أخيراً افتتحت جامعة تعز قسم الإعلام وفنون الاتصال في كلية الآداب لتكون بذلك قد أزاحت عن أبناء المحافظة عقبة كان واجب عليهم أن يقتحموها كي يتمكنوا من دراسة الإعلام بتعدد مجالاته في جامعات أخرى وتخرج منهم المئات حتى اصبحوا الحلقة الأصعب في عالم الصحافة والإذاعة والتلفزيون، لكنك حتماً ستبتئس وأنت تشاهد الحالة المرثية التي تعاني منها قاعات الدراسة حيث الكراسي لا يعبر بحرم جامعي وكذلك الكتابات المختلفة على جدران القاعات من قبل طلاب سابقين تذكر بأيام المراحل الابتدائية ناهيك عن عدم وجود صيانة للقاعات فمن يلج للقاعات لأول مرة يجد أن طلاب المدارس كانوا هناك وليسوا طلاب جامعة تعز مع الأسف. هنا نسلط الضوء على قسم الإعلام بجامعة تعز وما تم إنفاذه من جهود حتى الآن من خلال أخذ انطباعات عينات مختلفة لطلاب وطالبات ليعبروا عن رؤاهم وطموحاتهم ورؤيتهم والصعوبات التي يواجهونها في قسم الإعلام والذي تم قبول 100 طالب مقسمين على النظامي والموازي والنفقة الخاصة على فترتين صباحية ومسائية. كيف ينظر الطلاب إلى قسم الإعلام؟ في البداية يقول الطالب (حمزة الجبيحي ): بعد انتظار طويل فتح قسم الإعلام في كلية الآداب بجامعة تعز وهي بشارة خير أسعدتنا كثيراً وكنا ننتظر افتتاح هذا القسم منذ وقت طويل، ورغم ذلك نستطيع القول أن القسم لا يفي بالغرض لمن يريد دراسة الإعلام وذلك نظرا لعدم توفر الكتب الخاصة بالتخصصات الإعلامية وعدم وجود مكتبات يمكن اللجوء إليها أو شراء الكتب. مرجعا السبب إلى أن القسم يفتح لأول مرة ومتمنياً أن يكون الجانب التطبيقي والعملي اكبر من الجانب النظري. أما زميله ( داؤود الوهباني ) فيقول: لم يكن خبر افتتاح قسم الإعلام في كلية الآداب آنذاك خبراً مؤكداً، ولكن عشقي للصحافة وخاصة الكتابة .. إلى جانب التصوير كانا من أكبر الدوافع التي خلقت في داخلي عزيمة قوية والتي بدورها ساهمت في اتخاذ القرار بشأن الدراسة الجامعية واختيار التخصص المناسب (إعلام) وبفضل الله سبحانه وتعالى اجتزت اختبار القبول “موازي” بنجاح وقبلت في أن أكون من طلاب الدفعة الأولى في هذا القسم، وأتمنى أن أتخرج من البكالوريوس بتفوق وامتياز ومواصلة الماجستير والدراسات العليا. وأكد الطالب ( معتصم الجلال ) قال: الحمد لله الدراسة إلى الآن تمشي دون عراقيل ونأمل أن تسير إلى الأفضل، ودخولي قسم الإعلام يعود لعشقي للمجال الإعلامي منذ وقت مبكر وطموحي المستقبلي في أن أكون مذيعاً . حواسيب قديمة جداً ولا يبتعد عن ذلك كثيراً زميله القادم من محافظة إب ( صبار السعدي) والذي قال: أهوى الإعلام منذ أن كنت صغيراً وأرغب أن أدرس في مجال الإذاعة والتلفزيون والدراسة، والى الآن كل المحاضرات في مواعيدها ولا تتوقف، ولكن القاعات الدراسية غير مناسبة وكذلك الحواسيب الخاصة بالتطبيق العملي قديمة جداً وقليلة ونأمل أن يتم تجاوز هذه الإشكالات. شكر فيما يرى الطالب ( عبدالله العتواني ) أنه كان من المفترض أن يتم إنشاء قسم الإعلام منذ افتتاح جامعة تعز وأن غياب هذا القسم عن الجامعة طوال المدة الماضية يعد كارثة حقيقة على هذه المحافظة التي عرفت بارتفاع مستواها الثقافي من بين كل المحافظات لافتا أن عدم وجود قسم للإعلام في الماضي أدى إلى هجرة الكثير من الطلاب إلى محافظات أخرى لدراسته وكلفهم ذلك كثيراً من الوقت والمال. مضيفاً: ونحن نوجه الشكر لرئاسة جامعة تعز على هذه الخطوة التي قامت بها وكل من له دور في إنشاء هذا القسم ونطالبهم بإتمام أدوارهم من خلال إيجاد مبان خاصة بالقسم في معزل عن كلية الآداب الذي هو موجود فيها الآن نظراً لقلة القاعات وكثرة الأقسام، وذلك لكي يكون قسم الإعلام لائقاً بمحافظة تعز. أهمية الطالبات من جهتهن