مدرب مفاجئ يعود إلى طاولة برشلونة    ناشطون ومواطنون: الإفراج عن قحطان أولوية وشرط قبل خوض أي مفاوضات مع المليشيا    ريبون حريضة يوقع بالمتصدر ويحقق فوز معنوي في كاس حضرموت    تقرير: نزوح قرابة 7 آلاف شخص منذ مطلع العام الجاري    وكيل قطاع الرياضة يشهد مهرجان عدن الأول للغوص الحر بعدن    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    مصرع عدد من الحوثيين بنيران مسلحي القبائل خلال حملة أمنية في الجوف    من هو اليمني؟    خسائر في صفوف قوات العمالقة عقب هجوم حوثي مباغت في مارب.. واندلاع اشتباكات شرسة    الكشف عن حجم المبالغ التي نهبها الحوثيين من ارصدة مسئولين وتجار مناهضين للانقلاب    نافاس .. إشبيلية يرفض تجديد عقدي    صحيفة إماراتية تكشف عن "مؤامرة خبيثة" لضرب قبائل طوق صنعاء    نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    هاري كاين يحقق الحذاء الذهبي    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    صحفي: صفقة من خلف الظهر لتمكين الحوثي في اليمن خطيئة كبرى وما حدث اليوم كارثة!    الكشف عن أكثر من 200 مليون دولار يجنيها "الانتقالي الجنوبي" سنويًا من مثلث الجبايات بطرق "غير قانونية"    توقف الصرافات الآلية بصنعاء يُضاعف معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وشح السلع    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    تقرير برلماني يكشف تنصل وزارة المالية بصنعاء عن توفير الاعتمادات المالية لطباعة الكتاب المدرسي    لحوثي يجبر أبناء الحديدة على القتال في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    "لا ميراث تحت حكم الحوثيين": قصة ناشطة تُجسد معاناة اليمنيين تحت سيطرة المليشيا.    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الحرب إلى 35 ألفا و386 منذ 7 أكتوبر    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    وزارة الحج والعمرة السعودية تطلق حملة دولية لتوعية الحجاج    حملة رقابية على المطاعم بمدينة مأرب تضبط 156 مخالفة غذائية وصحية    اسعار الفضة تصل الى أعلى مستوياتها منذ 2013    وفد اليمن يبحث مع الوكالة اليابانية تعزيز الشراكة التنموية والاقتصادية مميز    الإرياني: مليشيا الحوثي استخدمت المواقع الأثرية كمواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومعتقلات للسياسيين    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    طائرة مدنية تحلق في اجواء عدن وتثير رعب السكان    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    أمريكا تمدد حالة الطوارئ المتعلقة باليمن للعام الثاني عشر بسبب استمرار اضطراب الأوضاع الداخلية مميز    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    أثناء حفل زفاف.. حريق يلتهم منزل مواطن في إب وسط غياب أي دور للدفاع المدني    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    الهلال يُحافظ على سجله خالياً من الهزائم بتعادل مثير أمام النصر!    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور أحمد باسردة ل«الجمهورية»:
الفيدرالية تعمق الوحدة الوطنية
نشر في الجمهورية يوم 22 - 05 - 2013

في حوار صريح مع الأكاديمي الإعلامي البارز الأستاذ الدكتور أحمد الشاعر باسردة، نائب رئيس تجمع النخبة الجنوبية، أحد فصائل الحراك الجنوبي الذي شُكل مؤخراً، الذي قال فيه: إنه عندما أعلنت الوحدة اليمنية في 1990م بكي الجنوبيون فرحاً لإعلان الوحدة، ولبسوا ثوب الأمل، ف- 25 سنة من حكم الحزب الاشتراكي كان مأساوياً، وإن الجنوبيين تصوروا أن الوحدة مشروع نهضوي كبير، ولكن بعد مرور 23 عاماً على قيام الدولة اليمنية الموحدة اكتشف الجنوبيون بأنها لم تأت ملبية لطموحاتهم وتطلعاتهم في العيش الكريم، في دولة يتساوى فيها كل المواطنين، ووضح باسردة أنه ومجموعة من أبناء وقيادات الجنوب أسسوا ملتقى الجنوب، وكان يومها لا أحد يجرؤ على الإطلاق ان يذكر حتى اسم الجنوب، وأكد باسردة، الذي كان أحد أهم قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام أنه لم يعد عضواً في الحزب بسبب الاختلاف مع قياداته حول المسائل التنظيمية، وأن الرئيس السابق لم يصغ لأصوات المنادين بحقوق أبناء الجنوب، عندما كانت القضية تنادي ببعض الحقوق والمطالب، قبل أن تكون سياسية، ودعا باسردة إلى اتباع نظام الفيدرالية لحل القضية الجنوبية كحل مناسب، يجب أن يطرح في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي يشارك فيه، أشياء كثيرة يصرح بها باسردة لأول مرة في هذا الحوار الخاص:
في بداية 2011 لك مقال قلت فيه (تاريخ الجنوبيين غير مشرف من 76 إلى 94 م، وان الوحدة اليمنية منتوج جنوبي ولا يمكن للجنوبي أن يتخلى عن منتجه هل مازلت على هذا الكلام؟
أكرر ما قلت بأن تاريخنا في الجنوب غير مشرف من قبل الاستقلال ومبرراته التالية، أولاً: أن القوى السياسية في حزب التحرير والجبهة القومية دخلوا في حرب أهلية لا مبرر لها، وأنه لو كان هناك هدف وطني سامي، كان يفترض أن هذه الحرب لا مبرر لها على الإطلاق.
