دانت لجنة صياغة الدستور الحادث الإجرامي الأليم الذي استهدف الكاتب والمفكر المناضل الوطني الجسور، ورجل الدولة اليمنية المدنية الحديثة الدكتور/ محمد عبدالملك المتوكل الذي اغتالته أيادي الغدر والإرهاب بإعتداء غادر ضمن مسلسل استهداف الوطن ورجالاته التواقين للحرية والكرامة والدولة المدنية الحديثة. وعبرت لجنة صياغة الدستور في بيان صادر عنها تلقت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ ) نسخة منه عن بالغ الأسى والحزن وخالص التعازي للشعب اليمني كافة في حادثة استشهاد الدكتور عبد الملك المتوكل الذي فقد الوطن برحيله قامة وطنية شامخة أثرت الساحة العلمية والفكرية والسياسية والاجتماعية بإسهامات رائدة ومواقف فاعلة في شتى المجالات. وأكدت اللجنة أن مثل هذه الأعمال الإرهابية لن تثني الرجال المخلصين عن مواصلة مشوار بناء الدولة اليمنية الحديثة التي يتطلع إليها كافة أبناء الوطن. وفيما قدمت اللجنة مواساتها ومشاطرتها الحزن العميق لكافة محبي الفقيد وأنصار الدولة المدنية الحديثة ، فإنها تتقدم بعظيم المواساة لأسرة الفقيد الكبير، وفي المقدمة ابنته عضو لجنة صياغة الدستور "الدكتورة إنطلاق المتوكل". ودعت لجنة صياغة الدستور، الأجهزة الامنية الى تكثيف جهودها لكشف ملابسات الحادث وإلقاء القبض عن مرتكبي هذا الحادث الاجرامي الجبان ومن يقفون ورائه، وتقديمهم للعدالة لينالوا جزائهم الرادع. سائلين الله أن يتغمده برحمته وعظيم مغفرته وان يسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر و السلوان، وأن يحفظ اليمن وشعبه ويجنب الوطن كل مكروه.. "إنا لله وإنا إليه راجعون". والشهيد الدكتور محمد عبدالملك المتوكل من مواليد مدينة حجة عام 1942، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة ابتدائية تقليدية.. ثم اتيحت له الفرصة لاستكمال دراسته في القاهرة التي حصل فيها على الشهادة الثانوية وشهادة الليسانس صحافة من جامعة القاهرة عام 1966، ومن ثم درجة الدكتوراه من نفس الجامعة.. فيما حصل على درجة الماجستير في الإعلام الإداري من الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 1980م. ومنذ تسعينيات القرن الماضي بادر المتوكل إلى إنشاء منظمة حقوقية للدفاع عن الحريات والديمقراطية باليمن، وكان له السبق دوماً في هذا المجال، حتى أن غالبية المنظمات الحقوقية الفاعلة باليمن تدين بالكثير للدكتور المتوكل، فهو إما مؤسساً، أو مستشاراً لبعضها أو مشاركاً رئيساً في أهم ندواتها وحلقاتها النقاشية. وكان الشهيد الدكتور محمد عبدالملك المتوكل قد تولى عدد من المناصب أبرزها رئيساً لمصلحة السياحة وعضواً في اللجنة العليا للتصحيح 1974 ووزيرا للتموين والتجارة 1976م، وكان له إسهامات في تأسيس العديد من الجمعيات والاتحادات الأهلية منها الاتحاد العام لهيئات التعاون الأهلي للتطوير 1973م. وساهم الدكتور المتوكل في إنشاء التجمع الوحدوي الذي ضم سبعة أحزاب سياسية عام 1989م وتولى رئاسة سكرتارية الأحزاب بعد إعلان (الوحدة المباركة) .. وأسهم كذلك في لجنة حوار القوى الوطنية، وشارك في التوقيع على وثيقة العهد والاتفاق في 18 كانون ثاني (يناير) 1994. وبعد حرب صيف 1994 أسهم في تشكيل مجلس التنسيق الأعلى لأحزاب المعارضة وانتخب في 2001 أمينا عاما مساعدا لحزب اتحاد القوى الشعبية، ثم نائبا للأمين العام في 2005، وعضو بالمجلس الأعلى للاتحاد .. كما ساهم بشكل فاعل في تأسيس اللقاء المشترك . عمل الدكتور المتوكل أستاذا للعلوم السياسية بجامعة صنعاء ، وكان باحثا أكاديميا مرموقا، تميز بطريقته الحوارية الرائعة في التدريس وتواضعه الجًم وتفاعله الكبير مع طلابه وشغفهم وتطلعاتهم التعليمية . من مؤلفات الشهيد المتوكل " نشأة الصحافة اليمنية مدخل إلى الإعلام والرأي العام والتنمية السياسية والحريات العامة وحقوق الإنسان وكذا العديد من البحوث والدراسات العلمية التي نشر بعضها في مختلف الصحف والمجلات اليمنية والعربية وبعضها تنشر.