الثقافة هي عصب الأمة، ولبنة تكوينها الأساسية، وخطوتها الأولى نحو التقدم والنهضة. وتعتبر الثقافة بمثابة مقياس لمدى الرقي الفكري والأدبي والاجتماعي للأفراد والجماعات. ولا يقتصر مفهوم الثقافة على الأفكار وحسب، بل هي أيضا تتعدى للسلوك الذي يضمن بموجبها حياةً أكثر رخاءً وسهولة ويسرا. فقرار إعلان تعز عاصمة ثقافية للجمهورية اليمنية سيبقى حبراً على ورق مالم يتم البدء بتنفيذ مشاريع البنى التحتية والاستثمارية في العاصمة الثقافية.. رئيس المكتب التنفيذي للعاصمة الثقافية رمزي اليوسفي استغرب تأجيل وزارة المالية مخصصات الموازنة للأنشطة والفعاليات وموازنة المكتب التنفيذي وتكلفة الدراسات لمشاريع البنى التحتية الذي قد يصيب أبناء تعز خاصة وأبناء الوطن عموماً وكافة المثقفين والأدباء بخيبة أمل، .. (الجمهورية) التقت رئيس المكتب التنفيذي للعاصمة الثقافية وخرجت بالآتي : سمعنا أن وزارة المالية أجلت إطلاق موازنة العاصمة الثقافية التي تم الإعلان عنها في 2013م ؟ في البدء أشكر صحيفة الجمهورية على اهتمامها وإثارتها هذا الموضوع في هذا الوقت بالذات.. وحقيقةً كما كنا متفائلين بسرعة إطلاق موازنة العاصمة الثقافية ولكن التفاؤل لم يكن لدى الأخوة المثقفين وحسب وإنما كان التفاؤل لدى كافة الفئات والشرائح بشكل كبير في تنفيذ القرار الجمهوري الصادر مطلع2013م باعتماد محافظة تعز عاصمة ثقافية للجمهورية اليمنية خاصة بعد أن استكملنا كافة الإجراءات التنفيذية في مختلف الجوانب وتم الانتهاء منها سواء بالنسبة لمشاريع البنى التحتية أو مشاريع الأنشطة الثقافية ،على أن يبدأ التنفيذ خلال ستة أشهر من صدور القرار الجمهوري رقم (2) لسنة 2013م ومن ثم صدور قرار مجلس الوزراء رقم (166) لتشكيل اللجنة الوزارية لمراجعة مصفوفة الأنشطة الثقافية بشقيها الجاري والرأسمالي الاستثماري وخاصةً أننا عقب صدور القرار الوزاري المشار إليه وقرار مجلس الوزراء رقم (247) الذي قضى باعتماد موازنة العاصمة الثقافية لثلاث سنوات 2014 ، 2015 ، 2016م وكنا قد استكملنا كافة الترتيبات وقد تم قبول الوثائق المطلوبة سواءً فيما يتعلق بمشاريع البنى التحتية أو بمشاريع الأنشطة الثقافية المختلفة والمتنوعة والذي تم إعدادها سلفاً وتقديمها إلى مجلس الوزراء مدعمة بتقرير تفصيلي عن الإمكانيات المتوفرة لإنجاز هذه الأنشطة وتم على أساسها توجيه وزارة المالية بالاعتمادات المالية المطلوبة للتنفيذ .. جلسنا مع الأخوة في وزارة المالية وأعددنا الموازنة سواءً لمشاريع البنى التحتية أو لمشاريع الأنشطة أو الموازنة التشغيلية للهيئة والمكتب وتم استكمال كافة الترتيبات معهم على أن نباشر تنفيذ هذه الخطط والبرامج بداية العام 2014م كون الوثائق قد استكملت وكل المبالغ المالية قد حددت لتنفيذ هذه المشاريع وعلى هذا انتهينا عام 2013م وعلى أننا في 2014م فور تعزيزنا بالموازنة المالية سنباشر على أرض الواقع لكننا صُدمنا بأن البلاد مرت بظروف اقتصادية غير طبيعية من جهة وأيضاً تم تعزيز كل الجهات الحكومية بموازناتها ما عدا الهيئة الإشرافية للعاصمة الثقافية والمكتب التنفيذي أيضاً حيث لم يتم تعزيزنا بأي ريال حتى يومنا هذا .. وبقينا نتابع وعلى أمل وكانت الوعود تطرح لنا بأنه سيتم في منتصف العام وقضيناها منذ يناير وحتى يونيو على أمل أن تنفرج الأمور بعد شهر يونيو ونباشر تنفيذ ما تم الاتفاق عليه لكن مع الأسف الشديد طالت الفترة وها نحن نشارف على مناصفة شهر أكتوبر ولم نعزز حتى الآن بريال واحد من وزارة المالية على الإطلاق . بدون موازنة تشغيلية وعدتم عبر وسائل الإعلام بأنكم ستباشرون تنفيذ المشاريع والأنشطة خلال نصف العام 2014م ولم يتم ذلك؟ ما هي الأسباب؟ كنا ربما أسرفنا في حسن نوايانا منذ مطلع العام اعتماداً على ما وعدتنا به وزارة المالية حيث صرحنا إلى الوسائل الإعلامية وليس لصحيفتكم فقط بأن العمل سيبدأ ولن يأتي شهر يونيو إلا وقد باشرنا العمل في مشاريع البنى التحتية والأنشطة كل هذا كان استناداً إلى الوعود التي تم إطلاقها من قبل وزارة المالية على اعتبار أنها الجهة الرسمية الوحيدة داخل البلد التي ستعززنا بالمبالغ التي نص عليها قرار مجلس الوزراء، وحقيقةً بأننا أفرطنا في وعودنا وأفرطنا في حسن نوايانا حيث كنا نتوقع أن وزارة المالية ستفي بوعودها وأننا سننفذ فعلاً وأن الجميع سيلمس ذلك على أرض الواقع سواءً من حيث مشاريع البنى التحتية أو من حيث مشاريع الأنشطة وليس ذلك وحسب، ربما ستنصدمون اذا قلنا لكم بأننا حتى الآن لم نعزز بالموازنة التشغيلية للمكتب التنفيذي بمعنى أن وزارة المالية لم تعززنا حتى بقيمة القرطاسية المطلوب للعمل لإعداد التصورات وإعداد التقارير وبحسب طبيعة ما يحتاجه العمل للتنفيذ ليس لدينا حتى الآن أي مبلغ من وزارة المالية لا في أطار الموازنة التشغيلية ولا في أطار المبالغ المعتمدة لتنفيذ مشاريع الأنشطة أو مشاريع البنى التحتية على الإطلاق، ولقد تقدمنا إلى وزارة المالية بعدة مذكرات مطالبة وكان آخرها في الشهر الماضي كون العام سينتهي ولم يعززونا بأي ريال مطلقاً، وطلبنا منهم أن يعززونا بالمبالغ المعتمدة لمشاريع الأنشطة والفعاليات ليتمكن المثقفون والمبدعون على مختلف شرائحهم وفئاتهم العمرية وتوجهاتهم الفكرية تنفيذ ما يمكن خلال الأربعة الأشهر المتبقية من هذا العام وأيضاً طلبنا منهم أن يعززونا بقيمة الدراسات لمشاريع البنى التحتية، وحتى الآن لم يتم هذا وهو ما كنا نعول عليه لنبدأ نسير خطوة واحدة إلى الأمام، لكن مع الأسف الشديد لم نتمكن من ذلك وكانت المفاجأة كبيرة بالنسبة لنا حينما علمنا بأن الأخ. وزير المالية وجه بتأجيل تعزيزنا بهذه المبالغ على اعتبار أن الثقافة ليست من أولويات الجانب الحكومي أو من أولويات وزارة المالية ( هكذا فسره الجميع ربما ..) جميع الجهات تنصلت ما موقف الجهات الأخرى الممولة للمشروع حسب قرار مجلس الوزراء..؟ حقيقةً أقولها وبكل وضوح وصدق حينما صدمنا بموقف وزارة المالية كنا نعول كثيراً على الجهات الممولة الأخرى منها وزارة التخطيط ووزارة الشباب والرياضة ووزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الأوقاف ووزارة السياحة لأن هذه الجهات لديها صناديق ( الصندوق الاجتماعي للتنمية ) عليه مبلغ محدد في قرار مجلس الوزراء وكذلك مجلس الترويج السياحي إضافة إلى صندوق النشء والشباب إضافة إلى صندوق المعاقين لأن كل هذه الجهات مساهمة بحسب القرار الوزاري سواءً في مشاريع البنى التحتية كوزارة الأوقاف و الصندوق الاجتماعي للتنمية أو بالنسبة لمشاريع الأنشطة كالصناديق الأخرى، وكنا نعول على هذه الجهات أن تبدأ تعززنا بالمبالغ المقررة عليها حسب قرار مجلس الوزراء