بالصور .. العثور على جثة شاب مقتول وعليه علامات تعذيب في محافظة إب    الجيش الوطني يدك مواقع المليشيات الحوثية بالسلاح الثقيل    صاعقة رعدية تنهي حياة شاب يمني    محمد المساح..وداعا يا صاحبنا الجميل!    صورة ..الحوثيون يهدّون الناشط السعودي حصان الرئيس الراحل "صالح" في الحديدة    آية في القرآن تجلب الرزق وفضل سورة فيه تبعد الفقر    العليمي يكرّر كذبات سيّده عفاش بالحديث عن مشاريع غير موجودة على الأرض    رفع جاهزية اللواء الخامس دفاع شبوة لإغاثة المواطنين من السيول    نصيب تهامة من المناصب العليا للشرعية مستشار لا يستشار    على الجنوب طرق كل أبواب التعاون بما فيها روسيا وايران    مقتل مغترب يمني من تعز طعناً على أيدي رفاقه في السكن    انهيار منزل بمدينة شبام التأريخية بوادي حضرموت    ما هي قصة شحنة الأدوية التي أحدثت ضجةً في ميناء عدن؟(وثيقة)    وفاة الكاتب والصحفي اليمني محمد المساح عن عمر ناهز 75 عامًا    العليمي يتحدث صادقآ عن آلآف المشاريع في المناطق المحررة    صور الاقمار الصناعية تكشف حجم الاضرار بعد ضربة إسرائيل على إيران "شاهد"    عاجل: انفجارات عنيفة تهز مدينة عربية وحرائق كبيرة تتصاعد من قاعدة عسكرية قصفتها اسرائيل "فيديو"    صورة تُثير الجدل: هل ترك اللواء هيثم قاسم طاهر العسكرية واتجه للزراعة؟...اليك الحقيقة(صورة)    وزير سابق يكشف عن الشخص الذي يمتلك رؤية متكاملة لحل مشاكل اليمن...من هو؟    الدوري الايطالي: يوفنتوس يتعثر خارج أرضه ضد كالياري    نادي المعلمين اليمنيين يطالب بإطلاق سراح أربعة معلمين معتقلين لدى الحوثيين    مبنى تاريخي يودع شبام حضرموت بصمت تحت تأثير الامطار!    رئيس الاتحاد العربي للهجن يصل باريس للمشاركة في عرض الإبل    تظاهرات يمنية حاشدة تضامنا مع غزة وتنديدا بالفيتو الأمريكي في مجلس الأمن    شروط استفزازية تعرقل عودة بث إذاعة وتلفزيون عدن من العاصمة    شبوة.. جنود محتجون يمنعون مرور ناقلات المشتقات النفطية إلى محافظة مأرب    لماذا يموتون والغيث يهمي؟    اليمن تأسف لفشل مجلس الأمن في منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة مميز    تعز.. قوات الجيش تحبط محاولة تسلل حوثية في جبهة عصيفرة شمالي المدينة    الممثل صلاح الوافي : أزمة اليمن أثرت إيجابًا على الدراما (حوار)    - بنك اليمن الدولي يقيم دورتين حول الجودة والتهديد الأمني السيبراني وعمر راشد يؤكد علي تطوير الموظفين بما يساهم في حماية حسابات العملاء    بن بريك يدعو الحكومة لتحمل مسؤوليتها في تجاوز آثار الكوارث والسيول    المانيا تقرب من حجز مقعد خامس في دوري الابطال    الحوثيون يفتحون مركز العزل للكوليرا في ذمار ويلزمون المرضى بدفع تكاليف باهظة للعلاج    لحظة بلحظة.. إسرائيل «تضرب» بقلب إيران وطهران: النووي آمن    تشافي وأنشيلوتي.. مؤتمر صحفي يفسد علاقة الاحترام    الأهلي يصارع مازيمبي.. والترجي يحاصر صن دوانز    اقتحام موانئ الحديدة بالقوة .. كارثة وشيكة تضرب قطاع النقل    بعد إفراج الحوثيين عن شحنة مبيدات.. شاهد ما حدث لمئات الطيور عقب شربها من المياه المخصصة لري شجرة القات    سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    عملة مزورة للابتزاز وليس التبادل النقدي!    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    ريال مدريد وبايرن ميونخ يتأهلان لنصف نهائي دوري ابطال اوروبا    تنفيذي الإصلاح بالمحويت ينعى القيادي الداعري أحد رواد التربية والعمل الاجتماعي    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    قبل قيام بن مبارك بزيارة مفاجئة لمؤسسة الكهرباء عليه القيام بزيارة لنفسه أولآ    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



آثار تعز.. بانتظار الميزانية..!!
