في ظل تردي الأوضاع الفنية وبعد تكرر مسألة سفر الفنانين اليمنيين للاغتراب خارج وطنهم كان لنا أن نسلط الضوء قليلاً عما يدور في نقابة الفنانين اليمنيين المكان الذي من المفترض أن ينمو ويزدهر الفن منه من خلال اللقاء التالي مع الفنان محمد الحرازي نقيب الفنانين اليمنيين، ولمن لا يعرف محمد الحرازي فهو محامٍ وممثل وملحن ومخرج مسرحي، فنان متميز, والأمين العام المساعد لاتحاد الفنانين العرب, عضو المكتب التنفيذي للهيئة العربية للمسرح, رئيس المكتب القطري باليمن للهيئة العربية للمسرح, وإليكم ما دار في اللقاء عن قضايا النقابة والفنانين العالقة: .. هل لك أن تطلعنا على جديد نقابة الفنانين اليمنيين؟ لا جديد فهي كما هي محلك سر والسبب الجوهري الأول يعود إلى الفنانين أنفسهم وغفلتهم الطويلة والمستمرة في عدم تفعيل نقابتهم والقيام بدورهم وواجباتهم الضرورية نحوها حتى تقوم بدورها نحوهم وخدمتهم وتبني قضاياهم وسد فجوة الجهات الرسمية وغيرها، ولا نستطيع إلقاء اللوم على أحد قبل أن نلوم أنفسنا لذلك مازال مسلسل التهميش والإهمال متواصلاً في شاشات العروض ولم ينته أو يسدل الستار عنه بعد حتى يصحو الفنان من غفلته ويبدأ عرض مسلسل اليقظة والنهوض وعندها يكون الجديد. .. ماهي أهم الأنشطة التي نفذتها النقابة خلال الفترة الماضية؟ أعدت النقابة منظومة من القوانين والأنظمة الأساسية للضمان الصحي والاجتماعي وصندوق التقاعد وقانون الفنان والفنانين الموظفين مع الدولة بشأن المرتبات والعلاوات وسنوات الخدمة والترفيع، وأن لا تقاعد للفنان وكل هذه القوانين والأنظمة تحتاج منها إلى عرض وإقرار من البرلمان كتشريع خاصة لقانون الفنان والمهن الفنية ومنها يحتاج إلى قرارات وزارية تصادق من الحكومة ومن رئاسة الوزراء ومنها وزارة الثقافة والخدمة المدنية بشأن الكادر الوظيفي والأجور والمرتبات والإعلام بشأن لائحة الأجور للأعمال الدرامية والموسيقية والبرامجية والسياحة بشأن رسوم وضريبة الاستقطاع الإلزامي من صالات الأعراس والعروض لمشاركة الفنانين الدايم في إحياء فعالياتها والشئون الاجتماعية بشأن الصندوق الاجتماعي وغيره .. أما بشأن الأنشطة والفعاليات فهي كثيرة ومتنوعة لا يمكن ذكر أو حصر جميعها هنا فمثلا الدورات التأهيلية في الفنون فن التمثيل والإلقاء والحركة والمشاركات في برامج مكافحة الفساد ودوراتها المتتالية بتبني النقابة. وكذا برامج مكافحة الفقر ومحو الأمية وتولي أنشطتها المسرحية والموسيقية والميدانية على مستوى جميع المحافظات المستهدفة في الريف والحضر والمشاركة في المهرجانات المحلية والعربية والدولية بكل الفعاليات الفنية والإسهام في برامج التوعية جميعها بالكادر وبالتنفيذ والإسراف وأنشطة كثيرة جداً لا يمكن حصرها هنا. .. على ماذا تعتمد النقابة في مواردها هل على الدعم الحكومي أم التمويل الذاتي؟ تعتمد النقابة على دعم يتيم ووحيد تحصل عليه من وزارة المالية عبر وزارة الثقافة وهو مبلغ سبعمائة وستون ألف ريال سنوياً بواقع ستين ألف ريال شهرياً لإيجار مقر النقابة والكهرباء والمياه فقط ولا يوجد أي دعم آخر على وجه الإطلاق، ولا توجد اشتراكات من الأعضاء ولا نسبة من الأعمال الفنية والالتزام بالدفع من الفنانين وهذا هو الدعم الوحيد الذي تحصل عليه النقابة للحفاظ على البقاء والشرعية والمقر. .. نلاحظ أن نشاط النقابة مشلول خلال السنتين الماضيتين.. ما السبب برأيك؟ السبب الحالة السياسية التي تمر بها البلاد وغفلة الفنانين عن نقابتهم. .. ما مدى انفتاح نقابة الفنانين اليمنيين على النقابات العربية أو العالمية؟ وهل ثمة بروتوكولات تعاون مشترك مع بقية الدول؟ على الإطار العربي والنقابات العربية واتحاد الفنانين العرب فنقابة الفنانين اليمنيين منفتحة مع كل هذه النقابات من خلال اتحاد الفنانين العرب وبالتواصل مع بعضها بشكل منفرد وهذا التواصل الطيب والكبير يأتي من خلال المجهود الشخصي الذي نبذله نحن وتحمل تكاليف ونفقات المشاركات العربية والاجتماعات والمؤتمرات وحضور الفعاليات على نفقتنا الخاصة من اجل تواجد الفنان اليمني ونقابة الفنانين اليمنيين مع الفنانين والنقابات العربية واتحاد الفنانين العرب ولقد لعبنا دوراً كبيراً في الدعوة لإعادة الاتحاد وعقد مؤتمره السابع في 2008 وساهم في إعداد وتطوير قانون الاتحاد ولدوره الفاعل، وتم ترشيحنا لثلاث دورات انتخابيه كأمين