العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بين الغضب والحب
هل تكون المعدة أقصر الطرق إلى الحب؟!
نشر في الجمهورية يوم 07 - 12 - 2014

كلاهما بنفس الأجهزة الحيوية والصفات وكلاهما إنسان وخارطة الأجهزة تتوزع على جغرافيا الجسم بنفس الشكل، ومع ذلك يبقى هناك المضغة التي إذا صلحت صلح الجسد كله، و الفرق بين الرجل والمرأة هو في حجم المضغة، فقلب الرجل أكبر وقلب المرأة صغير، لكن الاستغراب ليس عن الحجم وإنما في صحة المثل القائل «قلب الرجل في معدته»! فما صحة تلك المقولة في الواقع ؟! أم أنه لم يعد أقصر طريق لقلب الرجل معدته كما كان من قبل، ويمكن للمرأة أن تفوز بقلب زوجها بالتفاهم الثقافي والصراحة والاحترام وتنظيم حياتها بين منزلها وعملها، ولماذا يعتبر الرجل زوجته التي لا تعرف الطبخ وفنونه أنها مقصرة معه ؟! وهل يزداد مرتادو المطاعم من الرجال تجنباً لغضب الجوع.؟! كل ذلك في استطلاعنا التالي.
الحجة بالحجة.!!
كنا في وليمة نسوية وبدأت المضيفة تستعرض الوجبات أمام الحاضرات وتتغنى باحترافها وفنونها في صنع كافة المأكولات العربية والعالمية وفجأة تحولت الضيافة إلى حلبة لفرد العضلات الصوتية في التباهي، فكل واحدة أصبحت تتفاخر بما لديها وما تمتلكه وفي بلوغ الصراع الحواري سدرة الصراخ والتبرير وفرحة كل واحدة بما لديها، أسكتت الجميع عبارة سيدة المنزل حين قالت «شوفوا يا بنات بصراحة ومن الآخر المرأة التي لا تتقن فنون الطبخ لن تحصل على قلب زوجها فأقصر الطرق لقلب الزوج معدته».
إلا أن أم أيمن – ربة منزل وموظفة - أجابتها بفيض من الاستنكار وأغرقت الجميع في حيرة عندما قالت: «الرجل إذا كان لا يطيق زوجته فهو لا يستلذ الأكل من يديها حتى وإن تفننت في أشكال الطبخ ونجد ذلك جلياً عندما يكون الزوج مستاءً من زوجته فإنه لا تغريه رائحة الطعام المنتشرة في المائدة وربما يقلب المائدة على رأس زوجته ويخرج إلى أقرب مطعم لكن الرجل الذي يعشق زوجته تجده يستلذ الأكل من يديها وإن كان الطعام عادياً ولا يثير شهية الغير...».
كان فيض عبارة أم أيمن يغرق الجميع بين مؤيد ومعارض وتوالت التعليلات والشواهد كل واحدة بحسب التجربة التي مرت بها واقعياً.
فمنال عبدالله - مدرسة تربوية - تُعمِّد حديث أم أيمن بقولها: «بصراحة أنا متزوجة منذ ما يقارب الثمان سنوات وللأسف زوجي يحب أمه أكثر من أي امرأة أخرى ومهما تعلمت الوجبات التي يحبها وحاولت أن أقترب من قلبه بسبب تلك المقولة، لكن حب أمه يجعله يتغاضى عن نسيانها للملح تارةً أو حرق بعض الخبز التي إذا حصلت مني أقام النقد على رأسي ولم يقعد».
أما سوزان محمد - طالبة جامعية - فقالت: «شوفوا يا جماعة أنا أعرف واحدة عز المعرفة كان زواجها تقليدياً وتم فرضها على ابن خالتها الذي يحب فتاة أخرى، وللأمانة الكل يشهد لها أنها أسطورة في الطبخ ومازال إخوتها وأهلها يتحينون الفرص لضيافتها، أما زوجها فهو يحب أكلها ويتغزل بما تصنع يديها وشكواها المتواصلة لي أنه لم يتغزل يوماً بروحها أو قلبها يعني الخلاصة أخذت قلبه من جهة الوريد الواصل إلى المعدة فقط...».