نشر في الجمهورية يوم 30 - 05 - 2014

«تعز عاصمة للثقافة» برنامج تم الإعلان عنه، وحظي قطاع الآثار والمتاحف ضمن بنوده بنصيب الأسد من المشاريع، فيما لا تزال الميزانية الخاصة بالبرنامج في علم الغيب ووزارة المالية والمانحين.. لكن هل يمكن الحديث أو التنفيذ لهكذا برنامج في ظل انهيار معالم ومساكن أثرية سجلت في قائمة التراث الواجب صيانته، ونسيان محتويات متاحف موضوعة في مخازن منذ ما يقارب ال«4» سنوات وعدم فتحها لعدم تنفيذ دورة الاستلام والتسليم بين مديري فرع الهيئة العامة للآثار السابق واللاحق.. ووو... عن كل ما سبق كان هذا الاستطلاع..
المدير العام الحالي لمكتب الهيئة العامة للآثار بشرى الخليدي ترى أن الطموحات كبيرة ويجب الاستعداد للنهوض بالمهام الكبيرة بعد أن حظي قطاع الآثار والمتاحف والعناية بالموروث الشعبي بنصيب الأسد في موازنة العاصمة الثقافية وسبق ذلك توجيهات عكست حرص وزير الثقافة د. عبدالله عوبل والمحافظ شوقي هائل اللذين أعطيا الآثار في تعز اهتماماً خاصاً، وقضت توجيهاتهما بأن يتم الرفع بكافة المشاريع والاحتياجات والمتطلبات منها مشاريع البنية التحتية والمشاريع الإنشائية، وكذا جانب الدعم الفني وهو ماتم بالفعل والأمر متوقف على نزول ميزانية العاصمة الثقافية لتبدأ عملية واسعة لصيانة الآثار وحماية “172” موقعاً أثرياً وتنفيذ مشروع المجمع المتحفي الذي ربما سيكون الأول على مستوى الجمهورية ومفخرة للعاصمة الثقافية بإذن الله.
مضيفة بالقول: وكل هذا يتطلب تعاون الجميع ومن الطبيعي أن تتم عملية التسليم والاستلام وتشكيل لجنة لفتح ومعاينة المخازن وتسليم كشوفات بأسماء المقتنيات لأمناء المتاحف ومدرائها فهم المختصون والمعنيون بالأمر، ونتمنى ذلك حتى يتبدد خوف الأثريين من احتمالات تأثير الرطوبة على محتويات المخزن، ثم من الضروري القيام بالجرد والتوثيق والتصنيف لهذه المحتويات حسب قرار محافظ المحافظة وتوجيهاته.
مهام لم تُنجز
وتطرقت مدير فرع الهيئة إلى مهام الفترة القادمة قائلة: متى توفرت الميزانية ستجري عملية ترميم وصيانة واسعة للمساجد والقباب والمدارس الأثرية في تعز القديمة ومديريات المحافظة وتسوير مواقع وإنجاز الخارطة الأثرية التي لم تُنجز بسبب أفكار ومواقف سلبية للبعض مع أنها كانت أولوية لدينا من عام 2011م دعمتها السلطة المحلية باتفاق مع هيئة أراضي وعقارات الدولة بتشكيل فريق هندسي لتنفيذ مشروع الخارطة، ومن حسن الحظ أن المشروع اعتُمد ضمن مشاريع العاصمة الثقافية.
حماية المواقع الأثرية
مضيفة بالقول: أما المشاريع ومعايير تحديد الأهمية، فمن حيث حماية المواقع الأثرية فنحن ننظر إلى كل المواقع بنفس درجة الأهمية وتخضع عملية المسح والتنقيب لأولوية الحماية من الاعتداءات من حفر ونبش، ولذا رحلت مواقع آمنة إلى العام القادم فهناك موقعان مهمان تعرضا للنبش والحفر في السنوات الأخيرة هما موقع سورق ومشجب ماوية وأُدخلا ضمن خطة العامة 2014م، وسيتم تسوير وعمل حراسة للموقعين، وحالياً نتابع باهتمام الموقعين، كما سيتم عمل مجسات وتنقيبات.. وستجرى أيضاً ترميمات للقى الأثرية وعرضها للمواطنين والسياح، وترميم وصيانة الآثار واستثمار هذا الجانب، والأصل عن أعمال الاستكشاف، وفي جامع الأشرفية والمتحف يتطلب الأمر وقتاً وفقاً لمقاييس الجودة.
