أسياد الشتايم.. المؤدلجون من صغار (صغار) الإصلاحيين والسروريين    عصابة معين لجان قهر الموظفين    لماذا تقمع الحكومة الأمريكية مظاهرات الطلبة ضد إسرائيل؟    مقتل مواطن برصاص عصابة حوثية في إب    رواية حول الحادث الذي اصيب فيه امين عام نقابة الصحفيين والرواية الامنية ما تزال غائبة    تحديث جديد لأسعار صرف العملات الأجنبية في اليمن    سيتم اقتلاعكم عما قريب.. مسؤول محلي يكشف عن الرد القادم على انتهاكات الحوثيين في تهامة    استشهاد وإصابة 160 فلسطينيا جراء قصف مكثف على رفح خلال 24 ساعة    رغم إصابته بالزهايمر.. الزعيم ''عادل إمام'' يعود إلى الواجهة بقوة ويظهر في السعودية    شاهد .. المنشور الذي بسببه اعتقل الحوثيين مدير هيئة المواصفات "المليكي" وكشف فضائحهم    إغلاق مركز تجاري بالعاصمة صنعاء بعد انتحار أحد موظفيه بظروف غامضة    شاهد .. السيول تجرف السيارات والمواطنين في محافظة إب وسط اليمن    محاولة اغتيال لشيخ حضرمي داعم للقضية الجنوبية والمجلس الانتقالي    الحزب الاشتراكي اليمني سيجر الجنوبيين للعداء مرة أخرى مع المحور العربي    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    ذمار: أهالي المدينة يعانون من طفح المجاري وتكدس القمامة وانتشار الأوبئة    دورتموند يقصي سان جرمان ويتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا    احتجاجات للمطالبة بصرف الراتب في عدن    دوري ابطال اوروبا: دورتموند يجدد فوزه امامPSG    نيمار يساهم في اغاثة المتضررين من الفيضانات في البرازيل    قصة غريبة وعجيبة...باع محله الذي يساوي الملايين ب15 الف ريال لشراء سيارة للقيام بهذا الامر بقلب صنعاء    زنجبار أبين تُودّع أربعة مجرمين... درس قاسٍ لمن تسول له نفسه المساس بأمن المجتمع    إهانة وإذلال قيادات الدولة ورجالات حزب المؤتمر بصنعاء تثير غضب الشرعية وهكذا علقت! (شاهد)    اتفاق قبلي يخمد نيران الفتنة في الحد بيافع(وثيقة)    شبكة تزوير "مائة دولار" تُثير الذعر بين التجار والصرافين... الأجهزة الأمنية تُنقذ الموقف في المهرة    الأمم المتحدة: لا نستطيع إدخال المساعدات إلى غزة    البنك المركزي اليمني يكشف ممارسات حوثية تدميرية للقطاع المصرفي مميز    وداعاً صديقي المناضل محسن بن فريد    وزير المياه والبيئة يبحث مع اليونيسف دعم مشاريع المياه والصرف الصحي مميز    أبو زرعه المحرّمي يلتقي قيادة وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل    مركز الملك سلمان للإغاثة يدشن توزيع المساعدات الإيوائية للمتضررين من السيول في مديرية بيحان بمحافظة شبوة    ارتفاع اسعار النفط لليوم الثاني على التوالي    العين يوفر طائرتين لمشجعيه لدعمه امام يوكوهاما    ريال مدريد الإسباني يستضيف بايرن ميونيخ الألماني غدا في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    فرقاطة إيطالية تصد هجوماً للحوثيين وتسقط طائرة مسيرة في خليج عدن مميز    مجلس النواب ينظر في استبدال محافظ الحديدة بدلا عن وزير المالية في رئاسة مجلس إدارة صندوق دعم الحديدة    باصالح والحسني.. والتفوق الدولي!!    هل السلام ضرورة سعودية أم إسرائيلية؟    