عبرن عن آرائهن في هذا القسم وتقول ( سهام محمد النجاشي): أن سبب اختيارها لقسم الإعلام دون غيره من الأقسام التي تزدحم بها جامعة تعز بمختلف كلياتها راجع لأهمية الإعلام في العصر الحالي. مضيفةً :في هاجسي منذ الصغر أن أكون يوماً ما إعلامية مرموقة والدراسة في هذا القسم تعد الخطوة الأولى نحو هدفي المنشود وآمل أن يكون المنهج مسايراً لما يحدث من عملية تحديث وتجديد وتطور للإعلام في مختلف مجالاته. حلم أما زميلتها الطالبة (أحلام سيف على سلطان) فتقول أنها منذ الصغر تحلم “ أن يكون لي دور في مجتمعي ولدى قدرة على الكتابة والتعبير وكنت أتمنى أن يفتح قسم للإعلام في الجامعة والحمد لله تحققت أمنيتنا في هذا العام، ولم نتردد لحظة بالالتحاق به. وآمل من خلاله أن استطيع تحقيق أهدافي وطموحاتي وأن يكون لقلمي مكانه الذي يليق به. عشق وتشجيع وأشارت الطالبة ( ألفت رشاد العليمي) في حديثها بأن الإعلام عشقها الوحيد ولذلك فضلت الدراسة في قسم الإعلام دون غيره خاصةً بعد تلقيها تشجيعاً كبيراً من والدتها التي دفعتها للدراسة في هذا القسم، متمنيةً أن يكون لها مساحتها التي تستطيع من خلالها المشاركة في إيجاد نقلة نوعية ومميزة للإعلام اليمني مستقبلاً. طموح وتكشف الطالبة (هبة جميل المقطري): أنه قبل ستة أعوام وهي في المرحلة الإعدادية طلب منها التحدث بما يقارب العشرة أسطر عن طموحها في المستقبل فوجدت نفسها قد تعدت العشرة أسطر تلك متحدثة عن رغبتها بدراسة الإعلام، ومع تقدمها في المراحل الدراسية ظلت رغبتها كما هي لم تتغير. أمنية مضيفةً بالقول: ورغم أنه في السابق كان من الصعب أن تدخل في المجال الإعلامي لعدم وجود قسم في جامعة تعز لكن حلمنا تحقق الآن وأدركت بأنه حان الوقت لتحقيق أمنيتي في دخول هذا المجال الذي أراه مناسباً لي أكثر من أي مجال آخر خاصةً أن والدي يشجعني كثيراً على ذلك كما أن منزلنا مليء بالصحف والمجلات ولأن قسم الإعلام لم يكن موجوداً من قبل فقد توقفت سنة عن الدراسة من أجل تحديد قسم آخر لكن شاء الله أن أجد ضالتي وأحقق حلمي من خلال جامعة تعز. لمسات للتميز والمنافسة الدكتور عبد الحكيم مكارم - رئيس قسم الإعلام وفنون الاتصال بجامعة تعز تحدث عن ما يتعلق بنشاء القسم والبرامج والخطط المعدة لتكون مخرجاته مختلفة فقال: في البداية حرصنا كفريق منذ وضع اللمسات الأولى لبرنامج القسم على التمييز والمنافسة وتلبية احتياجات السوق بكادر مؤهل من خلال اعتماد البرنامج التخصصي على مبدأ التوازن في محتواه النظري بواقع 50 % والعملي بواقع 50 % وبحيث يحظى الطالب بمعارف نظرية ومهارات عملية تمكنه من القيام بمهامه وتعطه ميزة تنافسية في سوق العمل. رؤية مغايرة تلبي معايير الجودة وفيما يخص المنهج وعن وجود رؤية أو برامج مغايرة قال رئيس قسم الإعلام: ما يتم تناوله في هذا الفصل من مقررات أغلبها متطلبات كوننا في الفصل الأول من السنة الأولى لكن باستعراضنا محتوى البرنامج سنلحظ أننا أمام برنامج يؤهل الطالب ليكون في مستوى المنافسة في سوق العمل في ظل التطور التقني والاحتراف المهني لذلك سعى الفريق لمناقشه أكثر من 21 برنامج من جامعات مختلفة محلية وعربية وأجنبية وأخذنا في الاعتبار جديد التطور التكنولوجي والعلمي ومراعاة خصوصية البيئة العربية والمحلية, وعقدنا ورشة علمية لأساتذة متخصصين لمناقشة مدخلات البرنامج وفقا للمعايير الأكاديمية المعمول بها في مختلف الجامعات ومدى مواءمة البرنامج لاحتياجات السوق المحلية في ضوء التنافسية المحلية والإقليمية والدولية كما تم عرض البرنامج على متخصصين في الجودة و الاعتماد الأكاديمي في دائرة التطوير الأكاديمي في الجامعة. التطور التكنولوجي بعين الاعتبار وعن مواكبة