ثانياً: عندما استلمت الجبهة القومية السلطة في تلك الفترة ألغت الآخر، وهنا ارتكبت خطئأً إضافياً يضاف إلى قائمة لا تشرف، أو إلى تاريخ غير مشرف، بعد ذلك مارست الجبهة القومية عملاً لا يتسم بالوطنية أبداً على الإطلاق من قتل وسفك وطرد الناس وتخويفهم... الخ، وارتكبت خطأ كبيراً وفاحشاً عندما خلصت على الناس، وارتكبت خطأ في حق نفسها، فالحزب الاشتراكي قتل نفسه بنفسه، وجاء إلى الوحدة ضعيفاً هزيلاً، وهذا الضعف في الواقع انعكس على مجمل سلوك الحزب بعد ذلك في عام 90 وأراد الحزب في 94 ان يعيد سلطته في الجنوب، وقد كبل بشروط قانونية في اتفاقية الوحدة كان يفترض من علي البيض ومجموعته أن يفكروا ملياً بهذه الاتفاقية ونُصح علي البيض في تلك الفترة ألا يوقع اتفاقية وحدة مع الشمال، وعلى ان تتم الوحدة بشكل تدريجي من كونفدرالية، وبعد فترة نقيم الكونفدرالية، ثم نبدأ بالفيدرالية، ثم نصل للوحدة الاندماجية، لكن علي البيض كان تحت ضغط في الواقع من ظروف الموضوعية وخلافات وصراعات وانتهاء بالاتحاد السوفيتي، كل هذا أدى إلى أن ينكشف الغطاء عن الجنوب، وبالتالي حاولوا أن ينقذوا أنفسهم هروباً إلى الوحدة ،وكانت أيضاً هناك مشاكل في الشمال، فالشماليون سارعوا إلى الوحدة لإنقاذ وضعهم كنا نتصور ان الوحدة مشروع نهضوي كبير، حتى يستطيع أن يعوضنا في شيئين: الشيء الأول ان 25 سنة من حكم الحزب الاشتراكي كانت مأساوية مؤلمة وموجعة وتوقعت أن الوحدة ستكون البلسم الشافي و مشروعاً نهضوياً لحل مشاكل اليمن بشطريه سواء في الجنوب أو الشمال، من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية، وتضميد جروح الناس... الخ، ولكن للأسف خاب ظننا في هذه الوحدة الاندماجية وأنت تعرف أن الوحدة الاندماجية فشلت فشلاً ذريعاً، ولذلك نحن اليوم نفكر في إيجاد حل ناجح لليمن بشطريه الشمالي والجنوبي.. عندما قامت الوحدة عام 90 هللنا وكبرنا لها بل بكينا فرحاً في الواقع لشيئين.. الشيء الأول هو ان نخلص من الحزب الاشتراكي، الذي أذاقنا الأمرين هذه نقطة.