الأمم المتحدة: أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة مميز    وصول باخرة وقود لكهرباء عدن مساء الغد الأربعاء    طلاب تعز.. والامتحان الصعب    كوريا الجنوبية المحطة الجديدة لسلسلة بطولات أرامكو للفرق المقدمة من صندوق الاستثمارات العامة    الهلال يهزم الأهلي ويقترب من التتويج بطلا للدوري السعودي    دار الأوبرا القطرية تستضيف حفلة ''نغم يمني في الدوحة'' (فيديو)    صفات أهل الله وخاصته.. تعرف عليها عسى أن تكون منهم    شاهد: قهوة البصل تجتاح مواقع التواصل.. والكشف عن طريقة تحضيرها    البشائر العشر لمن واظب على صلاة الفجر    الشيخ علي جمعة: القرآن الكريم نزَل في الحجاز وقُرِأ في مصر    البدعة و الترفيه    حقيقة وفاة محافظ لحج التركي    تعز: 7 حالات وفاة وأكثر من 600 إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    يا أبناء عدن: احمدوا الله على انقطاع الكهرباء فهي ضارة وملعونة و"بنت" كلب    الثلاثاء القادم في مصر مؤسسة تكوين تستضيف الروائيين (المقري ونصر الله)    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قلق ما قبل الاختبارات
نشر في الجمهورية يوم 20 - 05 - 2014

تزمناً مع امتحانات هذا العام والذي لا يختلف على الأعوام السابقة من حيث الظروف المشابهة لظروف هذا العام التي تأتي في غاية الصعوبة، وذلك نظراَ لانقطاع التيار الكهربائي المستمر والذي يضطر معه الطلاب إلى المذاكرة على ضوء الشموع، وقسوة الظروف هنا تزداد تأزماً وصعوبة لدى طلاب المناطق الساحلية الحارة، حيث تجعلهم بوضع من القلق والتوتر لا يحسدون عليه، إضافة إلى الإهمال والقصور الذي يعيشه معظم الطلاب من بداية الفصل الدراسي الذي يعود لعدة أسباب مشتركة ما بين الطالب ذاته والأسرة والمدرسة نظراَ لواقع مستوى التعليم المتردي الذي تشهده بلادنا، وذلك يعتبر من الأسباب التي تهدد نتيجة الطالب مع قرب الامتحانات وتندرج ضمن العوامل التي تؤدي إلى القلق والتوتر النفسي أثناء الامتحانات، حيث يمثل قلق الامتحان حالة نفسية انفعالية تؤثر على اتزان الطالب النفسي وقدرته على استرجاع المادة الدراسية أثناء الامتحان تصاحبها أعراض نفسية وجسدية كالتوتر والانفعال..
وينتج ذلك عن الخوف من الرسوب أو الفشل، والرغبة في المنافسة والتوقعات العالية المثالية التي يضعها الطالب لنفسه أو يضعها الوالدان له، أو ضعف الثقة بالنفس.. ويعتبر هذا القلق الذي يعتري الطالب أثناء وقبل الامتحان أمراً مألوفاً، بل ضروري لتحفيزه على الدراسة ما دام يتراوح القلق ضمن مستواه الطبيعي ولا يؤثر بشكل سلبي على أدائه للمهام العقلية المطلوبة..
وحول هذا الموضوع أجرينا الاستطلاع التالي مع بعض من الطلاب والطالبات عن السبب الرئيسي الذي يبث لديهم القلق قبل وأثناء الاختبارات، فكانت الإجابات كالتالي:
مبارك الصالحي يبدأ الحديث معنا قائلاً: القلق من الاختبار في اعتقادي بأنه شعور لا إرادي ينتاب الطالب حتى في حالة ثقته من إلمامه الكامل بالمادة فهو يرى بأنه شيء طبيعي جداً وقد ربما يرجع سببه الرئيسي إلى الكيفية التي ستطرح فيه الأسئلة وعن طريقة المدرس في اختيار مصادر الأسئلة هل من المقرر أم من المعلومات الخارجية التي يلقيها أثناء المحاضرة.. هكذا يبرر مبارك سبب قلقه وتوتره الناتج عن الاختبارات.
الطالبة ناهد المحيا طالبة جامعية تقول: إن السبب يعود إلى عدم مراجعة الطالب للمادة هذا فيما يتعلق بالقلق الناتج قبل الاختبار أما المتعلق بالقلق الناتج ليلة الاختبار فيعود إلى ثقل المادة وتعقيدها فيصاب الطالب بحالة من القلق من نوعية الأسئلة التي ستقدم حول هذه المادة.