لنباشر العمل إلى أن تأتي الموازنة المركزية من وزارة المالية لكن مع الأسف الشديد أيضاً هذه الجهات كلها لم تتفاعل مع قرار مجلس الوزراء وتعاملت مع القرار وكأنه لم يكن وتواصلنا مع تلك الجهات وفوجئنا بأن كل وزارة تتنصل مما عليها ووزارة التخطيط اعتذرت عن كثير من مشاريع التمويل الخارجي على اعتبار أن هذه المشاريع كبيرة الكلفة وليس لها مردود اقتصادي، إضافة إلى أن الجهات الداعمة الخارجية تتطلب دراسات جاهزة للمشاريع ذات التمويل الخارجي فطلبنا من وزارة التخطيط أن يعززونا بقيمة الدراسات لنتمكن من تجهيزها ونقدمها للمانحين واعتذرت أيضا وزارة التخطيط وكانت هنا الكارثة بالنسبة لنا أن كل الوزارات تنصلت وكل الجهات اعتذرت عن تنفيذ ما عليها أو ما نص عليها قرار مجلس الوزراء وهذا ما أشعرنا حقيقةً بأن التفاؤل منعدم وأن الحكومة لم تكن على المستوى الذي كنا نأمله من حيث تنفيذ قرار المجلس رقم (247) الذي قضى باعتماد موازنة العاصمة الثقافية وحدد على عدد من الوزارات والصناديق مبالغ للمساهمة في هذا المشروع الكبير الذي لا يخدم تعز فقط ولكنه يخدم الجمهورية اليمنية بمختلف محافظاتها من أقصى اليابسة وحتى أقصى الماء والتعويل على الصناديق مازال قائماً على أن الصناديق لو التزمت ورفدتنا بالمبالغ المطلوبة منها سنتمكن من التحرك خطوة إلى الأمام طالما ووزارة المالية قد أبت إلا أن تقف حجرة عثرة في طريق المشروع .. خيبة أمل ما هي الآثار المترتبة على قرار وزير المالية بتأجيل تعزيزكم بالاعتمادات..؟ الآثار المترتبة على عدم التزام الجهات بالوفاء بما عليها آثار كبيرة على نفسية المثقف والمبدع في أنحاء الجمهورية لأن الجميع يؤمل بأن مثل هذا القرار سيزيل كثيراً من الغيوم الملبدة بها سماء الثقافة والإبداع في عموم إنحاء الجمهورية لكن الذي حدث أن الجميع بدأ يحس بأن الحكومة أو الدولة لم تكن صادقة في توجهها ولهذا طبعاً آثار كارثية إذا ما بقى الوضع على ما هو عليه وترسخت هذه الاعتقادات في نفسية المواطن أو في نفسية المثقف خاصة وأننا قد التمسنا الكثير من الأعذار للحكومة نظراً لما يمر به البلد من أزمة اقتصادية لكن أن يصل الحال إلى حد عدم تعزيزنا بموازنة تشغيلية للمكتب وهي مبالغ قليله وليست بمئات الملايين ولا بالمليارات فهذا أمر غير منطقي .. فإذا كانت الدولة عاجزة عن توفير موازنة تشغيلية للمكتب التنفيذي ليبدأ بمباشرة مهامه أو توفير أدنى ما يمكن أن يسير بها مهامه فما بالكم بالمبالغ الكبيرة والاعتمادات التي تشكل عبئاً كبيراً على الدولة وهذه شكلت صدمة للجميع .. صندوق التراث والقطاع الخاص من دعمنا كيف استطعتم تنفيذ مشاريع الأنشطة والفعاليات السابقة طيلة العام2014م رغم عدم تعزيزكم بالموازنة ؟ أشكرك على هذا السؤال وهو مهم جداً.. لأننا حقيقةً منذ الشهور الماضية من عام 2013 و 2014م أثناء التحضير لمتعلقات الموازنة العامة للعاصمة الثقافية بدأنا بمباشرة العمل على أرض الواقع من خلال موردين أساسيين الأول وهو مساهمة صندوق التراث والتنمية الثقافية حيث رفدنا الصندوق بمبلغ شهري 50 % من موارد السجائر لصندوق التراث والتنمية الثقافية بحسب قانون صندوق التراث والتنمية الثقافية وهو موقف داعم محسوب لمعالي وزير الثقافة الدكتور عبدالله عوبل منذوق .. والمورد الثاني مرتبط بما نص عليه قرار مجلس الوزراء (مساهمة القطاع الخاص) بمبلغ سنوي للمساهمة في مشاريع العاصمة الثقافية سواء مشاريع البنى التحتية أو مشاريع الأنشطة والقطاع الخاص طبعاً وبتوجيه من معالي الأخ الأستاذ . شوقي أحمد هائل محافظ المحافظة بدأ المساهمة من خلال مجموعة شركات هائل سعيد أنعم تنفيذاً للقرار وقد تمكنا من تمويل الأنشطة وإيجاد حراك ثقافي على ارض الواقع، وتم دعم هذه الأنشطة التي تم تنفيذها خلال عامي 2013م و 2014م ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي: - تنفيذ عرض ثلاث مسرحيات احتفاءً باليوم العالمي للمسرح بالتنسيق مع مكتب الثقافة بالمحافظة. - حفل تدشين( حصن) قلعة القاهرة وتكريم عدد من المهندسين و العاملين في عملية الترميم وذلك بالتنسيق مع مكتب الآثار في المحافظة. - دعم فعاليات الاحتفاء بالعيد الوطني (22) مايو بالتنسيق مع مكتب الثقافة بالمحافظة . دعم فعاليات الاحتفاء باليوم العالمي للمياه . - إقامة معرض فن تشكيلي للفنان نادر الإرياني. - طباعة أول كتاب في سلسلة إصدارات العاصمة الثقافية بعنوان ( المعافريون في الأندلس ) .. - تكريم الف مهمش من عمال النظافة والتحسين ، وإقامة فعاليات خاصة بالمرآة في إطار ( منتدى قياديات تعز ). - شراء كميات من الإصدارات الثقافية المتنوعة دعماً لعدد من الشعراء والكتاب وتقديم الدعم لفنانين لظروف مرضية. - تمكين عدد من الشعراء والفنانين التشكيليين من المشاركة في مهرجانات دولية أقيمت في العراق وتركيا والمغرب .. - إقامة مهرجان الفضول الثقافي والسياحي في مسقط رأس الأستاذ/ عبدالله عبدالوهاب نعمان( مدينة التربة) - مهرجان الإبداع (تيدكس) تعز . - إقامة مهرجان عيدكم مخا في مدينة المخا خلال إجازة عيد الفطر المبارك . - الاحتفاء باليوم العالمي للتراث بالتنسيق مع مركز التراث بالمحافظة . - المشاركة في مهرجان صيف صنعاء السياحي من قبل المكتب التنفيذي ومكتب السياحة ومكتب الثقافة ومركز التراث بالمحافظة. - تكريم الدكتورة إقبال دعقان بدرع العاصمة الثقافية . - إقامة فعالية بمناسبة ذكرى وفاة الأديب الكبير الأستاذ. عبدالله البردوني من قبل مؤسسة السعيد ومؤسسة تمدين شباب ومنح أسرة المرحوم البردوني درع العاصمة الثقافية من قبل المكتب التنفيذي للعاصمة الثقافية . مستحقات الموظفين كيف تواجهون مستحقات طاقم العمل ( كادر المكتب التنفيذي ) في مختلف إدارات وأقسام المكتب..؟ الطاقم الإداري الذي يعمل لدينا اغلبهم منتدبون من الجهات كالمالية والخدمة المدنية ومن الجهات ذات العلاقة كمكتب الثقافة ومكتب الأعلام ووكالة الأنباء اليمنية سبأ، إضافة إلى ما سبق فإن الوظائف الأخرى مثل ( المراسل والفراشة ) تم اعتماد درجتين تعاقديتين فقط من قبل وزارة المالية ضمن الموازنة التشغيلية للعاصمة الثقافية ولم تصل مخصصاتهما إلى الآن من يناير وحتى هذا الشهر ، إضافة إلى الحراس ، من إدارة أمن المنشآت في إدارة أمن المحافظة .. وهؤلاء جميعاً تم رصد مكافآت وأجور إضافية لهم حسب ما هو معمول به في كل الجهات غير أننا ننتظر ما ستجود به علينا وزارة المالية لنتمكن من إعطاء هذه الكوادر حقوقها وجميع تلك المبالغ معتمدة في الموازنة العامة وقد تم إقراراها من قبل لجنة وزارة المالية، إضافة إلى قرار مجلس الوزراء بشأن اعتمادها ورغم كل هذا لم يتم تعزيزنا بريال واحد منها حتى اليوم .