أما النقطة الثانية استدعاء مشروع نهضوي لبناء اليمن شماله وجنوبه، لكن للأسف الشديد صانع السياسة في تلك الفترة لم يكن يحمل مشروعاً نهضوياً على الإطلاق ولذلك وصلنا لهذه الأزمة.. و أنا لا أعتقد أن أي جنوبي يكره الشمال أو يكره الوحدة أو أي شمالي يكره الجنوب، نحن نكره سلوكيات حدثت بعد عام 94م, سلوكيات سيئة عكست صورة مشوهة عن الوحدة، عن المخلوق الجميل، الذي هللنا له وكبرنا وفرحنا به كهذا اليوم ال22 من مايو ولكن للأسف الشديد خاب ظننا بالوحدة، واليوم نبحث عن صياغة جديدة لهذه الوحدة لكي نعطي هذا المخلوق الجميل إكسير الحياة ثانيةً.
أنتم من أسرة مناضلة والدك هو الشهيد المناضل الشاعر محمد صالح باسردة له رصيد نضالي كبير ، وكان من الوحدويين، استغرب الكثير من مواقف الدكتور باسردة الأخيرة ؟ حتى أن أحد قادة الحراك قال لي: باسردة يطلب القرب من الحراك ماتعليقك؟!
لا أطلب القرب من الحراك، أنا أطلب القرب من الوطن وإن عدت قليلاً أنا بدأت الحراك في صنعاء في 2001 أسسنا ملتقى الجنوب، وكان يومها لا أحد يتكلم على الإطلاق أن يذكر حتى اسم الجنوب، كانوا يقولون المحافظات الجنوبية والشرقية، وشكلنا أنا وعلي القفيش وعلي باعوضه والشدادي وبن شملان وعدد كبير آخرين، وكنا نطالب فقط بمطالب أولية مطالب بسيطة قضايا حقوقية، وذهبنا للرئيس صالح واجتمعنا به في قصر الرئاسة، وقلنا يأخي الرئيس هناك أخطاء كبيرة تحدث في الجنوب، عليك زن تتنبه لها وتوجد لها حلول، لكن لم يسمع منا، بل وصل الأمر حد التهديد في بعض الأحيان, لكننا قلنا له سوف يأتي من يسمعك أصوات أخرى، وفعلاً أربع سنوات لاحقة ظهر الحراك الجنوبي في جمعية ردفان والمتقاعدين وغيرهم, أما عن قولك تراجعي فأنا لم اتراجع عن مفهوم اليمن الواحد، أنا تراجعت من قضية النظام السياسي؛ لأن النظام السياسي غير صالح على الإطلاق.
إذاً كيف تريد شكل النظام السياسي في اليمن؟
أنا من دعاة الفيدرالية لسببين: السبب الأول أن الفيدرالية تعمق من مفهوم الوحدة الوطنية، أما الثاني فهي تخلق حالة من التنافس بين الأقاليم هنا وهناك، وتخلق نوعاً من التطور والرقي والمواطنة المتساوية، وتنافس الأقاليم ولعلك نظرت للخارطة الإنسانية 28 نظاماً فيدرالياً في العالم ناجح حوالي 50 % و40 % من سكان العالم يعيشون في أنظمة فيدرالية وهي متطورة اقتصاداً وتنمية وأمناً واستقرار وتكنولوجيا.. والخ؛ لأن كل مواطن يحس أنه يؤدي وظيفته، والجنوبيون في الفترة الأخيرة كانوا يبحثون عن الكرامة فقط يخلوهم عن الأبواب من أجل يدور وظيفة، وان لا يأتي من المهرة أو من حضرموت ولا من شبوة ولا من عدن وإلا من آخر هذه المناطق ويصرف ثلاثة أضعافها في صنعاء لاستكمال معاملة بسيطة, فكانت هذه ممارسة ظالمة لأن هؤلاء الناس الذي أشرفوا من بعد 94 لم يحملوا هذا المشروع الوطني الذي كنا نأمله، والذي كنا نتطلع إليه, أعتقد أن النظام الفيدرالي سيكون ناجحاً إذا لم تتدخل المركزية ثانية في شئون الأقاليم، أما إذا تدخلت المركزية مرة أخرى فسنجد أنفسنا كجنوبيين نطالب بالانفصال الحقيقي.