الطالبة شيماء السريحي طالبة في الثانوية ردت علينا قائلة: يرجع سبب التوتر والقلق الناتج ما قبل الاختبارات إلى العامل النفسي لدى الطالب وإلى مستوى الطالب مع المعلم في المادة وطريقة معاملته وأسلوبه في وضع أسئلة الاختبار.
الطالب عمرو الكميم طالب جامعي يرى بأن القلق والتوتر المتزامن ما قبل وأثناء الاختبار يعود إلى عدم الاستعداد الكافي من قبل الطالب نفسه، إضافة إلى عدم معرفته بنوعية الإجابة التي يريدها مدرس المادة وهذه أكبر مشكلة لديه تسبب له القلق.
ريم الصفواني طالبة ماجستير تستطرد معنا قائلة: التوتر والقلق حالة طبيعية تحصل لأي طالب مهما كان مستواه العلمي، وترى أن سببه يرجع إلى الخوف من الأسئلة التي تراود الطالب مع نفسه حول كيف سيكون الاختبار؟ وهل سيتمكن من الإجابة عليه أم لا؟ هذه بمجملها تولد لدى الطالب الخوف والتوتر والقلق.
أميمة المقطري طالبة جامعية ترد علينا قائلة: في اعتقادي إن حالة التوتر والقلق التي تعتري الطالب فيما يتعلق بالاختبار ناتج عن عدم إكمال الطالب لمذاكرة المادة بشكل جيد إضافة إلى خوفه من النسيان وعدم قدرته إلى استدعاء المعلومات أثناء الاختبارات.
وفي هذا الصدد رأينا أن نلتقي بعدد من الاختصاصيين في الحقل التربوي من دكاترة ومدرسين، إضافة إلى أولياء أمور للبحث والاستطلاع حول ظاهرة القلق التي تعتري الطلاب ما قبل الاختبارات..
بداية يحدثنا الدكتور عبدالملك الجنيد عن حالة القلق المصاحبة للطلبة وخاصة طلبة الثانوية أثناء فترة الامتحانات، قائلاً: إن على الأسرة دوراً كبيراً جداً في هذا الشأن باعتبار أن الأسرة هي إحدى الركائز الأساسية التي تحد من هذا القلق.. موضحاً أن الأسرة عليها عدة أدوار ينبغي أن تقوم بها على أكمل وجه لمساعدة ابنها على أن تبقى حالة القلق لديه في وضعها الطبيعي.. وبيّن أن من بين هذه الأدوار توفير أجواء مناسبة لاسترجاع الطالب دروسه ومساعدته في تنظيم وقته مع الأخذ في الاعتبار إعطاؤه كامل الحرية ليضع خطة العمل التي تناسبه إضافة إلى إبعاده عن كل المصادر التي تشتت انتباهه، فعلى سبيل المثال سيكون من المفيد بالنسبة للطالب التقليل قدر الإمكان من الزيارات الاجتماعية وإن حدثت فمن المستحسن ألا يشعر بها.
وأضاف: يجب على الأسرة أن تشعر الطالب بمشاركته في عملية المذاكرة أو الاسترجاع، ويمكن للأسرة أن تقوم بهذا الدور بصورة غير مباشرة عن طريق قراءة أو تصفح بعض الكتب العلمية إلى جانب الابن، مع الأخذ في الاعتبار أيضا أن يكون ذلك في هدوء تام.
وأوضح أن هناك دورا على الأسرة قد يغفل البعض عنه وهو ضرورة مطالبة الابن بأخذ قسط من الراحة بين فترات الاسترجاع، لأن هذا من شأنه أن يعيد الحيوية للجسم وينعش العقل ويجعله قادراً على تقبل المعلومة، محذراً الطلاب من السهر لوقت متأخر في عملية الاسترجاع لأن هذا قد تكون له آثاره السلبية أثناء تفريغ المعلومات في ورقة الإجابة.
