التقت فرق الحكم الرشيد وبناء الدولة والعدالة الانتقالية في مؤتمر الحوار الوطني خلال نزولها الميداني مساء أمس بتعز عدداً من منظمات المجتمع المدني . واستمعت فرق الحكم الرشيد وبناء الدولة والعدالة الانتقالية إلى عدد من القضايا والمشاكل حول شكل الدولة والاصلاح المؤسسي والمعتقلين ولجان التحقيق والعدالة الانتقالية . حيث أشار ممثل المركز القانوني اليمني توفيق الشعبي الى أن أعضاء مؤتمر الحوار أمام مسئولية كبيرة سيتحدث عنها الأجيال القادمة.. وأشار الشعبي إلى أننا نقف في حيرة في ما نبدأ به عند تطبيق قانون العدالة الانتقالية هل الاصلاح المؤسسي أم جبر الضرر أم كشف الحقيقة أم الملاحقة الامنية.. موضحاً ان الحكومة لا تمتلك قاعدة بيانات للمخفين قسراً خلال الفترة الماضية ولم تبادر بتأسيس قاعدة بيانات لشهداء وجرحى الثورة الشبابية السلمية ، منوهاً الى ضرورة اصلاح المؤسسات. وقال الشعبي : هناك انفلات أمني بتعز وكل الأطراف لم تضع أو تعلن آلية لرصد من يتسببون بالانفلات بل الأسوأ انه يتم التوسط من قبل القائد الفلاني او الشيخ الفلاني لإخراج من قبض وهو يحمل سلاحاً . ممثلا منظمة خلود للشهداء وفاء الشيباني ووالد الشهيد رامي قاسم الصبري أشارا الى بعض الممارسات والانتهاكات التي تتعرض لها أسر الشهداء . موضحين الى ان أسر الشهداء والجرحى بتعز علقوا إضرابهم من أمام بوابة محافظة تعز للمطالبة بتسمية رئيس وأعضاء لجنة التحقيق المستقلة في انتهاكات ثورة 11 فبراير طبقاً للقرار الدولى المصدق عليه بقرار رئيس الجمهورية في سبتمبر الماضي مع تفعيل صندوق رعاية أسر الشهداء وجرحاها طبقا لقرار رئيس الجمهورية وأن يتبع مجلس الوزراء .كما طالبا بضرورة تعيين جهه واحدة مسئولة عن صرف معونات لأسر الشهداء والجرحى بدل التشعب والمماحكات . المحامية معين العبيدي دعت الى ضرورة تشكيل لجنة تقصي حقائق للانتهاكات التي وقعت على الشاب المعتصمين في ساحة الحرية بتعز. ممثل منظمة سياج علي الصراري أشار الى انتهاكات الطفولة في تعز بالاضافة الى توزيع بعض الحبوب المخدرة في مدارس البنات بالاضافة الى اكتظاظ السجن المركزي بالاحداث في غرفة واحدة . هذا وكان قد أشار نائب أمين عام مؤتمر الحوار ياسر الرعيني في بداية الجلسة الى ضرورة المشاركات المجتمعية الداعمة والمتفاعلة مع مؤتمر الحوار، مشيراً إلى أن الحوار لا يعني 565 مشاركاً وإنما كل فئات المجتمع، داعيا الجميع إلى طرح رؤى في القضايا المطروحة على طاولة الحوار وتقديمها سواء للجان الميدانية او الامانة العامة او عبر البريد الالكتروني اومواقع التواصل الاجتماعية ، منوهاً أن مؤتمر الحوار استقبل اكثر من 120 ورقة عمل من مختلف المحافظات وتم تسليم 81 ورقة الى اللجان المتخصصة . وفي ذات السياق التقى اعضاء فرق الحكم الرشيد وبناء الدولة والعدالة الانتقالية صباح امس نائب المحافظ أمين عام المجلس المحلي محمد الحاج وعدداً من أعضاء السلطة المحلية ووكلاء بالمحافظة . وخلال اللقاء استعرض نائب محافظ تعز أمين عام المجلس المحلي الوضع الأمني في تعز وعدم وجود الإمكانيات الأمنية الضرورية في الضبط ,مضيفاً أن أهم المشاكل التي تعانيها تعز حاليا هي المركزية وتدخل بعض الوزراء في صلاحيات إدارة الشأن المحلي .. وأشار إلى ان ميزانية تعز لثلاثة اعوام 21 مليارريال لم يتم صرف منها سوى 2 مليار ريال فقط والباقي مازالت مجمدة مركزياً، وطالب بضرورة إعادة هيكلة عمل الوزارات، لأنه منذ اقرار المحليات عام 2001 كان من اللازم اجراء عام تأسيس لنقل الصلاحيات من المركز الى المحافظات ومنه الى المديريات ولهذا ظلت كل الامكانات المالية مركزية .. وقال: هذا الاجراء انعكس على تدني التشغيل على المحافظات بنسبة 90 % . وتابع الحاج : إن عمل الوزارات اشرافي ورقابي ورسم السياسات العامة لا الاعمال التنفيذية، وأكد نائب المحافظ أهمية تفعيل تقارير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة. مشيراً انه لا توجد اجهزة فنية متخصصة تساعد المجالس المحلية في الحد من مظاهر الفسار ، موضحا ان السلطة المحلية بصدد حصر الاراضي وفحص الوثائق ووضع حلول لقضايا الاراضي المنهوبة سواء من قبل المستثمرين او غيرهم . وأكد اننا بحاجة الى قانون يحكم ودستور يسود لا أشخاص ، وبشأن قاعدة بيانات الذين تعرضوا لانتهاكات قال : هناك قاعدة بيانات في المكاتب المعنية مثل الصحة والأمن والمستشفى الميداني بالساحة.. وكيل محافظة تعز عبدالله أمير اشار الى ان نسبة الفقر بتعز 84 % حسب تقرير البنك الدولي ، واذا اردنا ان نستأصل الفساد فعلينا ان نبدأ مقدمته وجذوره لأن الفساد نتيجة وليس مقدمة ، مشيراً ان تعز قاعدة انطلاق الثورات . رئيس لجنة التخطيط والتنمية والمالية محمد حمود شمسان قال: إن تعز مازالت تعاني من المركزية ، ففي الوقت الذي تم الاعلان عن المفاضلة في شغل الوظيفة العامة للمكاتب التنفيذية نفاجأ بقرارات من صنعاء بتعيين مديرعام مكتب التربية والتعليم ، وهذه القرارات توحي بأنها تريد ان تجهز على هذه التجربة الفريدة التي بدأتها تعز، واستعرض شمسان عدداً من العوائق من قبل وزير المالية والذي وجه بتجميد اعتماد الخطة الاستثنائية.. مضيفاً عن وجود 34 مشروع كهرباء متعثر في مديريات المحافظة مما جعل المحافظة تخصص مبالغ لاستكمال أعمال هذه المشاريع. مدير مكتب محافظ تعز زيد النهاري اشار الى أن اليمن امام محطات هامة وان نحدد قناعاتنا في بناء الدولة المدنية فإذا تمترسنا وراء قناعاتنا الحزبية فلن نستطيع ان نخطو أي خطوة.