أسستم مؤخراً تجمع ( النخبة الجنوبية) هل هذا التجمع امتداد للحراك أم مغاير له أم مخالف له أم ماذا؟
الجنوبيون نظموا أنفسهم في مجموعة من الملتقيات وبدأنا في ملتقيات في صنعاء، وفعلاً استقررنا في ملتقى النخبة، هذا الملتقى يلتقي مع الحراك في رؤى كثيرة، ويلتقي مع المكونات الجنوبية الأخرى صوب عديد من الرؤى التي في الواقع تلبي احتياجات ومطالب المواطن في الجنوب، اليوم المواطن الجنوبي ملتهب، هناك مليونيات تطالب بفك الارتباط ولا أعتقد أنا وفي تصوري أن هذه الأصوات تذهب سدى لا بدّ لهذه الأصوات أن يستجاب لها، ولا بدّ أن يكون هناك وعاء يستوعب هذه الأصوات، لأن مؤتمر الحوار إذا أصدر قرارات معينة ولا يوجد لها صدى على الشارع أو تجاوب من الناس لا قيمة لها على الإطلاق، وبالتالي يجب دراسة موضوعية لمطالب هؤلاء الناس، أما ان المجلس يجتمع في مؤتمر الحوار أو يأتي ملتقى من الملتقيات أو فصيل أو مكون يفرض رأيه أو يضع تصوراً مغايراً على متطلبات الشارع ستكون العملية فاشلة، وسنجد أنفسنا في منحنى خطير لا نتحمل عقباه.
إذا كان رأي الشارع الانفصال وحتى مخرجات الحوار خرجت بالانفصال فأنتم ممن كنتم محسوبين كدعاة للوحدة في اليمن هل ستقبلون هذا الشيء؟
سنكون مع خيار الناس إذا طالبوا بالانفصال سنكون معهم إذا طالبوا بالوحدة سنكون معهم، وإذا طالبوا بالفيدرالية سنكون معهم، لن نشذ على رغبات الناس على الإطلاق, مؤخراً في دراسة قدمت هناك 80 % في الشارع الجنوبي يريد الانفصال و11 % لا يعرفون و9 % مع الفيدرالية بين إقليمين وفيدرالية مزمنة لمدة خمس سنوات يجري استفتاء لتجريب مصير الجنوب يعني بعبارة مختصرة ان كل السلوكيات التي حصلت من عام 94 جعلت المواطن الجنوبي في الواقع في موقف سلبي من هذه الوحدة، وبالتالي لا بدّ من معجزة إضافية كي تجمع هؤلاء الناس خلينا نجرب إقليمين بين الشمال والجنوب لفترة زمنية معينة قد تكون هذه فيدرالية جاذبة للجنوبيين وجاذبة للشماليين، وبشكل عام للكل وبالتالي إذا الشعب في الجنوب تجاوب مع هذه الفيدرالية المزمنة، أنا أعتقد أنها ستكون عملية ناجحة، لكن فرض أي شيء على الجنوبيين سيكون منفراً لهم، وبالتالي سوف تفشل العملية برمتها.
هناك قرارات رئاسية أخيرة بإعادة عدد من الأشخاص إلى وظائفهم, أنت قلت (إنها غير ملبية لمطالب الجنوبيين ويجب أن تتم معالجة مطالب الجنوبيين على مراحل) فكيف تكون المراحل؟
عودة الموظفين شيء عادي, الآن القضية الجنوبية لم تعد قضية مطلبية في 2001 أو 2002 هناك منطق عندما نقول قضية مطلبية قضية حقوق، واليوم أصبحت قضية سياسية ذات ثلاثة أبعاد: بعد سياسي وهوية وأرض، هذه الأبعاد الثلاثة تنهي الأمر على ان تبلورت وتحولت من مطلبية إلى سياسية اليوم بامتياز ولا يمكن للمؤتمر ان يخرج بحلول دون حل القضية الجنوبية، والكل في المؤتمر أجمع على أن مفتاح حل القضايا في المؤتمر هو حل القضية الجنوبية فسيعكس عليه صياغة دستور جديد وحل مشاكل أخرى، وبالتالي لا تستطيع أن تصيغ دستوراً معيناً حول حل المشكلة الجنوبية في الاتجاه بشكل الدولة وهوية الدولة شكل النظام, عندما تحلل القضية الجنوبية وقضية صعدة بالذات سوف تنعكس على إيجاد دستور عقد اجتماعي جديد يحترمه اليمنيون بشكل كبير.