أما الدكتورة ليلى سرج فتوضح أن القلق الذي يصاحب الطلاب أثناء فترة الامتحانات بالخوف من الفشل أمام الأسرة في تحقيق ما يسعى إليه وشعوره بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه في هذه الفترة.. وأشارت ليلى إلى أن الأسرة ولجنة الامتحان ينبغي أن تقوما بدورهما في التقليل من هذا القلق الذي يمر به الطالب أثناء أدائه الامتحان.
مبينة أن دور الأسرة يكمن في توفير الجو النفسي المناسب للمذاكرة والاسترجاع والبيئة المناسبة لهذا الغرض وأنه يمكن الوصول إلى ذلك بتكاتف وتعاون أفراد الأسرة واعتبار فترة الامتحانات مرحلة لها طقوسها الخاصة التي يجب التعامل معها في إطار الأسلوب العلمي الذي حدد معالم ومتطلبات تلك الفترة.
مشيرةً إلى أن كل فرد تقريبا في المجتمع على دراية بمتطلبات هذه المرحلة.. وأن دور لجنة الامتحان مكمل لما تقوم به الأسرة، فهي مطالبة بانتهاج أسلوب جيد في التعامل مع الطلاب ومراعاة الظروف النفسية التي يمرون بها في هذه الفترة من خلال توفير الهدوء التام داخل اللجنة والالتزام بقوانين الامتحانات واتباع أسلوب الحكمة وعدم الاندفاع أو التهور في التعامل مع الطلاب.
أما الدكتورة أسمهان العبسي في كلية الآدب تؤكد أن تهيئة الجو المناسب لعملية الاسترجاع من الأولويات الرئيسية التي ينبغي على الأسرة أن تضعها في اعتبارها للوصول بابنها أو ابنتها إلى بر الأمان.
مضيفة: على الأسرة أن تعيد ترتيب أوضاعها في فترة الامتحانات بالنسبة لأبنائها، فعلى سبيل المثال ضرورة البعد كل البعد عن المشاكل الأسرية في تلك الفترة الحرجة بالنسبة للأبناء علاوة على محاولة التخلي أو بالأحرى التخلص من كل المصادر التي من شأنها أن تشتت انتباه الطلاب، حيث يمكن التخلي في تلك الفترة عن استعمال الكمبيوتر أو التلفزيون، وإذا كان ليس هناك مفر من ذلك فيكون الاستعمال في أضيق الحدود أو في مكان بعيد عن مسمع التلميذ وبصره.
وحذرت من إلحاح الأسرة المتكرر وضغطها المستمر على أبنائها، مطالبة إياهم بالمذاكرة، مبينةً أهمية ترغيب الطالب في عملية المذاكرة والاسترجاع عن طريق النصيحة وليس الضغط أو الإجبار فيجب التسلل إلى نفسية التلميذ ومعرفة أسباب عزوفه عن المذاكرة ونقاشه ومحاولة الوصول إلى علاج لهذه الأسباب.
وأضافت: يجب على الأسرة أيضا أن تحث الطالب على المحافظة على الصلاة وقراءة بعض الآيات القرآنية لأن فيها طمأنينة للنفس وتزيل أسباب القلق لدى التلميذ.
وأشارت إلى أهمية تنظيم الوقت وأخذ قسط من الراحة بين فترات المذاكرة، مؤكدة أهمية التغذية الصحية السليمة أثناء فترة الامتحانات، ومبينة: أن الامتحانات بصفة عامة موضوعة لكل المستويات وفي متناول كل التلاميذ وتستند إلى معايير علمية مطالبة الطلاب بقراءة ورقة الأسئلة جيداً والتركيز وعدم التسرع في الإجابة.
الدكتور نصر البناء كلية العلوم والتكنولوجيا حدد أهم المعايير التي على ضوئها يمكن التخفيف من حدة القلق التي تصاحب الطلاب أثناء فترة الامتحانات، مبيناً أن توفير أجواء وبيئة مناسبة لعملية المذاكرة شيء أساسي خلال فترة الامتحانات وينبغي التعامل مع تلك الفترة بمزيد من الخصوصية حرصاً على مستقبل الأبناء.