استمر تداول الحديث والحوار حول قلب الرجل ومعدته بين شد وجذب وفرضيات، توالت الضحكات واقترب النهار من توديع الشمس ولم تقترب الحاضرات من الاستكفاء بالثرثرة حول الموضوع وصدح المؤذن بموعد صلاة المغرب فكان الأكثر روحانية في فرض السكوت، ولأن المرأة بطبعها لابد أن تنتصر أمام المقولات التي تعرقل سمو قناعاتها، أنهت سميرة عبدالحق كل تلك المشادات بزخات كلمات هي الأقرب إلى منطق واجه الحجة بالحجة ونال استحسان الجميع بالاتفاق والتصويت بصحة رأيها حين قالت: «إذا كان هناك مثل قائل أقصر الطرق لقلب الرجل معدته» فإن هناك مثلاً آخر يقول: «العين تعشق قبل القلب أحياناً» وتستطيع المرأة جعل زوجها يعشقها لا أن يحبها بقلبه فقط..وحب المعدة زائل بسبب الفقر أحياناً؛ لأنه يتوجب على الزوجين الاكتفاء بكسرة خبز تسد جوعهم».
آدم بين الجوع والحب
ما إن توارد الموضوع إلى رأسي حتى توافدت القراءات العديدة حول الموضوع، وكلما هممت بمقال حتى أرتجي البحث عن مقال أكثر إشباعاً للجوع الفضولي والاستطلاعي حول الموضوع، وبينما كنت منهمكة بقضم المقالات المتناثرة في الأوراق التي أمامي استوقفني مقال للدكتور محمد حسين في إحدى الصحف كتبها بعنوان “الطريق إلى قلبي كزوج وكيف تسلكيه؟” يقول “عند الحديث عن القلوب, خاصة بين الرجل والمرأة في حدودها الشرعية, يجب ألا يُقحم في الموضوع أشياء لا تمت للقلوب في هذه العلاقة بصلة, بعقد مقارنات بين المرأة قديماً وحديثاً, ثم يُحصر هذا القديم في زمن بعينه, ليصب في خانة محددة, إن المرأة كانت غير متعلمة ولا تعمل لذا كانت منشغلة ببيتها وزوجها قديماً ألا فلتعلم النساء أن الرجل هو الرجل عند الحديث عن القلوب, لا فرق بين الرجل قديماً وحديثاً؛ لأن الحديث عن القلوب هو في حقيقته حديث عن المشاعر الدافئة التي تتمناها كل امرأة ورجل, فلنكن صرحاء, ولنقل بصراحة إن قصد المرأة من قلب الرجل هو حبه لها, وعشقه لها, وغزله بها...».
كانت تلك المقالة تجبرني لمعرفة المزيد من الآراء حول الموضوع ولكن كما يقال لابد من شرب الماء من منبعه وإفشاء السؤال في أوساط الرجال لعلي أخرج بما يوضح صحة المقولة من عدمها ..!!
خلال تجولي في رحاب جامعة تعز وجدت الكثير من الرجال يتوافدون إلى الكافتيريا لطلب وجبة الفطور استوقفت أكرم السفياني - طالب جامعي ومتزوج - كما صرح، وعندما سألته يبدو أنك لا تحب زوجتك كونك تأكل خارج المنزل ؟!! فاجأني بمعرفته للشق الآخر من سؤالي قبل أن أمليه عليه حين قال: «أكيد استدللت على حكمك بسبب مقولة أقصر طريق لقلب الرجل معدته، ومع ذلك بحسب وجهة نظري لم تعد الشغل الشاغل لمعظم النساء، حيث تشهد مطاعم الوجبات السريعة والمطابخ في المدينة زحاماً شديداً وقت خروج الموظفين من العمل، في ظاهرة انتشرت في الآونة الأخيرة، لدرجة تكدس السيارات وعرقلة الحركة المرورية أمام المطاعم، فيما تظل أسباب التهافت على المطاعم معروفة، حيث يجد الموظف ضالته في الوجبات سريعة التحضير، لعدم قدرة المرأة العاملة في التوفيق بين عملها وبين متطلبات أسرتها».