ملتقى وتجمع النخبة الجنوبية يقال انه مدعوم من فخامة الرئيس هادي وأنه بإشرافه!!؟
لا صحة لهذا الكلام نحن ندفع اشتراكات، رئيس الملتقى حيدر الهبيلي وعنده نائبان الدكتور باسردة وصالح العزيبي وفي اشتراكات من الإخوة الأعضاء ندفع اشتراكات لهذا الملتقى، ليس لنا علاقة بالسلطة على الإطلاق لا بالرئيس هادي ولا بغيره.
كيف تعلق على أن ايران تدعم بعض فصائل الحراك الجنوبي؟
لا علم لي بهذا.
يقال أنك مارست أجندة ممنهجة ضد الثورة الشبابية في جامعة صنعاء؟
ليس صحيحاً على الإطلاق، كنت أعمل بضمير حي وبلوائح وقوانين، وذهبت إلى الرئيس، وطلبت منه أن يخفض رسوم الطلاب في النظام الموازي، ووافق على ذلك وخفض الرسوم من 50-40 %،وهذا لم يحدث من سابق، كما أنني أسست صندوق لدعم الطالب الفقير، اسألوا عن إنجازاتي في جامعة صنعاء اسألوا الناس؟ فكيف أمارس الاضطهاد.
وسكنت أعضاء هيئة التدريس داخل السكن الجامعي الذي كان فاضياً، لا يسكن فيه أحد، وكانت تصرف عليه ملايين الملايين وأغلقنا بعض العمارات في الخارج.
هناك فساد كبير داخل جامعة صنعاء وبدأنا في تقويض ذلك الفساد لكن مشت الأمور بطريقة فوضوية داخل الجامعة ولكن الحمد لله ان الأمور مشت إلى هذا المستوى.
ماقصة العبارة المشهورة لك (لن أسلم أرض الجامعة إلا على جثتي)؟
هذه أرض موجوده شرق كلية الطب، وهي أرض خصصت لبناء كليات ومستشفى تخص الجامعة، فلا يمكن على الإطلاق وقلت لهم لا يمكن أن أتنازل عنها، والآن وصلوا للنتيجة التي وصلت إليها أنا، يريدون ان يبنوا فيها فللاً وشققاً لأعضاء هيئة التدريس، وفي الواقع بحثت لهم عن بديل آخر وقلت لهم على جثتي ان أسلمكم هذ الأرض والشارع أقرب لي من ان اسلم أرضاً تخص مستقبل الأجيال القادمة، نريد بناء كلية للإعلام والهندسة والعلوم، وبناء مستشفى تعليمي.. فكيف أسلمها لأعضاء هيئة التدريس.
ألم يكن من حق أعضاء هيئة التدريس تملك أراض لهم؟
نعم من حقهم أن يكون لهم سكن، لكن في أراض أخرى، وفعلاً نسقنا من أجل تكون لهم أراض، يتملكونها، نسقنا مع رئيس أراضي وعقارات الدولة وأوجدنا البديل، وشكلت لجاناً ووصلت إلى ما وصلت إليه واتحداهم أن يسلموا أرض الجامعة لأعضاء هيئة التدريس اتحداهم، اتحداهم بكل معنى الكلمة وبصوت مرتفع أن يسلموا الأراضي التي ذكرتها لك لأعضاء هيئة التدريس.
دكتور أحمد يقال ان قيادات جنوبية ممن كانت في حزب المؤتمر انضمت إلى الحرك بإيعاز من الرئيس السابق لتعمل ضد المشترك.. ماردك؟
هذا سؤال الحقيقة لا يليق أن يطرح لأكاديمي ودكتور، هناك قناعات لدينا عندما دخلنا حزب المؤتمر دخلنا بقناعة كاملة، وعندما خرجنا من المؤتمر خرجنا بقناعة.
أفهم من ذلك أنك لم تعد في حزب المؤتمر؟
نعم لم أعد في حزب المؤتمر، وأنا لست مختلفاً منهجياً مع حزب المؤتمر الشعبي العام، ولست مختلفاً مع روئ المؤتمر حول كثير من القضايا، هناك كثير من الأمور التنظيمية وسلوكيات لعدد من أعضاء المؤتمر جعلتني أتأثر كثيراً وأخرج من المؤتمر .
