61 - تحرير إيرادات البلد من سيطرة مراكز القوى والفيد سواءالمرتبطه بالنظام السابق اوالتي اعادة انتاج نفسها بالتسلل الى الثوره،تحتل أهمية قصوى قبل هيكلة الجيش، ونتمنى قرارات جمهورية بهذاالصدد - مثلما لن تكون هناك وحدة إلا من خلال توافق جنوبي شمالي، فلن يكون هناك جنوب إلا من خلال توافق جنوبي – جنوبي - المعنى الحقيقي لبقايا النظام هم من اشتركوا في قتل مشروع الشعب ووحدته الوطنية ونهبوا ثرواته ومنهم من أعاد إنتاج نفسه متسللا إلى الثورة - عندما تيقنا من أن الأطراف الدولية الفاعلة في المبادرة باتت تؤكد على عدالة قضية الجنوب كان من الضروري التفاعل معها - التطرف في الحراك مصدره النظام الساقط وأطراف ما زالت موجودة حتى الآن بهدف خلخلته لإضعافه وإجهاضه - نحن نرى أن يعمل الحراك بمسارين: مسار ثوري ميداني، ومسار سياسي يمثل أهداف الحراك بفعل سياسي - منطق البيض ومحمد علي أحمد واحد وأصبحا جزءا من المشكلة في أي تسوية سياسية للجنوب القيادي الشاب في الحراك الجنوبي واحد اوائل مؤسسي التنظيمات السياسيه والشبابيه للحراك الجنوبي في اطر تنظيميه يتحدث في هذ المقابله بشكل مستفيض حول عدد من الجوانب والمتغيرات السياسيه والتنظيميه الحساسه والمهمه التي تشهدها الساحه الجنوبيه والساحه العامه وفي هذا الحوار، يقف الحالمي، في منطقة وسطيه بين مراكز الاستقطاب الرئيسية في الجنوب؛ وهو لا يجد تناقضا بين كونه قياديا حراكيا وبين تعيينه في منصب حكومي، ويبدو أكثر ميلا لموقف الحزب الاشتراكي ، وهو يعتبر البيض ومحمد علي أحمد مساهمين بارزين في حالة التمزق التي يشهدها الجنوب ويعتقد أن على الحراك الجنوبي تعزيز دوره للمشاركه بالعمل السياسي، لأنه يمثل اداة مهمه بالنسبه للاطراف الدولية لخدمة القضايا السياسيه و إلى نص الحوار.. حوار: مشعل الخبجي أنت أحد القيادات الشبابية التي برزت في الحراك الجنوبي، ومعروف للجميع في الحراك... كيف تفسر وجودك اليوم ضمن تعيينات حكومة الوفاق نائبا لرئيس الهيئة العامة للشؤون البحرية بقرار جمهوري؛ رغم أن الحراك ينظر لها باعتبارها حكومة تمثل نظام احتلال حسب الخطاب السياسي للحراك؟ - لا أبالغ عندما أقول إننا ضمن من أشعل شراراته الأولى كشباب غيورين على شعبنا وقضاياه. واعتبر الحراك الجنوبي أول من كسر هيبة نظام "صالح" وأسقطه فعليا من إدارة الجنوب، وهو البذرة الأولى لثورات الربيع العربي، ووجودنا في حكومة الوفاق الوطني يندرج ضمن المبادرة الدولية التي تجاوبت مع ثورة الجنوب أولا ثم ثورة الشباب جنوبا وشمالا. ثانيا: عندما تيقنا من أن الأطراف الدولية الفاعلة في المبادرة باتت تؤكد على عدالة قضية الجنوب كان من الضروري التفاعل معها ولم يرفضها الحراك حينها، وإنما أكد على ضرورة تبني قضية الجنوب، والقضية النضالية مستمرة ولم ولن نخذلها، والعبرة في النتيجة. هل تعتبر نفسك ضمن قوى الحراك؟ وكيف تفسر الأمر، خصوصا وأنت ضمن تعيينات حكومة الوفاق، وسمعنا أنك ضمن اللجنة الفنية المنبثقة عن اللجنة الوزارية التي تقوم بالإعداد لمؤتمر الشباب سابقا؟ - ومتى كان الحراك يستثني الناس، الحراك الجنوبي حمل معه منذ انطلاقته قيما ومبادئ إنسانية وسياسية تتمثل في ثورة شعبية جنوبية وكانت قاعدته المتينة التصالح والتسامح وأساسها القبول بالشراكة الوطنية لكل أبناء الجنوب حتى نتجنب الوقوع في صراعات جديدة والتطرف في الحراك مصدره النظام الساقط وأطراف مازالت موجودة حتى الآن بهدف خلخلته لإضعافه وإجهاضه، وأنا لا أريد أن أتحدث عن نفسي؛ ولكن يجب أن أرد على سؤالك، أنا من مؤسسي الحراك وكان لي شرف أن أضع أول البصمات للحراك الشبابي والطلابي وصياغة أول بيان للثورة الشبابية ولعبت دورا رئيسيا في تنظيمه وقيادته ونفتخر ونعتز بالتوسع الأفقي والزخم الشبابي حاليا بأننا كنا أول من خطط له. وما زلنا عند موقفنا ونتعاطى مع المستجدات لما يحقق أهداف نضالنا التحرري ولن نكون جامدين؛ لأننا أصحاب فكر ودعاة فكر ومشروع سياسي. ألا تلمح إلى وجود علاقة بين الحراك ونظام "صالح"؟ أليس هذا التلميح مؤشر إلى انسلاخك عن هيئات الحراك التي مازلت تقول إنك أحد القياديين الشباب فيها؟ - أنا كنت واضحا في إجابتي، ولم ألمح إلى وجود علاقة بين الحراك ونظام "صالح"، تحدثت عن التطرف وأقصد عندما قلت إن التطرف في الحراك مصدره النظام الساقط هو أن النظام سعى لإضعاف الحراك من خلال التطرف. التطرف يؤدي إلى انقسامات, الانقسامات تؤدي إلى صراعات, الصراعات تدمر الحراك وتفرغه من قضيته النضالية. جميعنا يعلم أن الحراك قام على مبدأ التصالح والتسامح الذي يؤدي إلى شراكة وطنية جنوبية جامعة للكل، وهذا أكبر خطر كان يواجهه نظام "صالح" والمتربصون بالجنوب، ولا يزال كذلك حتى الآن. وماذا عن المشاركة في حكومة الوفاق ومشاركتك في لجان الحوار الشبابية؟ - بالنسبة للمشاركة في حكومة الوفاق الوطني هي مرحلة فرضت من قبل المجتمع الدولي على كل الأطراف السياسية، بما فيها الحراك وثورة الشباب، وليست اختيارية، ومشاركتنا فيها بقيادة حزبنا ورائده الدكتور المناضل ياسين سعيد نعمان هي مشاركة ضمن أهدافنا الحراكية بالخلاص من نظام الغازي للجنوب وخلق ظروف سياسية واقتصادية وتوافق جنوبي هادف لبلورة مشروع سياسي من خلال حوار جاد نخدم به قضيتنا العادلة ولن نتحدث عن كل شيء نريده. وفيما يتعلق بمشاركتي في الحوار، أنا لم أشارك فيه وإنما مثلت الوزير الثائر الدكتور واعد باذيب في اللجنة الفنية لوضع آلية للمشاركة بالحوار وعندما لم تكن هناك جدية ومصداقية تم انسحابنا ونحن لن نترك فرصة نستطيع من خلالها أن نخدم قضيتنا ونحدث نقلة نوعية في نضالنا التحرري وخلق حالة من التوافق الجنوبي. لكن قد يفهم من كلامك بداية الإجابة على السؤال السابق بحديثك عن كون الحراك لا يستثني الناس أن بالإمكان أن يكون الشخص ضمن صفوف الحراك كفرد أو قائد وفي ذات الوقت بإمكانه أن يكون على النقيض حسب اعتبار الحراك لحكومة الوفاق بكونها تمثل حكومة احتلال...؟ - بالنسبة لاعتبار الحراك أن المشاركة السياسية نقيض له أو في تضاد معه، أود أن أوضح أن ذلك خطأ يخدم ويستفيد منه أعداء الجنوب وناهبو ثرواته. والإشكال يتمثل في رغبة البعض بعزل الحراك عن العمل السياسي، ونحن رؤيتنا نرى أنها واقعية وموضوعية وهي أنه لا بد أن يعمل الحراك بمسارين: مسار ثوري ميداني، ومسار سياسي يمثل أهداف الحراك بفعل سياسي. وأعداء الجنوب هم من يريدون عزل الحراك عن الفعل السياسي وتجميده عند المستوى الميداني، مراهنين على قدراتهم في صنع الخلافات والتباينات وإضعاف قادته وزرع صراعات ذاتية ومحاولة توجيه ضربات قوية ضده واستقطاب البعض من قادته ونشطائه، وهذا نشاط استهدف حتى ثورة الشباب وتم اختراقها من القوى القديمة الجديدة بهدف الاستيلاء على القرار السياسي في البلاد في إطار نفس الشلة في عهد النظام السابق. تقول إنك انسحبت كممثل عن وزير النقل باذيب من اللجنة الفنية المتعلقة بالشباب في الإعداد للحوار، ما أسباب الانسحاب؟ ولم لم يعلن انسحاب باذيب رغم أنه يمثل الاشتراكي في اللجنة كطرف محوري في عملية الحوار؟ - نعم انسحبت كممثل عن الوزير باذيب، وسجلنا ذلك في موقف معلن في الاجتماع وأبلغ الوزير قيادة الحزب ممثلة بالمناضل د. ياسين سعيد نعمان وأبلغ أعضاء اللجنة الوزارية بذلك ونشر في وسائل الإعلام في حينه. وكانت مهمة اللجنة الوزارية تتمثل بالحوار مع الشباب وكيفية فتح الحوار وما هي الآلية الناجحة لذلك. وكان هناك إجماع في اللجنة الفنية وأقرت اللجنة الوزارية النتائج المرفوعة من اللجنة الفنية وبعدها فوجئنا بقرارات وتكليفات خارج نطاق ما هو مجمع ومتوافق عليه. وكان أكبر خطأ قد ارتكب هو توقيع محضر بين رئيسة اللجنة الوزارية حورية مشهور ومجموعة من الشباب محدودي النشاط والمعرفة باعتبارهم لجنة تحضيرية عليا لشباب الثورة وهذا ما يتناقض مع عملية التوافق ولا ينسجم مع عمل اللجنة الوزارية. ونحن كاشتراكيين وحراكيين كان لنا طرح موضوعي في كيفية إيجاد الآلية العادلة للحوار تنتصر للجنوب وتتوافق مع إرادة الثورة الشبابية؛ ولكن بدا لنا أن البعض في اللجنة الوزارية يعمل بما لا يخدم العملية التوافقية. لماذا لا تحدد هذا البعض بصراحة حرصا على خدمة العملية التوافقية؟ - لا شك أن تشكيل الحكومة جاء نتاج عملية وفاقية ضمن المبادرة الخليجية، وإفشال عمل الحكومة يكشف أن هناك صراعا داخل القوى السياسية الشريكة في المبادرة وأطراف المبادرة معروفة وبرزت قوى اجتماعية وعسكرية لها أجندات أخرى ولها من يمثلها في الحكومة، ومن وجهة نظري أن هذه القوى المعرقل الرئيسي لعملية الحوار. ولمزيد من التوضيح يمثل هذه القوى بقايا النظام السابق بالمعنى الحقيقي، وليس بقايا النظام بالمعنى الذي يروج له في بعض وسائل الإعلام بكونهم "صالح" وأقاربه الموالين له، المعنى الحقيقي لبقايا النظام هم من اشتركوا في قتل مشروع الشعب ووحدته الوطنية ونهبوا ثرواته... هؤلاء منهم من أعاد إنتاج نفسه متسللا إلى الثورة مبقيا على هيمنته على السلطة ولا يزال نفط الجنوب وثروات الشعب اليمني تصب في جيوبهم، الكثير من عصابة النظام السابق يسيطرون على مفاصل اقتصاد وإيرادات البلد. كيف يمكن وضع حد لسيطرة تلك القوى التي تقصدها؟ ألا يفترض أن يكون هذا ضمن أهداف عمل حكومة الوفاق، وأنت أحد المعينين بقرار جمهوري فيها؟ - نعم؛ لكن بنظري أن تشكيل لجنة وطنية محايدة ونزيهة تتولى مهام تحديد موارد الدولة السيادية المستولى عليها من قبل تلك القوى والتي لا تزال بحوزتها حتى الآن، والبعض منهم انضم للثورة ليضمن الحفاظ على ما نهبه من ثروات الشعب ويضمن استمرار ذلك ونشاطهم كله يصب في مصالح ضيقة مرتبطة بهم ولهم موقف سلبي وانتهازي مع الجنوب ويتعاملون مع الجنوب كأرض ومتنفس وثروة واليمن كلها مصدر لجمع الثروات والجاه الاجتماعي. أعتقد أن تحرير إيرادات البلد لتعود لخزينة الدولة، وليس تحت سيطرتهم وخلالها يستمرون في بسط نفوذهم ودعم مراكز قواهم، تحتل من وجهة نظري أهمية قبل هيكلة الجيش، ونتمنى قرارات جمهورية بهذا الصدد. كشاب جاء من الحراك إلى حكومة الوفاق، ما المدى الذي تعتقد أن بإمكانكم الوصول إليه في خدمة القضية الجنوبية من خلال موقعك ومن خلال مؤتمر الحوار الذي ستشارك فيه لخدمة القضية من أي موقع كما تقول؟ - نتطلع لتحقيق مزيد من الفهم والوضوح لمطالب شعبنا الجنوبي بالعمل الجاد مع القوى الثورية الحقيقية وقوى الحداثة والمجتمع المدني كقوى بديلة لعصابة النهب وتدمير الأوطان والقوى التقليدية الهدامة. هذا الوضوح والفهم سيجعلنا حلفاء في صف حق الشعوب بتقرير مصيرها ووفق مشاريع سياسية تبني أوطانا، لا تدمرها، مشاريع للشعب وليست للأفراد. والعملية هنا فيها كثير من التعقيدات، أكان ذلك في الحوار ممثلا بالأطراف القائمة عليه، أو على مستوى الشمال قبل الجنوب في وجود ذلك التعقيد. ولو راجعنا آخر المستجدات بهذا الشأن لوجدنا أن هناك تقدما كبيرا يخدم قضية الجنوب، منها تمثيل الجنوب بالمناصفة في لجنة الحوار. بالمقابل نحن في الحراك أيضا نعاني من اختراق كبير للدفع بإخراجه من مربع العمل الثوري والفعل السياسي وزرع التطرف وتسويق القضية بشكل جهوي لا سياسي لتجني قوى نفعية ثمرة نضالات وتضحيات الناس، وهذا ما نخشاه. ألا تعتقد أن إجابتك هنا تناقض إجابة سابقة قلت فيها إنك انسحبت من اللجنة الفنية للحوار بسبب مساع حثيثة ضد العملية التوافقية؟ - بعد انسحابنا من اللجنة الوزارية والفنية، تعطل عمل اللجنة الوزارية وشكلت لجنة تحضيرية بقرار الرئيس عبد ربه منصور هادي، هذه اللجنة الرئاسية كثير من قراراتها تعد مكسبا للجنوبيين في حال تم تنفيذها وستغير موازين القوى لصالح القضية الجنوبيه السياسية العادلة، وكلامي في موضع سابق يوضح أنه بعد انسحابنا تعطل عمل اللجنة الوزارية وأخفقت. نحن لسنا بحاجة لتبرير مواقفنا أو الدفاع عن أنفسنا، نحن نناضل