وليس من المعقول أن يعمل الأثريون في عدد كبير من المواقع في وقت واحد، فالقطعة أو اللقى المكتشفة تحتاج إلى دراسة للحصول على معلومات ودلائل عن حقائق الفترة التاريخية التي تنتمي إليها، وهذا ما يضيف إلى تاريخنا المعروف المزيد عن حياة الإنسان ومآثره في مختلف الحقب التاريخية بما لذلك من أهمية من حيث معرفة ماضينا ونمط حياة وإبداعات الآباء والأجداد.
وما يقوم به الفريق الإيطالي في الكشف على الزخارف الجصية في مسجد ومدرسة الأشرفية وبتمويل الصندوق الاجتماعي وما أنجزه حتى الآن، يعبّر عن روعة إبداعات اليمنيين في العصر الرسولي في الهندسة والنقوش الخشبية والزخرفة النباتية والجصية، وكيف جاء الناس في فترات لاحقة وقريبة وعملوا على طمس تلك الروعة، وذلك الجمال بحسن أو سوء نية، هذه الأعمال نتمنى أن يقوم بمثلها الكادر المحلي فلدى الهيئة العامة للآثار كوادر شابة مؤهلة ومدربة وتحتك بالأجانب سواءً على مستوى الديوان أو الفروع، وكثيرون اكتسبوا خبرات في العمل الميداني ويمكن للهيئة إقامة دورات للمزيد من الشباب دورياً، وتدريب مدربين في ترميم وصيانة التراث في البلدان المتقدمة ذات الخبرات والتقنيات والأجهزة العالية الكفاءة حتى يكون الدور الذي يقوم به الأجانب محدوداً ومنحصراً في أعقد الأمور ونتطلع إلى تدريب وتأهيل الشباب في تعز وإعادة إحياء التراث وهذا هدف لدى مركز التراث، ومازلنا بحاجة إلى كوادر وفنيين مؤهلين إلى جانب الاخصائيين والكفاءات الموجودة، وإلى مؤهلين في ترميم وصيانة الآثار سواء الحجرية، أو الجصية، أو الخشبية، أو النحاسية، وكذا الزجاجية، وفي مجال عرض القطع الأثرية، وفنون إدارة العمل المتحفي.
وعي الشباب
وعن وعي الشباب ومبادراتهم للعناية بالتراث قالت بشرى الخليدي: نلمس اهتمام المواطنين عامة والشباب خاصة وغيرتهم على المعالم والخوف مما يتهددها، ولكن التوعية بحماية التراث والحفاظ على الموروث يتطلب مبادرات كثيرة وفعاليات وندوات وكتابات حول هذه المواضيع والقضايا، وتأكيد اعتزازهم بالموروث الحضاري وتاريخهم وخصوصية تعز، وإبراز موروثها خاصة وأن الاهتمام بالتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي طغى على الاهتمامات، ويمكن تسخيرها لأهداف تتصل بتعزيز الهوية وتضييق الفجوة بين الجيل والتراث من ألعاب وتراث موسيقي وفلكلور شعبي وعادات وتقاليد إيجابية تتعلق بالملابس والحرف التقليدية، ومن المهم أن نرى دور المثقفين والمؤسسات الرسمية والأهلية في دفع الشباب إلى مستوى الحراك المجتمعي في إطار تعز عاصمة الثقافة وإبراز الجمال والحكمة وتقوية العلاقات بين الأجيال وعمل سلسلة مترابطة تمكّن الجميع من لعب دور ثقافي كأفراد ومنظمات.
غياب الموازنة
وتستغرب الخليدي بالقول: وإذا كان هناك من يلوم تعز العاصمة الثقافية فيما يخص إحداث مثل هذا الحراك فإنه يجهل بأننا لا نستطيع أن نحرّك ساكناً قبل وصول الميزانية، والتي ماتزال بيد المالية أو معرقلة لدى المانحين في جزء منها.