وقال: إن القلق الذي يصاحب الطلاب أثناء الامتحانات أمر عادي ناجم عن الإحساس بالمسؤولية، موضحا أن هذا القلق يتلاشى تدريجيا بمرور أيام الامتحانات حيث يعتاد الطلاب على أجواء الامتحانات وتقل الرهبة لديهم.
ونصح الطلاب بقراءة ورقة الأسئلة جيدا والبدء بالسؤال الأسهل والأيسر بالنسبة لهم لاكتساب مزيد من الثقة في أنفسهم، وعليهم أيضا الاهتمام بتنظيم الإجابة.. مستدلاً بقول الله تعالى «إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا»، وبالتأكيد «من جد واجتهد وأدى ما عليه فستكون نتيجته مرضية».
أما الدكتورة فوزية المقطري كلية التجارة أشارت إلى أن أوقات المذاكرة وكيفية تنظيمها تتوقف على طبيعة البيئة التي يعيش فيها الطالب، فإذا كانت البيئة التي يعيش فيها الطالب تتسم بالهدوء فلا بأس من المذاكرة في أي وقت يختاره، ويفضل أن يكون نهاراً بينما لو كان الطالب يعيش في مكان به درجة عالية من الضجيج والضوضاء فعليه أن ينام ظهراً ويستيقظ ليلاً من أجل المذاكرة في جو مناسب من حيث الهدوء.
وأضافت فوزية: إن كمية المذاكرة تؤثر بالطبع على عملية التذكر فكلما استذكر الطالب دروسه واجتهد أصبح من السهل عليه استرجاع المعلومة بشكل أسرع لأن التكرار والتركيز يساعدان الطالب بشكل كبير في الاستيعاب.
وأشارت إلى أن الأسرة عليها دور كبير في إزالة القلق الذي يصاحب تلك الفترة التي يمر بها الطالب وذلك بتهيئة الأجواء المناسبة والبعد عن المشاكل الأسرية التي تؤدي إلى التوتر والقلق بين الأبناء وأن تشارك الأسرة الطالب في عملية القراءة بأن ينشغل جميع الأسرة بالقراءة من أجل ألا يشعر الطالب بأنه الوحيد الذي يذاكر.. كما أوضحت أنه من الواجب على الأسرة أن تبتعد في تلك المرحلة عن الزيارات واللقاءات الأسرية والتخلي عن أدوات الترفيه من التلفزيون والكمبيوتر وما إلى ذلك، لأن تلك الفترة ليست للمذاكرة والتحصيل بل هي للمراجعة فقط وهي تحتاج إلى هدوء كبير، كما يجب على الأسرة أن تحرص على التغذية الجيدة والمناسبة التي تفيد الجسم من الناحية العقلية والجسمية.
مشيرة إلى أن التوتر الذي يعاني منه الطالب خلال فترة الامتحانات شيء طبيعي وصحي، حيث يشكل دافعاً للاجتهاد والمذاكرة إذا كان بدرجة معقولة، أما إذا زاد على حده الطبيعي فهو بذلك سيصبح حالة مرضية ويجب التخلص منها بمساعدة الأسرة في ذلك.
جابر الضلعي مدير مدرسة تحدث معنا بشأن القلق المصاحب للطلبة أثناء فترة الامتحانات حيث قال: إن كلمة امتحان في حد ذاتها تؤدي إلى القلق، مؤكداً أن القلق أمر فطري لأن الامتحان إما نجاح أو رسوب، لكن هناك عدة أسئلة علينا أن نطرحها بداية هل يمكن أن نتحكم في القلق ومقداره وكيف يمكن أن نسيطر على القلق ونجعل منه أمراً إيجابياً؟ وهل القلق كلي أم جزئي؟
وبيّن أن القلق موجود عند الطالب وعند ولي الأمر وأن القلق يقل تدريجياً بمجرد أن يبدأ الطالب في تفريغ ما في جعبته من معلومات محصلة أثناء فترة الدراسة.
وأضاف: إن الهيئة التدريسية عليها دور كبير في السيطرة على القلق لدى الطلبة من خلال استقبال الطلبة بالعبارات المناسبة وتهيئة الظروف والمكان وجعل عملية المراقبة عملية تنظيمية وليست استفزازية.