اشتد الجوع ليشتعل الشوق
وبينما كنت أستغرب إجابة أكرم التي كما يقال كانت في وادي وما توقعت أن يقوله في واد آخر، أتت إجابة صديقة الجالس بجانبه، سعيد سفيان الزمر والمتزوج أيضاً: «نحن متزوجان، ولكن للأسف الزوجة بالريف ونحن بالمدينة ولو كانت زوجتي بالمدينة لن أحب الأكل إلا من يديها وكم تأسرني عندما أتذكر مذاق العصيد والفطير واللحوح التي لا يتقن أحد صناعتها إلا هي ووالدتي، وللأمانة كلما اشتد الجوع بمعدتي اشتعل الشوق إليها وأتحين أقرب فرصة لأسافر لها، لكن عندما أسد جوعي أرجع لمذاكرتي وأنسى الشوق...».
وجبات المطاعم شر لابد منه
يرى عدد من أهالي مدينة تعز أن الرجال خاصة الموظفين منهم يختصرون وقت الغداء ليخلدوا إلى القيلولة مبكراً دون انتظار الطعام الذي يتأخر عادة، ما يجعل الوجبات السريعة أفضل الحلول لجميع الأطراف.
يقول هاني فؤاد - موظف تربوي: «أصبحت معروفاً لدى أصحاب المطاعم على كافة أنواعها، إذ أتواجد في المطعم بشكل شبه يومي لتوفير وجبتي الغداء والعشاء، متذكراً أيام الماضي حيث كنت أذهب للمطعم مرة كل أسبوع لكي أكسر روتين طعام المنزل، الذي لا غنى عنه فهو يطهى أمام عيني وبمستوى نظافة عال، عكس المطاعم التي لا أحد يعلم ما يدور في كواليسها»، إلا أن الوضع تغير - والحديث لهاني- “انقلبت الموازين فأصبح طعام المنزل هو ما يكسر روتين وجبات المطاعم المملة”، واستطرد: من أهم أسباب زيارتي للمطاعم، هو عدم قدرة الجيل الحالي من النساء على تجهيز الطعام بسرعة ومهارة، بعكس جيل أمهاتنا اللاتي كن يحرصن دوماً على طهو الطعام بالصورة الجيدة والمعروفة عن الأولين، لدرجة أن الأم كانت تحرص في السابق على عدم تذوق الطعام حتى لا يفقد شيئاً من قيمته قبل أن تجتمع الأسرة بكاملها لتناول طعام الغداء أو العشاء».
وتقول أم هاني: «هذا الجيل جيل السرعة فلا يعرف عن الطهو سوى الأشياء البسيطة مثل عمل المكرونة، والبيض بأنواعه، وأغلب الرجال أصبحوا يتواجدون في المطاعم أكثر من تواجدهم في المنازل، وفي الماضي كان الشاب المقبل على الزواج يحرص على اختيار شريكة حياة تجيد فن الطبخ وكان قبل ما يروح يخطب من شخص يبدأ أول شيء يأكل من بيته، وقد أصبح ذلك الزواج عملة نادرة في هذا الزمن -على حد قولها - مؤكدة أن قلب الرجل كان في الماضي أقصر الطريق له معدته، أما اليوم فأقصر الطرق هو التدبير فامرأة مدبر ولا تجارة من عدن..!!».