متاحف وقلعة القاهرة
وفي موضوع المتاحف واستغلال موقع قلعة القاهرة يسعى مكتب الآثار حسب قول المدير العام إلى استكمال توثيق ماتم العثور عليه من قطع أثرية وأوانٍ خزفية أو زجاجية أو غيرها، والتي جُمع منها قدر كبير من قبل الفريق المشكل لهذا الغرض وإيذاناً بإنشاء معارض أو متاحف نوعية لعينات من المعثورات في الموقع، أما المجمع المتحفي فسيكون في العرضي الذي تجري عملية ترميم مبانيه.
ومن المهم أن يواكب الإعلام ما يجري ويتناول هموم وتطلعات العاصمة الثقافية والجانب الأثري بالذات، وما يتصل بالمعالم الأثرية، وما يصاحب شق الطرق وأعمال البناء من اكتشافات بالصدفة، وواجب المواطنين في التواصل والإبلاغ وتمكين المختصين من تلافي أي ضرر، إلى جانب تركيز الضوء على المواقع الأثرية والقضايا التراثية وربط الإنسان بتاريخه وحضارته وخصوصية منطقته ليصبح سفيراً لها وتحفيز على المبادرات واستيعاب المزيد عن دور العاصمة الثقافية باعتباره دوراً مستوعباً لكل أفكار المبدعين ومبادرات الشباب وبحيث ينعكس ذلك في الصحافة خطوة خطوة تجسيداً لرسالة الصحافة ومهمتها كحلقة وصل بين المكتب التنفيذي لعاصمة الثقافة، والجانب الإعلامي فيه وبين الناس لا سيما الذين لم يستوعبوا دور العاصمة الثقافية في الاهتمام والتركيز على الإنسان ذاته ومكمل ويستوعب لقدرات ومهارات وإبداعات الشباب ومقترحاتهم في الجانب الثقافي.
مشيرة إلى أنه ومن أجل هذه الغاية وتأكيد المحافظ شوقي هائل على استيعاب الشباب تم إنشاء خمسة مراكز تعني بالتراث وخمسة متاحف منها أيضاً خارج مركز المحافظة في حيفان والمخا والشمايتين.. إلى جانب مدينة تعز.. وتشير مديرة فرع الهيئة العامة للآثار إلى وجود مشروع لتوثيق الموروث الشعبي برعاية الهيئة العامة للآثار بموازاة عدد من الخطط والاستراتيجيات والمشاريع في خطط فعلية ستنفذ ولا ينقصها سوى نزول الميزانية المعتمدة للمكتب التنفيذي لعاصمة الثقافة، وسيكون مكتب الآثار المشرف الأساسي في هذا الجانب، وإضافة إلى مركز التراث بقدراته الأكاديمية المتخصصة من ضمن المعنيين بالمهمة.
استثمار
مضيفةً: وبشأن عرض الحرف اليدوية الموروثة والمتداولة قضت الخطة بتحويل الدكاكين التي تمثّل سوراً للمجمع المتحفي إلى معارض لتلك الحرف وهو ما سيتيح فرصة لزوار المجمع المتحفي للتعرف على التراث في مكان واحد وسيكون العرض كما العمل المتحفي عموماً غير تقليدي وليس كما كان العرض سابقاً عرضاً مخزنياً وليس عرضاً متحفياً، بحيث كان في الفترينة الواحدة من (5060) قطعة، هو ما أحدث تشويشاً لدى الزائر وعدم استيعاب الهدف من عرض القطعة، وتؤكد مدير عام فرع الهيئة العامة للآثار إن هذا التوجه الجديد في إدارة المتاحف سيجعلها متاحف إقليمية نوعية وفقاً للمعايير العالمية في مستوى العرض وتشمل التاريخ بحقبه وعصوره بما تزخر به من قطع ومقتنيات وشخصيات ومآثر وبما يراعي كل فئات المجتمع وفئاته العمرية والصحية، بحيث يستطيع ذوو الاحتياجات الخاصة مثلهم مثل تلاميذ المدارس التعرّف على تاريخ وتراث المحافظة وبحيث تصل إليهم جميعاً رسالة العمل المتحفي.