ومازالت لدي علاقات طيبة بعدد من قيادات وأعضاء المؤتمر الشعبي العام، الذين لديهم قدرات كبيرة لكنهم مهضومين، لذلك لا بد من إعادة هيكلة حزب المؤتمر اليوم أو غداً.
لكن هناك بعض الشخصيات المقربة منك أمثال الدكتور الشعيبي مازالت في حزب المؤتمر؟
كل واحد له قناعاته في حقيقة الأمر, والشعيبي شخصية وطنية وأستاذ فاضل، وله بصمات طيبة نحترمه ونحترم قناعاته هو وغيره.
تعتبر أسرة باسردة من أكبر الأسر في جنوب الوطن، سؤالي هل اُختُزل تمثيل القضية الجنوبية على أسر معينة؟
من يقول هذا الحديث الله يهديه..
وأنا أمام أحد أهم أساتذة وخبراء الإعلام في اليمن والوطن العربي لك عدد من المؤلفات حول التشريعات الإعلامية وحقوق الإنسان وأخلاقيات الصحافة.. كيف تقيم المشهد الإعلامي اليمني بعد 23عاماً من إعلان الوحدة اليمنية شمالاً وجنوباً؟
الإعلام في اليمن يبذل جهوداً طيبة، ولاشك أن كليات الإعلام في اليمن رفدت المؤسسات الإعلامية المختلفة بكوكبة ممن أثبتوا نجاحهم في أشياء كثيرة، والإعلام في العالم الثالث بما فيه اليمن لا يصنع السياسة, فالذي يصنع الإعلام في اليمن هم السياسيون، وبذلك عندما يتعاون الإعلاميون والسياسيون سنرى إعلاماً قوياً ومعتدلاً وسوياً.. لذلك نطالب الإعلاميين أن يغيروا أنفسهم مع المتغيرات الموجودة حالياً ويحاولون أن يهتموا بالقضايا اليمنية في المقدمة لكي نجد حلولاً ناجعة لكل مشاكلنا.
صحيح هناك خلافات وصراعات ومماحكات وفتن للأسف يغذيها الإعلام، وأعتقد أن التنافس الموجود في القنوات الفضائية سيفضي إلى الأفضل.
هل قنوات عدن لايف والمصير وعشرات الصحف والمواقع التي تحرض ضد الوحدة وتقول أنها تتحدث باسم الشعب اليمني في جنوب الوطن يدخلون ضمن إعلام الفتنة؟
في الحقيقة تلك الوسائل الإعلامية جذبت أعداداً كبيرة في الشارع الجنوبي لأنها تعزف على مطالب الشارع.
وبالتالي تجاوب معها الشارع الجنوبي البطل، وهي ناجحة في المحافظات الجنوبية وفي زيارة أخيرة لي لبعض المحافظات الجنوبية وجدت جميع الناس هناك يشاهدون قناة عدن وقناة المصير وبقوة، بل بعضهم يشاهد تلك القنوات 24 ساعة، وأنا في اعتقادي أن الإقبال الكثيف على مشاهدة وسائل الإعلام تلك، لأنها تلبي رغبات وتطلعات الشارع الجنوبي، وتعالج مشاعرهم ومطالبهم.
برأيك ألا يُعد هذا تطرفاً إعلامياً ؟
كان بودي أن أتحدت عن إعلام يمني فقط، ولكن هذه الظروف وعلينا ان نكيف أنفسنا وفق المتغيرات الجديدة ونبني دولة مدنية حديثة مضامينها راقية، تنظر للمواطن اليمني من منظور واحد بعدل ونظام وقانون.
ماذا تقول في ذكرى الوحدة اليمنية؟
أقول في 22 مايو 1990م, بكينا فرحاً لإعلان الوحدة ولبسنا ثوب الأمل، وفي 22مايو 2013م, سوف نلبس أسود، وهذا السواد سيجعلنا نفكر صح، لإيجاد حلولاً ناجعة لأوطاننا.
ماذا تحب أن يطلق عليك دكتور أحمد الشاعر باسردة: الانفصالي أو الوحدوي؟
هذا راجع لكم أنتم، إذا كان الانفصال سيعيد الأمن والاستقرار لليمن، ويعيد حقوق الجنوبيين أنا انفصالي، وإذا كانت كلمة وحدوي ستعيد الدولة المدنية الحديثة والأمن والاستقرار لليمن فأنا وحدوي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.