الجوع ما له صاحب
عندما بدأت الإجابات تحمل في طياتها الكثير في رأسي، جاءت زميلتي بالعمل وجارتي بالسكن تستعجلني للعودة مبكراً فالزحام يتكاثر أكثر وأكثر والوقت يتسارع بين اقتراب موعد الغداء وأبيها المغترب المتواجد، صعدنا التاكسي للإسراع في الوصول، وعندما استنكرت الازدحام الشديد بالمطاعم والمسورة ببائعي القات ..جاءت رؤية نظر أحمد مراد - سائق التاكسي - حين قال: «وجبات المطاعم شر لا بد منه، مثل الزواج، إذ يبدو في البداية شهياً، وترحب به المعدة ولكن سرعان ما يشعر الشخص بعد وجبة المطعم بالجوع، وكأنك يا أبو زيد ما غزيت»، فأكل المطاعم يخلو من البركة والفائدة - حسب قوله- بعكس طبخ المنزل، الذي تملأه البركة، ناهيك عن النظافة والحرص على تقديم ما يطلبه أهل البيت، والزوجة الماهرة في الطبخ ستوفر عليه المبالغ المدفوعة لأصحاب المطاعم، كما أنه سينعم بطعام شهي وبجودة عالية، ولذلك ستكون الأقرب إلى قلبه أكيد».
ويضيف مراد: أصبحت النساء للأسف يهتممن بأشياء ثانوية، كما تتخيل أن الزوج مجرد ماكينة صرف تضغط على السعر ويأتي بالمال مباشرة إليها، دون النظر في معاناته، أو مشاكله، ومثابرته في العمل لكي يؤمن حياة كريمة لعائلته، حيث انحصرت اهتمامات النساء في الأسواق وحضور مناسبات الأفراح، متسائلاً: وما فائدة المرأة في البيت إذن إذا لم تقم بواجباتها كاملة ومنها إعداد الطعام لأسرتها؟، ناصحاً الأمهات أن يحرصن على تعليم البنات فنون الطبخ لكي لا يتورط عريس المستقبل في أمور لا ناقة له فيها ولا جمل، وحتى تستمر الحياة الزوجية على توافق وانسجام، مؤكداً أن أسرع طريق لغضب الرجل معدته.
وبينما ختم مراد مقولته الأخيرة «أن أسرع طريق لغضب الرجل معدته» حتى تجاوزنا ما يقارب أربعة مطاعم وبجانب كل مطعم كان لابد من تواجد عراك طازج يتناثر منه غضب الجوع كما وصفته صديقتي أم شادي ... لتضيف معللة: «أكيد أسرع طريق لغضب الرجل معدته فالجوع ماله صاحب أبداً؟!! ولو كان يحب زوجته ويعشقها بجنون فلن يشفع تواجدها بقلبه كي تسلم من غضب جوعه وخصوصاً إذا انشغلت بأمر يراه هو غير مهم» ، وترسل أم شادي شكرها وتقديرها لأصحاب المطاعم: «حقيقة يشكرون على تخفيف الحمل علينا وخصوصاً المرأة الموظفة، وكذلك تحملهم لفاتورة الكم الهائل من الغضب»، مؤكدةً أن أغلب مرتادي المطاعم هم الغاضبون الذين لا يتحملون الجوع.. ولتثبت تصريحها بأن الجوع ماله صاحب سردت أم شادي كل الأمثلة للنساء اللاتي نشترك في معرفتهن، وكيف أن الجوع كان عاملاً مساعداً لإشعال فتيل المشاكل ودفع فاتورة شرارة الغضب..!!
الرجل بعيون الرجل..!