متابعة
معلومات إدارة المتابعة في مكتب الآثار كما تعرضها مديرة الإدارة تؤكد وجود صحوة لدى المواطنين حول الاعتداءات المتعمدة على مواقع أثرية أو ما يُكتشف بالصدفة أثناء البناء أو شق طريق إلى جانب قيام أفراد بنبش مواقع، إذ تقول:
كانت هناك عدة بلاغات من قبل المواطنين في الشهور الثلاثة الماضية عن محاولات نبش قبور وسراديب ودهاليز مكتشفة من قبل عابثين، وبمجرد وصول البلاغات تُتخذ إجراءات وتُشكل فرق للنزول الميداني وتُرفع تقارير إلى المحافظة ويتم تحريز ما هو أثري وتحويل المعتدين إلى نيابة الأموال العامة، وفي تعز القديمة وخاصة (عقبة مفرّح) أثناء قيام مواطن بالحفر اكتشف سرداباً مؤخراً وأبلغنا وتم التحقق ومنع البناء واشتركت المديرية في التحقيقات ووجد في الموقع بعض القطع من أوانٍ فخارية ولقى وتقوم الإدارة بالمتابعة وضمان حماية الموقع، والموقع الآخر في نقيل الحقر أثناء شق طريق وُجدت معالم مدافن قديمة وتم إيقاف العمل كون الموقع أثرياً وتم تحويل مسار الطريق وجاءت بلاغات من مواطنين عندما قامت شركتان بنصب أبراج اتصالات في موقع أثري بمديرية الصلو وتحرك فريق أثري وتم إنزال الأبراج، كما تأتي بلاغات من المسراخ وجبل صبر وماوية عن نبش مواقع أثرية وربما هي أقدم المواقع التي تعرضت للاعتداء وأكدت التقارير أن المنطقة أثرية، وهذا التفاعل من المواطنين دليل تحمل المسئولية وتحفز على سرعة الاستجابة من قبلنا رغم عدم وجود إمكانيات للنزول بشكل عاجل ودائم، أما المضبوطات وإفشال محاولة تهريب آثار، سواء قطع حجرية أو مصوغات وأوانٍ نحاسية فيعود ذلك إلى التفاعل وصحوة من قبل الأمن في المخا، وفي بعض الحالات وجدنا آثاراً أفشلت محاولة تهريبها ويلعب البريد دوراً في إبلاغ مكتب الآثار والحصول على ترخيص بعد التحقيق من طبيعة القطع المرسلة عبره.
مناشدة
مدير المتابعة بمكتب الآثار ناشدت الجهات الحكومية لمؤسسة المياه والكهرباء والأشغال الاستجابة لرسائل مكتب الآثار بسبب المباني والمعالم الأثرية في مدينة تعز كما تشكله تسربات المياه من رطوبة على موقع كقبة الحسينية التي تضررت من عمل خزانات مياه وكذا الربط العشوائي لكابلات الكهرباء وحسب قول المسؤولة فإن شجرة نمت على جدار قبة الحسينية أبلغ المختصون في مكتب الأشغال لإزالتها ولم تحصل استجابة ويعاني الموقع من تهدم جزء منه ويحتاج إلى تدخل وتعاون الجميع للحفاظ على تاريخ وتراث المدينة.
مخاوف
في أروقة مكتب الآثار والمتاحف وخارجها تساؤلات حول سبب تأخير دور الاستلام والتسليم بين مدير عام الآثار السابق والحالي ويرى عدد من المختصين في هذا القطاع أن المشكلة تنعكس سلباً على محتويات المخازن من أصناف القطع الأثرية ومخلفات القصور والموروث الشعبي الذي تم تجميعه إلى مخزن منذ بدء ترميم المباني الخاصة بالمتحف الوطني وقصر البدر وإهمال قصر صالة، ويعتبر موظفو فرع الهيئة العامة للآثار والمتاحف أن الخلاف الشخصي بينهما لا يبرّر إعاقة إجراءات قانونية، خاصة مع الوضع الحالي للمقتنيات الأثرية التي تم تعبئتها في أكياس بلاستيكية.
وأوضح عبدالله أمير، وكيل المحافظة، رئيس لجنة حصر وتوثيق وتصنيف محتويات المخازن والمكلّف بإجراء دورة الاستلام والتسليم وكان المفروض أن يتم ذلك في الأسبوع الأول لكن ربما الانشغالات هي ما تسهم في إبطاء أحد الأطراف.
