجميع العاملين، ماعدا الإخوة التربويين المحالين للتقاعد حتى اللحظة لم يستلموا حقوقهم المشروعة، ولكنهم سيطالبون بها بكافة السبل والوسائل المشروعة للحصول عليها كاملة غير منقوصة. ملفات ويجيب مدير المعاشات في محافظة عدن الدكتور عفيف عبدالكريم عن التساؤلات بشأن عدم ضم جميع الملفات واستثناء 50 منهم في كل عام.. بأن ملفات المتقاعدين التربويين المكتملة الوثائق والمتواجدة في المعاشات يتم ربطها أولا بأول دون تأخير، أما الملفات التي لم تصل إليهم فهذه مسؤولية الجهات المختصة، وهي تتحمل مسؤولية عدم إرسال الملفات كاملة وليس المعاشات؛ حيث إن المعاشات لا تهمل أي ملف يصل إليها سواء ملفات المتقاعدين التربويين أو غيرهم، أما الملفات الموجودة لدينا والناقصة الوثائق فالمندوب الخاص يقوم باستيفاء جميع المعلومات، والنقص الحاصل، رغم أن هذا ليس من اختصاص المعاشات، وإنما الجهة المخولة بذلك.