«إن الجيل الحالي من الأزواج لم يضع في اعتباره في المقام الأول عملية الأكل؛ لأن ضيق الوقت وارتفاع الأسعار لا يساعدان علي إشباع رغباتنا‏»,‏ هذا ما يؤكده د‏.‏ حمدي حافظ - أستاذ الاجتماع جامعة جنوب الوادي - موضحاً: «ومعظم البيوت الآن لم تعد ترفع شعار المائدة العامرة إلا في المناسبات فقط وفي أضيق الحدود‏,‏ وأصبحت السندويتشات تحتل المرتبة الأولى في اهتمام الأبناء؛ نظراً لظروف المذاكرة أو انشغالهم بألعاب الكمبيوتر وغيرها من الأشياء»‏.‏
لكن ليس معنى ذلك أن تنشغل المرأة في أمور أخري وتبتعد على المطبخ أو تجعله علي الهامش‏,‏ كما يقول د. حمدي في حديثه مع صحيفة “الأهرام” المصرية، فلابد أن تشعر زوجها بين الحين والآخر بأنها تدبر وتستطيع إعداد المأكولات الشهية بأنواعها المختلفة‏.‏
على جانب آخر يبدو أن اقتصاد المرأة في الإنفاق وعدم إسرافها خلال موعد غرامي يعتبر نقطة إيجابية تجذب الرجال إليها خلافاً للرجل الذي يعتبر ميله إلى توفير المال في هذه الحالة نقطة سلبية في عيون النساء، حيث أظهر استطلاع للرأي أجرته شركة “أي إن جي دايركت” أنه فيما يعتبر 61 % من الرجال أن المرأة المقتصدة جذابة وذكية، يوافقهم 44 % من النساء فقط الرأي عندما يكون الرجل هو المقصود.
فيما تلعب المرأة على غرائز الرجل وشهواته هذا ما يراه المؤلف الشاب مصطفى شهيب في كتابه “بلد متعلم عليها”، واصفاً المثل القائل “أقرب طريق لقلب الرجل معدته” بأنه منطق قذر ودنيء يعتبر الرجل “كرش” ماشي على الأرض، ويؤكد أنه إذا كان أقرب طريق لقلب الرجل معدته، فإن أقرب طريق لقلب المرأة هو جيب الرجل.
يقول شهيب إن الرجل يتزوج “لأنه يبحث عن حضن المرأة واحتوائها تلك الكتلة الرومانسية الساخنة التي تتلقاه من شقاء الدنيا وقرفها، يتزوج الرجل ليبحث عن الحنان والحنية التي افتقدها وودعها منذ أن بلغ العاشرة وأصبح عيباً عليه أنه يقعد على حجر أمه، أو ينام في حضنها.. واستقل بغرفته بعيداً عن إخوته البنات احتراماً لخصوصياتهم. ومهما تعب عليه أن يتحمل لأنه ولد. ومهما توجع عند المرض لا يصرخ لأنه ولد. حتى إذا مات له صديق أو قريب أو خرج من قصة حب فاشلة، ما ينفعش يفضفض ويبكي؛ لأن ثقافتنا تقول الرجل لا يبكي. مع إن تشرشل رئيس وزراء بريطانيا اللي غيّر العالم في القرن العشرين، الشخصية الجبارة كان يبكي على أقل حاجة!!
ويضيف: الرجل كائن في قمة الرومانسية والإحساس، وليس حيواناً كما تعتقد المرأة. لماذا لا تخاطب فيه مشاعره وأحاسيسه، بل وتحاول طوال الوقت جاهدة أن تراوده عن شهواته؟.
هكذا هو الرجل تربى على مبدأ إن الشقاء له والراحة للبنت، لذلك فهو يظل طوال عمره يبحث عن ذلك الحنان الذي يفتقده، ويحتويه من مشاكل عمله وأزماته النفسية. ينتظر تلك الطبطبة على كتفه.. ويشتاق لكلمة “معلش بكرة حايبقى أحسن” تماماً كالطفل الصغير.
الوصول إلى قلب الرجل ليس معادلة صعبة؛ حيث إن بعض النساء يفعلن الكثير من المحاولات للوصول إلى قلوب أزواجهن، لكنها قد تنتهي بالفشل والعودة إلى نقطة الصفر.