معاينة
ويحذّر كبير الاخصائيين في مكتب الآثار عبدالإله شمسان من أن هناك تشويهاً ربما هو متعمد للآثار في محافظة تعز وليس صدفة، ففي الوقت الذي يجب التحرك لمواجهة مشاكل تتعرض لها الآثار نتيجة أمطار أو تقادم أو ما شابه نجد تجاهلاً لقانون الآثار وإذا كان هناك في السابق إهمال نتيجة لغياب الإمكانيات لكنا الآن في فترة تغيير ومرحلة جديدة من إصلاح الأوضاع، مضيفاً: وبالنسبة لمكتب الآثار والمتاحف فلدينا مشكلة تخزين المقتنيات والقطع بأنواعها في مكان واحد، والتخزين الموجود حالياً تم بموجب جرد لمحتويات المتحف قبل عملية الترميم الجارية بطريقة علمية ودقيقة جداً لا جدال فيها وتوضّح الكشوفات والصور والملفات ذلك وتم التخزين في مكان خاص وآمن جداً وفي وضعية مناسبة ووضعت أجهزة خاصة في أماكن التخزين لتتبع حالة الرطوبة ودرجة الحرارة إلا أن المخزن منذ تم تخزين المقتنيات لم يفتح والمفروض أن يفتح وتتم عملية تفقده بين فترة وأخرى ومعرفة ماذا رصدت الأجهزة وأيضاً وضعية المقتنيات لمعرفة تأثير العوامل السيئة وهو ما لم يحصل نتيجة ما جرّ إليه الخلاف الشخصي بين المدير السابق والحالي وعدم إجراء دورة الاستلام والتسليم وإلى الآن منذ ما يقارب الأربع السنوات لم يتم تفقد المخازن رغم وجود توجيهين متتاليين من المحافظ شوقي هائل لإجراء دور التسليم والاستلام، فلابد من اتخاذ اجراء لإنهاء المشكلة ومفاقدة مقتنيات المتحف والتي هي موروث شعب وخصوصية محافظة وبدون عملية الاستلام والتسليم يصعب تشكيل لجنة لتفقد المخازن ومتابعتها دورياً حتى تُستكمل الترميمات ويُعاد عرضها، فالقضية ليست فتح مخزن بل مهام ومسؤوليات يجب أن تُنقل رسمياً.
غموض
ويضيف شمسان: هناك قصور يأتي أولاً من قبل الهيئة العامة للآثار من ناحية المتابعة لا سيما مشاكل فرع تعز منذ زمن، ورئيس الهيئة السابق استمر سنوات ولم يزُر فرعاً من الفروع لمعرفة طبيعة المشاكل والمتطلبات والهيئة الآن ماذا فعلت؟ الأمور الآن معقدة والمركزية تركت مشاكل كثيرة نتمنى أن تُعالج قريباً لا سيما في تعز عاصمة الثقافة وبتعاون الجميع ومتابعة مباشرة لوزير الثقافة، لا أن نظل نتغنى بإفشال محاولة تهريب قطعة أثرية، هذا جزء بسيط من مهام الهيئة.. الأهم هو أن نتغير ونفسر سبب إهمالنا وعجزنا عن ترميم وصيانة وحماية آثارنا وعرضها كما يجب والاستفادة منها سياحياً.
ثمار سابقة
اجتهادات بدأت مع المرحوم محمد محمد المجاهد وتواصلت على مستوى حماية الآثار وترميم معالم رئيسية بتفاني العزي مصلح مدير الآثار السابق بدءاً من عام 2000م وأثمرت متابعته ودعم الصندوق الاجتماعي عن بدء ترميم وصيانة جامع ومدرسة الأشرفية درة الحقبة الرسولية، وأيضاً جامع ومدرسة المظفر وترميم وإعادة تأهيل قلعة القاهرة وإجراء دراسات عدة تم بناءً عليها إنقاذ المظفر والمعتبية، هذا ما أكده عبدالقدوس أسحم مدير إدارة الآثار الذي أكد بالقول: هناك مهام كبيرة لحماية الآثار وصيانتها وتفعيل دور كادرها الذي يزيد عن (15) متخصصاً يعاني التهميش ويحمل طموحات لإنجاز مسح شامل وعمل حماية للمواقع الأثرية المكتشفة.
وعن حصر المباني التاريخية السكنية في تعز القديمة وترميمها قال أسحم: تم توثيق العديد منها من قبل الفريق الفرنسي واعتماد البعض منها كمشاريع أسقطت على خارطة تعز لكن المهمة الآن مسؤولية مركز التراث والفرنسيون توقف نشاطهم بسبب الأوضاع في اليمن.. أما الجديد فهو توقع دخول منظمة أمريكية قريباً للعمل الأثري في جامع ومدرسة المظفر.. ونحن متفائلون بالمستقبل في ظل مشاريع تعز عاصمة الثقافة حتى يحدث نشاط حقيقي وتبقى التحديات قائمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.