وأشار إلى أن القلق موجود، لكن يمكن التحكم فيه والسيطرة عليه بتكاتف وتعاون مكونات البيئة التي تحيط بالطلبة سواء من الأسرة أو من الهيئة التدريسية.. مبيناً أن القلق لو كان ملازماً للطالب أثناء أداء الامتحان لما استطاع أن يمسك بالقلم ويدون إجابته في ورقة الامتحان.
أزهار القدسي ولية أمر قالت: إن فترة الامتحانات لها طبيعتها الخاصة فهي تستلزم من جميع أفراد الأسرة التعاون من أجل توفير جو دراسي جيد للابن أو الابنة خاصة في مرحلة الثانوية.
وأضافت: الامتحانات بصفة عامة لها رهبتها وقلقها ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك، لكن علينا في المقابل ألا نسمح لهذا القلق أن يسيطر على أبنائنا لأن تملك القلق من الأبناء وزيادته عن حده الطبيعي له آثاره السلبية في القدرة على التحصيل العلمي لدى الطالب.
وأوضحت ناصحة الطلبة أن القلق أثناء فترة الامتحانات أمر عادي، مطالبة أن تكون هناك مراعاة لهذا الجانب من قبل واضعي الامتحانات، حيث من الأفضل بالنسبة للطالب أن تبدأ ورقة أسئلة الامتحان بسؤال سهل يمكن أن يزيل حالة القلق أو الرهبة التي تصاحب الطالب طوال فترة الامتحانات.. وبينت أن الطالب المجتهد من بداية العام والملتزم في دراسته ومذاكرته قد لا يشعر بمقدار القلق الذي يشعر به الطالب الذي يركز كل مجهوده في المذاكرة قبل الامتحانات بفترة بسيطة.
الأستاذة فاطمة الصالحي ترى أن القلق الذي يصيب الطلبة أثناء فترة الامتحانات أمر عادي خصوصاً في مرحلة الثانوية لما لهذه المرحلة من أهمية في حياة الطالب فهي بمثابة نقطة التحول في حياته الدراسية والعملية فيما بعد.. وأضافت: إن القلق الذي يصاحب الطلبة أثناء فترة الامتحانات يختلف من فرد إلى آخر، حيث نجد أن الطالب الأكثر انتظاماً في الدراسة والمذاكرة من بداية العام أقل قلقاً بالمقارنة بمثيله الأقل انتظاماً.
وقالت: شعور الطالب بالقلق يزداد كلما اقتربت فترة الامتحانات، هذا ناتج في كثير من الأحيان عن ازدياد كمية المعلومات المحصلة قبيل فترة الامتحانات والخوف من نسيانها وإحساس الطالب الدائم بأنه ينسى هذه المعلومات أكثر كلما اقتربت الامتحانات هذا بدوره يساهم في زيادة القلق لدى الطالب.. وأضافت: إن الوالدين يمكنهما أن يجنبا ابنهما هذا القلق أو على الأقل التخفيف من حدة هذا القلق بالترويح عن الطالب أثناء فترة المذاكرة ونصيحته بأخذ الأمور ببساطة وأنه أدى ما عليه.
وقالت: إن المراقبين في لجان الامتحان عليهم أيضاً دور في مساعدة الطالب على التخلص من القلق بتوفير جو مناسب لأدائه الامتحان.
نسيم الدبعي ولية أمر تضيف معنا بقولها: إن على أولياء الأمور دوراً كبيراً في إزالة أسباب القلق الذي يصاحب الطلاب أثناء فترة الامتحانات من خلال توفير جو وبيئة مناسبة للمذاكرة، وعدم تشغيل أية أجهزة من شأنها أن تشتت انتباههم وعليهم بنصح أبنائهم الطلاب أن يأخذوا قسطاً من الراحة بين فترات المذاكرة، والحرص على أن يتناولوا وجباتهم الغذائية الصحية السليمة لأننا نجد أن بعض الطلاب قد لا يقبل على تناول وجباته بشكل منتظم وهذا بالتأكيد يكون له أثر سلبي في تحصيله للمعلومات.