لإنقاذ الناس وتحقيق الحرية واستعادة القرار السياسي والحقوق والثروات المنهوبة من الجنوب. وكما لن تكون وحدة إلا من خلال توافق جنوبي – شمالي، فلن يكون هناك جنوب إلا من خلال توافق جنوبي – جنوبي. والحاصل الآن لدى أطراف الحراك هو صراع أخذ طابع الصراع المسبق على السلطة، لا يجب إنكار ذلك، وليس الدفاع عن قضية وطنية. من يريد الجنوب كقضية وطنية عليه العمل من أجل التوافق الجنوبي، وهو كفيل باستعادة الجنوب؛ لأنه يستعيد القرار في الإطار الوطني وليس الصراع السياسي مع بقية الأطراف او الشخصي. تعيينك رفقة عدد من الشخصيات التي برزت كقيادات حراكية ضمن التسويات السياسية الحزبية التي سميت ب "حكومة الوفاق"، إضافة لمشاركتكم كشباب تنتمون للأحزاب في مؤتمر الحوار على العكس من توجه الحراك، دفع الكثيرين إلى القول بأن ذلك يعزز التفسيرات حول نشاطكم داخل هيئات الحراك بكونه بالفعل كان ضمن سيناريوهات حزبية مؤقتة لركوب موجة الحراك لإرباكه اواحتوائه أو توجيهه، حسب ما يطرح من أطراف داخل الحراك ووفق أجندة أحزاب "المشترك"...؟ - كان سيصدقهم الناس لو لم نكن نحن من مؤسسي الحراك, ولم نركب موجته. نحن من المؤسسين الأوائل للحراك ومن المساهمين الأوائل في لقاء التصالح والتسامح 13 يناير 2006م, الذي هو المدماك الحقيقي للحراك الجنوبي وسبب قوته وتوسعه، وهذه الحقيقة التي لا يستطيع أحد من المزايدين وأصحاب الصراخ العالي إنكارها. وأحب أن أوضح أن فهمنا للحراك في إطار التصالح والتسامح هو أن نعمل في ثلاثة جوانب حتى ننجح: أولا: أن نؤمن بمبدأ الشراكة للجميع في تحديد ورسم مستقبل وسياسة الدولة، وهذا المدخل الحقيقي لأن الصراعات تفشت سابقا في الجنوب بسبب سياسة الإقصاء والتخوين ولا يجب تكرار نفس السيناريوهات، ولذا يجب أن نؤمن بمبدأ الشراكة الوطنية. ثانيا: الجانب الاجتماعي ويتمثل في ترميم العلاقات الاجتماعية وبعيدا عن المناطقية الضيقة والجهوية والنزعات القبلية. ثالثا: جبر الضرر للمتضررين من مآسي الصراعات. هكذا بدأ الحراك وكان أكثر تماسكا، وعندما تركت القيم النبيلة التي قام الحراك متكئا عليها بدأ يفقد تماسكه وتعددت أطرافه. الآن كل السياسيين في الجنوب أصبحوا متخبطين وأخفقوا بسبب ذلك وبسبب الرغبات الشخصية، ويكاد ذلك أن يودي بنضالات الناس وإلى مزيد من الشتات فيما إذا استمر هذا النهج. نحن يجب أن نتعاطى مع المتغيرات التي تفتح لنا أبوابا تساعدنا على النجاح، لا حسب رغباتنا الشخصية أو اندفاعاتنا العاطفية. كيف تقيم المؤتمر الأخير الذي عقد في عدن وتزعمه محمد علي احمد؟ - جاء ليعمق الأزمة والشتات الذي أتحدث عنه ويظهره بصورة واضحة وجلية للجميع. وأستخدم تسمية أكبر منه، وهو في تقديري عبارة عن استعراض عضلات لمواجهة البيض ومؤيديه وتمزيق الممزق ليخدم ترتيبات سياسية معينة وكل منهما يعمل جاهدا لتأسيس صراعات جنوبية داخلية. وإن كان محمد علي أكثر جرأة وشجاعة بمهاجمة البيض بعد رفض البيض للتوافق الجنوبي فقد كان أكثر سوءا من حيث السلوك السياسي والطرح واستخدام لغة غير سياسية، وكان أكثر ضعفا في التعاطي مع المنسحبين من اللجنة التحضيرية، وظهر ذلك جليا عندما جعل من شيخ في المؤتمر الشعبي يوقع على ميثاق شرف باعتباره ممثلا لمجلس تنسيق منظمات الحزب الاشتراكي. وفي تقديري أن البيض ومحمد علي منطقهما واحد، وأصبحا جزءا من المشكلة في أي تسوية سياسية للجنوب، كلاهما يتحدث باسم الجنوب قاطبة، ويعتقد أن طريقته هي المثلى. إلا أننا نستبشر خيرا من خلال اللقاءات الأخيرة التي رتبت في بيروت وعمان وربما تكون خطوة نحو تقارب سياسي وتغيير نوع وطرق التفكير باتجاه أهمية وضرورة الأفكار التوافقية لبناء أي مشاريع سياسية، خصوصا في بيئة من الشتات وتاريخ حافل بالصراع. وماذا عن لقاء الرياض وعدم حضور الرئيس السابق علي ناصر؟ - علمنا أن الرئيس علي ناصر محمد تلقى دعوة لحضور لقاء الرياض ولكنه اعتذر. وأعتقد أن عدم مشاركته ليست بغريبة؛ لأن الرجل مع لقاء يجمع كل أبناء الجنوب بالداخل والخارج، بينما لقاء الرياض جمع قوى معينة مقيمة بالسعودية. وأعتقد أن لدى الرجل بعد نظر ولا يحصر نفسه بإطار ضيق أو مشروع جزئي، وقد تواصل مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي من أجل دعم لقاء جنوبي يجمع الداخل والخارج للخروج برؤية توافقية تنتصر للجنوب أرضا وإنسانا، ويأمل من دول الخليج أن تدعمه وتباركه. ما رأيك أو تقييمك لما ينشر هذه الأيام عن وجود مبادرة شبابية لجمع قيادات الأطراف السياسية الحراكية منهم ناصر والعطاس والبيض والجفري؟ وبالتزامن مع ذلك كيف تقيم دور الشباب في الحراك؟ وهل يرتقي لمستوى تقديم رؤى سياسية؟ - لقد تراجع العمل السياسي في المكونات الشبابية وأصبح نشاطهم من وجهة نظري دعائيا بحتا، وإن وجد عمل شبابي مستقل فهو يفتقر للقدرات التي تمكنه من لعب دور سياسي هام ورئيسي في الثورة الجنوبية، وفي تقديري أن المكونات الشبابية ليس بوسعها أن ترتقي لإنتاج مبادرات تخاطب جميع الأطراف والقادة السياسيين بالجنوب؛ لأنهم جعلوا من أنفسهم جزءا من المشكلة التي يمر بها الجنوب وأخفقوا في تقديم مبادرات تمكنهم من أن يوحدوا جهودهم في إطار توافقي. أتحدث هنا عن الشخوص والفئات التي تبرز في واجهة المشهد السياسي والجماهيري للحراك وتتسابق بل تستميت لذلك وليس كل الشباب. أولئك يغلب عليهم الطابع الشخصي والدعائي وأحيانا المادي. وتلك الفئات الشبابية لا تنتج أفكارا سياسية بطريقة مستقلة؛ إذ عليهم أولا التحرر من سيطرة الولاءات الضيقة للأطراف والأشخاص أو لذواتهم، وذلك ما جعل الرؤية الوطنية التوافقية، التي كانت الأساس عندما بدأنا العمل في ربيع الثورة الجنوبية قبل أن يعبث بها العابثون، غائبة اليوم. أخيرا، أرجو من إخواني ورفاقي الشباب أن نبذل جهدا جماعيا ضاغطا للدفع باتجاه ضرورة التوافق الجنوبي ودعم لقاء وحوار جنوبي لا يستثني أحدا ولا يشترط لعقده أي سقوف سياسية.