عام مساعد لاتحاد الفنانين العرب وفتح آفاق كبيرة مع النقابات والهيئات العربية وأوجدنا العديد من البرتوكولات مع نقابة الفنانين في لبنان والأردن وسوريا ونقابات واتحادات مصر. وتم تبادل القوانين والأنظمة التي تتعلق بالفنانين وتم الاستفادة منها وبرتوكولات التعاون المشترك في الدورات والمنح والفعاليات الفنية والمشاركة في المهرجانات وتم الاستفادة كثيراً منها وتم حضور رئيس الاتحاد العام للفنانين العرب مؤخراً إلى اليمن في شهر نوفمبر2013 عند تكريم الفنان اليمني الكبير أيوب طارش من قبل جامعة الحديدة، وتم تكريمه أيضاً من الاتحاد العام للفنانين العرب بحضور ريس الاتحاد الأستاذ مسعد فوده والأمين العام المساعد لاتحاد الفنانين العرب نقيب الفنانين اليمنيين وسكرتير الاتحاد الأستاذ عادل حنفي، وقد تم أيضاً لقاء وزير الثقافة الدكتور عبدالله عوبل مع رئيس الاتحاد والأمين المساعد ووفد الاتحاد العام للفنانين العرب في ديوان الوزارة بصنعاء وتم التفاهم والاتفاق على كثير من مجالات التعاون الفني والثقافي بين الوزارة والاتحاد ونقابة السينمائيين المصريين الذي يرأسها الأستاذ مسعد فوده ريس الاتحاد وهناك العديد من البرتوكولات وقد قام رئيس الاتحاد بتقديم دعوة لوزارة الثقافة اليمنية عناية وزير الثقافة للمشاركة في مهرجان الأقصر السينمائي للفيلم الوثائقي والقصير ومشاركة الفنانين اليمنيين بأعمال سينمائية في مارس2014 ولقد لبى وزير الثقافة هذه الدعوة وسلمها لمعالي نائب وزير الثقافة الأستاذة هدى أبلان التي رحبت بهذه الدعوة وأكدت أنها جاءت في وقتها لوجود أعمال سينمائية تجريبية عديدة لبعض الفتانين اليمنيين الشباب توجد لديها من فترة سُلمت لها عبر المؤسسة العامة للسينما والمسرح التي كانت ترأسها وان تلك الأعمال تعد جاهزة للمشاركة في المهرجان. .. بعض الفنانين يتعرض إلى الاستغلال والغبن من بعض المنتجين الجشعين.. هذه المشاكل وغيرها.. كيف تتعامل معها النقابة؟ وهل هنالك لجنة خاصة لهذا الغرض؟ الغبن والاستغلال الذي يحصل لبعض الفنانين سببه عدم التزام الفنان بتعليمات النقابة بضرورة إبرام عقد ومصادقته لدى النقابة حتى يحصل على الحماية وعدم الاستغلال أو الغبن، فالعمل بدون عقد يسبب الاستغلال والمشاكل وضياع الحقوق وسببه الفنان ذاته، وهذا الأمر من الإشكالات التي تعانيها النقابة بسببهم. .. ظهر خلال الأيام الماضية سفر بعض الفنانين للاغتراب خارج الوطن بسبب تردي الأوضاع الفنية في اليمن.. إلا تتحمل النقابة مسؤولية هذا الأمر؟ اغتراب الفنانين سببه تردي الأوضاع برمتها في اليمن وحال الفنان من حال المواطن والوطن، وهذا الأمر يجري في مجتمعات الأرض التي تعاني أوطانهم اضطرابات ومشاكل وسوء الأوضاع المعيشية وعدم الاستقرار، فكيف الحال عندما يضاف إلى ذلك التخلف واللامبالاة بالثقافة والفنون. .. ألا تفكرون بلقاء موسع مع وزير الثقافة لتطرحوا كل القضايا العالقة.. وتتوصلوا إلى حلول ناجحة لإنعاش النقابة؟ بشأن وزير الثقافة الدكتور عبدالله عوبل فهو متفهم لدور النقابة ومتعاون جداً معنا وتمت لقاءات كثيرة وموسعة معنا ومع الفنانين في كل القطاعات، وأبدى استعداده للتعاون وبذل ما في وسعه لقضايا ومطالب الفنانين ومنحهم صلاحيات أن يطرحوا ما يرونه مناسباً لهم وهو يقوم بتنفيذه وشكل منهم اللجان وجعل الأمر لهم، لكن المشكلة في بعض الفنانين الذي لا يعجبهم العجب لا النقابة ولا الوزارة ولا شيء وهم أداة ضرر على أنفسهم وعلى زملائهم الفنانين يريدون تولي كل شيء، وإذا ولوهم ما استطاعوا فعل شيء لن يستطيعوا فعل شيء لان فاقد الشيء لا يعطيه ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه. .. كونك فنانا قبل أن تكون نقيباً، ماهي رسالتك للفنانين؟ كلمتي الأخيرة التي أخاطب بها الفنانين، إن رسالتكم رسالة عظيمة وهامة ولها الأثر البالغ في خدمة مجتمعكم وطرح قضاياه الهامة ومعالجتها بإرساء القيم الجميلة والنبيلة ورفع الذوق والجمال وبقدر ما تخدمون مجتمعكم يخدمكم ويرفع من شأنكم لتبلغوا المكانة المرموقة التي تستحقونها وتحلمون بها أسوة بفناني العالم الذين تريدون بلوغ مكانتهم ومستواهم المادي والمعنوي واصحوا من غفلتكم والتفوا حول كيانكم ونقابتكم وتحابوا ولا تحاسدوا ووحدوا صفوفكم وكونوا على قلب وكلمة رجل واحد تنالون حقوقكم ومكانتكم المرجوتين ولكم كل الحب والتقدير والعرفان..