وأضافت: أعتقد أن القلق أثناء الامتحانات شيء فطري، حيث دائماً ما يقلق الإنسان عندما يقبل على اختبار لكن المهم ألا يزيد هذا القلق عن حده ويتحول من قلق صحي إيجابي إلى قلق مرضي سلبي، حيث إذا زاد القلق عند التلميذ بصورة مبالغ فيها فسوف يشتت ذهنه فلا يركز أثناء أداء الامتحان، من هنا أقول إن على الوالدين دوراً كبيراً في إزالة كل أسباب القلق عند أبنائهم وألا يتحول خوفهم الزائد على مستقبل ابنهم إلى نوع من القلق والخوف يشعره ويحسه الابن فيسبب له الارتباك أثناء الإجابة عن الامتحان.. وأوضحت أن هناك دوراً أيضاً على الملاحظين في لجان الامتحان وهو ضرورة توفير أجواء الهدوء والراحة والتعامل مع الطلاب بشكل راق ومعرفة وتقدير الظروف النفسية التي يمر بها الطلاب في هذه الفترة.
الأستاذة خلود العليمي تحدثت قائلة: من الطبيعي أن تصاحب الأسرة فترة قلق أثناء الامتحانات، فالطالب قلق على مستقبله خاصة أن المرحلة الثانوية ستحدد مصيره لكن هذا القلق ليس هناك خوف منه لأنه يزول بمجرد أن يمسك الطالب ورقة الامتحان ويبدأ في الإجابة.. وأضافت: أما بالنسبة لقلق الوالدين فهو ناجم عن حرصهما الزائد على وصول ابنهما إلى أعلى المراتب العلمية وهذا حقهما لكن عليهما توخي الحذر في عدم إظهار هذا القلق الزائد أمام الطالب حتى لا يرتبك أثناء مذاكرته وعليها أيضاً توفير كل وسائل الراحة والهدوء خاصة أثناء فترة الامتحانات والتي تتطلب تركيزاً عالمياً.
وتناشد خلود أولياء الأمور تخفيف الضغط العصبي على أبنائهم أثناء فترة الامتحانات من خلال طلبهم من الأبناء أخذ قسط من الراحة بين فترات المذاكرة، لأن ذلك يشعرهم انهم أدوا ما عليهم وهذا بدوره كفيل بإزالة حالة التوتر أو القلق المصاحبة لفترة امتحانات الثانوية العامة.
وأضافت: إن القلق المصاحب لفترة الامتحانات ناتج عن خوف الطالب على مستقبله وتحمله المسؤولية، مبينة أن الكثير من الطلاب يقلقون عندما يحاولون استرجاع المعلومات المدخرة لديهم قبل فترة الامتحان المباشرة، حيث يشعرون بأن المعلومات قد تسربت منهم أو أنهم غير قادرين على استرجاعها، وهذا سببه الخوف الزائد من مواجهة الامتحان، لكن ما أن يمسك الطالب المذاكر ورقة الامتحان إلا ونجده يسترجع المعلومات التي اعتقد أنه نسيها عند محاولة استرجاعها قبل الامتحان.
وقالت: أنصح كل الطلاب بضرورة أخذ قسط كافٍ من النوم أثناء فترة الامتحانات وعدم السهر لأوقات متأخرة من الليل في المذاكرة لأن هذا قد ينقلب إلى نتيجة عكسية تظهر نتائجها بصورة مباشرة أثناء الامتحان، حيث ربما يجد الطالب صعوبة في استرجاع ما ذاكره نتيجة لسهره لأوقات متأخرة من الليل وعدم أخذ قسط كافٍ من الراحة، لذا هذا دور الوالدين في ضرورة تنبيه الطلاب إلى هذا الأمر.
أم وهيب الشميري ربة بيت أشارت إلى أن الأسرة عليها دور كبير في إزالة القلق الذي يصيب الطلاب قبل دخول امتحانات الثانوية العامة، وأن هذا القلق طبيعي جداً ولكن يكون في الحدود الممكنة لأن كل إنسان يقترب من الدخول في أي امتحان تصاحبه حالة من القلق ولكن مع بدء الامتحان يزول القلق والتوتر شيئاً فشيئاً حتى يتم التخلص منه نهائياً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.