ويذكر الخبراء أن قلوب الرجال ليست واحدة، فمنهم من يسهل الوصول إليه بكلمة حب وبعضهم يفتحه على مصراعيه أمام جمال آسر، أما البعض الآخر فتنطبق عليه مقولة “أقرب طريق إلى قلب الرجل معدته”، مشيرين إلى أن تعامل المرأة مع زوجها بحب ودبلوماسية وأخلاق هو ما يحببه فيها؛ فالرجل يريد من تلبي له طلباته وتهتم به وتشعره بأنه إنسان مميز ومهم في حياتها.
أخيراً....
لكل شيء في الحياة مشوار قد يطول طريقه وقد ينتهي منه سريعاً، وعندما بدأ تأملي يصل إلى أن غالبية الرجال يحيطون أنفسهم بهالة من القوة ربما ليكسب احترام من حوله وخشيتهم، وربما ليهابه الآخرون، لكن الرجل في النهاية في داخله طفل صغير وكسب عواطفه ليس أمراً صعباً ويحتاج إلى معدة غاضبة أو قلب عاشق وإنما فقط يتطلب الأمر من حواء قليلاً من الذكاء للوصول إلى قلب الرجل، كما يؤكد د‏.‏مارك روبنسون - أستاذ علم النفس الأمريكي الشهير - ويقدم للمرأة بعض النصائح التي تساعدها علي ذلك ب:
صفيه بالرجولة واظهري إعجابك بقوته وقدرته علي تحمل المشاق؛ فالرجل يحب أن يشعر بقوته ورجولته‏، اظهري له إعجابك بمظهره وبذوقه الرفيع في اختيار ملابسه واحرصي علي ألا تنتقدي ذوقه‏، احرصي علي أن تؤكدي له أنك في حاجة إلى وجوده وبأنك تسعدين بوجوده معك في المنزل وأخبريه أنك معجبة بذكائه؛ لأنه دائماً يعرف ماذا تحبين وماذا تريدين‏؟ اظهري له إعجابك لمراعاته حقوق الآخرين ومشاعرهم وأنك تتمنين أن يرث أولادكما نفس صفاته من صبر وشجاعة وخلق‏، تملقيه أمام النساء الأخريات فاسأليه عن رأيه في بعض الموضوعات واستمعي إليه‏،‏ وأخيراً احرصي على أن يكون تملقك له وفقاً لاحتياجاته وما يحب أن يسمعه منك‏.‏
إذا أردتِ التمتع بحياة زوجية مستقرة وضمان العيش بعيداً عن مسببات التوتر ومثيرات الغضب فلا تتجاهلي طباع شريكك أو رغباته الخاصة التي قد تبدو غريبة وغير مبررة ، فمع كونها مستفزة لك أحياناً، احرصي على مراعاتها والوفاء بها قدر استطاعتك، فالرجل كالطفل أمام ما يشتهيه من الطعام وما تميل إليه نفسه من الأشياء.
الحب وحده ليس كافياً للتمتع بحياة آمنة ومستقرة، لابد من التضحية ببعض الميزات الشخصية كي تسير الحياة على نحو سليم بعيداً عن الأزمات والخلافات. قد ينشب خلاف بينكما يوماً ما بسبب عدم مراعاتك للنوعيات المحببة إليه من الأطعمة أو تجاهلك لحقيقة عدم استحسانه لبعض الأصناف، وهذا من شأنه خلق مناخ من التوتر والصراع دون مبرر أو سبب مقنع.
وحسب موقع أخبارك، للطعام تأثير واضح على الحالة النفسية للمرء منا، وله فضل كبير في الشعور بالرضا والسعادة في أوقات الضيق والملل، وعند توتر العلاقة الجنسية وإحجام الرجل عن زوجته قد تسهم نوعيات محددة من الأطعمة في دعم الرغبة الجنسية ومضاعفة شعوره بالاستمتاع.
رابط المقال على فيس بوك


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.