عرف عن موسى عيسى العامري حامل البكالوريوس في الشريعة والقانون من جامعة الإمارات، عضو الاتحاد العالمي للمخترعين في سويسرا، بلقب "مخترع الحلول"حيث قدم حلولاً جذرية للكثير من المشكلات المصرفية وأهمها "الشيك الذكي"والمستند الذكي والذي قدم من خلاله إجراءات مبتكرة للإدارات في القطاع التعليمي في مجال حماية البيانات وكشف تزوير الشهادات فضلاً عن اختراعه حماية القيود والأنظمة الأمنية، وغيرها من الابتكارات والاختراعات في مجال تقديم بعض الخدمات في أنظمة الاتصالات، وهو أول مخترع مواطن صاحب اختراع رقم (1) منذ عام 1998في دولة الإمارات ليصل إلى خمسة عشر اختراعاً حتى الآن في مجال تقديم حلول إلكترونية متقدمة تواكب العصر . وتم تكريمه من قبل إدارة الملكية الصناعية بوزارة الاقتصاد، لتسجيله اختراعات تم تطبيق بعضها عملياً، داخل الدولة وخارجها . الحوار الآتي مع موسى العامري يوضح المزيد عن ابتكاراته . بداية هناك تعارض واضح بين مؤهلك كخريج للشريعة والقانون وتوجهك الواضح نحو الاختراع كيف تفسر ذلك؟ - ليس هناك تعارض فقد أحببت المجال القانوني وفي الوقت نفسه أحببت الاختراعات لكنني فضلت أن تظل عملية الاختراعات هواية وان أمتهن القانون وفي النهاية أنا اليوم أستفيد من تخصصي في صياغة ملكيتي الفكرية لابتكاراتي بشكل سليم كيف تأتيك فكرة الاختراع وسط مشاغلك في عملك كمحام؟ - تنبع لدي الفكرة حينما ألاحظ مشكلة ما وأجد لها الحل وتأتي مرحلة التنفيذ من خلال القراءة والاطلاع والبحث الدقيق عن آخر الابتكارات المتاحة في هذا المجال والمجالات المشابهة، فأجمع من هنا وهناك ما يمكن في النهاية أن يحل المشكلة وأتقدم بصيغتها القانونية إلى إدارة الملكية الفكرية وبالفعل أصبح صاحب الملكية الفكرية للاختراع خاصة ونحن في عصر التقنيات والإلكترونيات والعالم أجمع يطبق الانظمة إلكترونياً في جميع المجالات، وليس من الصعب على شخص عاشق للابتكارات مثلي العثور على حلول لكل مشكلة يمكن أن تواجه الإنسان العصري في المجالات كافة . إذاً حدثنا عن بداية توجهك نحو عالم الاختراعات؟ - لعل البداية البعيدة حينما كنت في الثامنة عشرة من عمري، حيث وجدت في نفسي عشقاً غير طبيعي لكل ما يتعلق بالابتكارات والاختراعات وتعمقت بشكل أكبر من خلال القراءة في هذا المجال ومتابعة كل جديد على الساحة العالمية، كما كانت لدي وقتها رغبة قوية في الوجود على الساحة العالمية كمخترع إماراتي وكنت أعد نفسي طوال تلك الفترة لهذا الهدف، حتى جاءت البداية الحقيقية والتي قدمت فيها أول ابتكاراتي، عام ،1998 حين فكرت في حل مشكلة الشيكات المرتجعة، كوني أعمل محامياً وأطلع على العديد من قضايا الشيكات المرتجعة التي باتت مشكلة تؤرق الكثيرين من المتعاملين في القطاع المصرفي، ففكرت في إيجاد حل لهذه المشكلة التي مازال يعاني منها القطاع المصرفي ممن لا يستخدمون نظام "الشيك الذكي«، فكانت فكرة الشيك الذكي من خلال ابتكار خلية تخزينية توضع على ورقة الشيك أو الصك تحتوي على بيانات الشيك . حيث يقوم البنك بإصدار مثل هذا الشيك للعميل، وعند تحريره الشيك يمكن للمستفيد منه تمريره على جهاز قارئ خاص (مثل جهاز الكرديت كارد) يقوم بقراءة بيانات الشيك المخزنة على الخلية التخزينية بحيث يتأكد المستفيد فوراً من وجود رصيد يغطي قيمة الشيك، فيتم حجز قيمة الشيك لمصلحة المستفيد، وبعدها يقدم المستفيد "صك الشيك"للبنك ليتم صرفه . هل تم تطبيق بعض من اختراعاتك واعتمادها عملياً، داخل الدولة أوخارجها؟ - نعم، تم تطبيق اختراع "المستند الذكي"على الشهادات الجامعية في جميع مؤسسات التعليم العالي والجامعات على مستوى الإمارات (45) جامعة، وفي وزارة الصحة، ووزارة السياحة في البحرين، ووزارة العدل في السعودية . والملحقية الثقافية العمانية وقريباً في الجامعة الأردنية، كما أنني أجريت تعديلات على الطابعات، بحيث تتم عمليات التخزين والتشفير وطباعة البيانات في خطوة واحدة . * لماذا يتجه بعض المخترعين العرب إلى الدول الأجنبية لتطبيق اختراعاتهم بالرغم من توافر التمويل في بلدانهم أحياناً؟ - المشكلة ليست في التمويل فحسب، ولكن المشكلة في المتلقي لهذه الاختراعات وغياب الوعي الثقافي مما تحققه هذه الاختراعات من التقدم الاجتماعي والثقافي وكذلك المالي لأن الاختراعات تعتبر أحد مصادر الدخل مثل أي عمل تجاري، ويجب معرفة هذه الحقيقة . وأعتقد أن السبب يكمن في عدم وجود مؤسسة رسمية تحتضن المخترعين وتحول افكارهم إلى واقع صناعي قائم ما الذي يميز اختراعاتك عن الاختراعات الاخرى، وفي رأيك ما أهم الاختراعات وأقربها إلى قلبك؟ - ليس هناك أي تميز، فكل اختراع له ميزته الخاصة سواء كان هذا الاختراع خاص بي أو لأي مخترع آخر، لأن أي اختراع له ضرورة وسبب وحاجة، وأحب أي من الاختراعات العملية التي تتميز بالجدية وسهولة التنفيذ ومواكبه العصر . هل تعتقد أن المخترع العربي في أزمة وما الذي ينقصه؟ - المخترع العربي فعلاً في أزمة، في غياب الجهات الداعمة لهذه الاختراعات، فالدعم والتشجيع ليس فقط بالتصفيق والاعتراف، بل بإظهار نتائجه على أرض الواقع، لأن أي نشاط له مقوماته الخاصة، مثلاً في مجال التجارة نجد الجهات الاقتصادية لمنح التراخيص لتجارة معينة، وفي مجال الصناعة توجد هيئات خاصة تنظم النشاط الصناعي وتوجد هناك بنوك تدعم الصناعة، بينما الاختراعات كأحد مصادر الدخل للفرد والدولة لا يوجد لها أية جهة أوهيئة تنظم هذا النشاط وتتولى الدعم والتنظيم، وفي اعتقادي أن الاستثمار في الأفكار أسرع توسعاً وأعلى مردودية من الاستثمار في الاموال غير المنقولة، فالمستثمر في العقارات مثلاً قد يتعرض إلى هبوط في مستوى الأرباح نتيجة تذبذب أسعار العقارات ناهيك عن عدم المقدرة على نقل عقاره باعتباره أموالاً غير منقولة أو عدم التوسع دولياً أو إقليمياً أو حتى عالمياً كما في استثمار الاخترعات التي تمكن المخترع من نقل نظام اختراعه إلى أي مكان في العالم . هل من صعوبات واجهتها في مسيرة اختراعاتك؟ - كان ذلك في البداية وذلك لمعرفة الخطوات ومعرفة المنهج وخريطة الطريق بشكل عام وهو فن الاختراعات وكل يوم نتعلم فيه الجديد، كما كانت هناك صعوبة أخرى تكمن في حداثة القوانين والأنظمة الخاصة بتسجيل براءات الاختراعات في قانون حماية الملكية الفكرية خصوصاً في التسعينات، إلا أنني كنت أتغلب على الصعوبات بالبحث والتدقيق والمتابعة والإرادة حتى وصلت إلى هدفي . كيف كان الدعم المقدم لك من الدولة كمخترع إماراتي؟ - دولة الإمارات من الدول السباقة لعضوية منظمة الملكية الفكرية منذ سنة ،1998 وهو الأمر الذي ساعدني كثيراً في حفظ براءات الاختراع الخاصة بي دوليا، ولولا هذه المشاركة لما تمكنت من ذلك والحمد لله تم تكريمي في وزارة الاقتصاد والصناعة من قبل وزير الصناعة سلطان بن سعيد المنصوري، وأتمنى مستقبلاً إنشاء مصنع قائم على براءة الاختراع يقدم منتجات تهم المستهلك داخل الدولة وخارجها وفي الوقت نفسه يمنع تقليد هذه المنتجات في دول العالم الأخرى من خلال حمايته بحقوق الملكية الفكرية، ويمكن لهذا المصنع الاستفادة من أفكار المخترعين الإماراتيين وإفادتهم بنشر أفكارهم وتطبيقها بشكل عملي من خلاله . ما طموحاتك للمستقبل؟ - ليس لطموحي حدود، فأنا أسخر أفكاري للاسترسال في حل المشكلات، ولا يخفى على أحد كم المشكلات التي يعج بها العالم وخصوصاً العربي، سأواصل بحثي في وضع حلول علمية تفيد العالم، حتى الوصول للعالمية من خلال تمثيلي دولة الإمارات لخدمة المجتمع الإنساني . ما أهم الاختراعات التي قدمتها حتى الآن؟ - اختراع بطاقة عبور ذكية ضمن نظام المواقف الذكية، والنظام الذكي لبث الفيديو، والمستند الذكي والشيك الذكي، والبطاقة الذكية لمستخدمي وسائل النقل العام.