القسم للتخصصات الحديثة التي طرأت على مجال الصحافة (الإلكترونية والرقمية والبيانات والموبايل) والمجالات الأخرى أكد الدكتور عبد الحكيم مكارم أن اهتمام الفريق لم ينحصر في تطوير جزئية في الصحافة فقط بل أخذ في الاعتبار مواكبة البرنامج للتطور التكنولوجي والتقني في مختلف الشعب ( الصحافة الإذاعة والتلفزيون العلاقات العامة والإعلان) كتخصصات وأنه عند الاطلاع كفريق على محتوى البرنامج سيلاحظ تضمنه مقررات تمكن الطالب من مواءمة التطور التكنولوجي والتقني والتميز عن برامج تدرس في جامعات أخرى كالصحافة الإليكترونية والاستقصائية وغيرها وبرامج النشر الصحفي وتطبيقاته, و الإحصاء التطبيقي وإنتاج البرامج الوثائقية وتصميم الإعلان وأساليب المونتاج الرقمي والمرئي والإخراج الإذاعي والتلفزيوني وبحوث المستمعين والمشاهدين وبحوث العلاقات العامة والإعلان وتصميم المواقع الإليكترونية وإنتاج المواد الإعلامية, والنقد الإعلامي وغيرها. التركيز على العربية والإنجليزية وأكد الدكتور مكارم أن الفريق وضع ضمن أساسيات التميز والمنافسة في البرنامج أولوية الاهتمام بمقرري اللغة العربية واللغة الإنجليزية على اعتبارهما مهارات أساسية تساعد الطالب في التمكن من تخصصه وبالتالي وصلت عدد ساعات مقرري اللغة العربية واللغة الإنجليزية في البرنامج إلى 31 ساعة بنسبة 21 % من إجمالي ساعات البرنامج المقررة موزعة على أربعة مستويات دراسية بحيث يحصل الطالب على محصلة لغوية ومهارة علمية تمكنه من المنافسة في سوق العمل وتساعده في الارتقاء بأدائه المهني . صعوبات سيتم تجاوزها وعن عدم توفر التجهيزات المناسبة وسوء قاعات الدراسة قال: من الطبيعي أننا سنواجه صعوبات في البداية بتنفيذ البرنامج ونعتبر ذلك تحدياً حقيقياً لن نقف أمامه كثيراً ولن نعتبره معوقاً لتنفيذ برنامجنا لأننا أعدادنا مشروعاً مكتملاً وواضحاً يتضمن ما نريده من احتياجات مستقبلية أو حالية ونحن بصدد البحث عن مصادر لتمويله وقد قدمنا نسخة منه للسلطة المحلية التي ستظل متعاونة معنا في تنفيذ مشروعنا ونحن على ثقة من تعاون الأخ المحافظ في دعم جهودنا التي تعد امتداداً لتعز عاصمة الثقافة اليمنية من خلال حرصه وإلحاحه المتكرر على فتح القسم ليواكب تطلعات أبناء إقليم الجند وبفضل تعاون وجهود قيادة الجامعة التي وقفت إلى جانب القسم وتبنته منذ أن كان مجرد فكرة إلى أن أصبح اليوم حقيقة, سنتجاوز العوائق وسنمد أيدينا للتعاون معنا ولن نستثني من ذلك احدا. إقبال غير عادي وكان رئيس الجامعة أ. د محمد الشعيبي قد أكد في لقاء سابق مع الصحفيين بأن افتتاح قسمي الإعلام والفنون في الجامعة لأول مرة في تعز يأتي لكونها أقسام نوعية كان الأصل أن تفتح منذ سنوات وأن الكثير من الطلاب من أبناء المحافظة يضطرون للذهاب للدراسة في صنعاء أو عدن أو أية جامعات أخرى لدراسة هذه التخصصات ولذا فقد وجد إقبال غير عادي على قسم الإعلام والاتصال وسيتم البدء قريباً بالتجهيزات. بانتظار دعم المحافظة وقال: لقد اتفقنا مع المحافظ على دعم هذا القسم بجميع التجهيزات وتم الموافقة عليها من المجلس المحلي كونه مطلب تعز عاصمة للثقافة والإعلام ولدينا مخاطبات رسمية بهذا الشأن إن شاء الله يتم الوفاء بها وحرصنا على تعيين أساتذة قبل افتتاح القسم وعمليا لدينا كوادر قادرة على تدريس المواد وسنحرص على تعيين درجات لمعيدين وأساتذة وهناك من تواصل معنا للحضور.. وفيما يخص منهج قسم الإعلام أكد الشعيبي أن المنهج حديث والتخصص سيكون من مستوى ثالث ولابد أن يكون خريج الإعلام نوعيا لأن هذا القسم يحتاج إلى ملكات ومهارات ولن يتم قبول أي طالب خارج المعايير مع توفير الدعم للإعلاميين الراغبين في الدراسة بنظام الموازي.