استمرارًا لمسلسل الفساد بوزارة الكهرباء والطاقة، انفردت "البديل" بالحصول على مستندات من " الجمعية الوطنية لمحاربة الفساد بالكهرباء" خاصة بتعاقد الوزارة مع شركة "سمارت" للطيران لإجراء صيانة لأبراج الضغط العالي، مما كلفها إهدار الملايين من الدولارات دون عائد ملموس. تورط بالصفقة الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء الأسبق، وأحمد شفيق المرشح الرئاسى السابق الذي كان وزيرًا للطيران وقتها؛ لامتلاكه نسبة أسهم عالية من شركة "سمارت" ويعتبر أحد الأطراف الرئيسية في الصفقة، والمهندس فتح الله شلبى رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء، والمهندس حمدى محمد خليفة مدير إداري غرب البحيرة للكهرباء، وعدد من قيادات الوزارة الحاليين –مديري الصفقة حتى اللحظة . بدأت القصة بعد إجراء عامل الكهرباء صيانة لخطوط الأبراج الهوائية بتكلفة 8 جنيهات للبرج الواحد مع إنهاء العمل به فى أقل من ساعة، ولكن الشركة المصرية لنقل الكهرباء قررت استئجار طائرات مروحية من شركة "سمارت" للطيران المدني؛ لغسل عازلات أبراج الجهد العالى بمناطقها المختلفة، بمبالغ مالية تقدر بمئات الآلاف من الدولارات شهريا. ورغم تأكيد جميع تقارير اللجان الفنية بالوزارة فشل تلك التجربة معتبرة إياها إهدارا للملايين من الدولارات من المال العام، كُتب العقد بحضور: "يونس، شفيق، رئيس مجلس إدارة شركة "اسمارت"، وقيادات بالوزارة". وحسبما ورد بالمستندات، فإن فاتورة الصيانة لشهر ديسمبر الماضي تكلفت 162 ألفا و889 دولارًا أمريكيًا عن استحقاقات: "67 برج شد، 206 تعليق"، أما فاتورة نوفمبر 2011 فكانت 139 ألفا و440 دولارًا أمريكيًا، نظير إجراء "سمارت" التنظيف وغسل العازلات المعتاد. وبعد عدد من تجارب أعمال الصيانة باستخدام الطيران، وإرسال المهندس حمدى خليفة مدير إدارة غرب خطوط غرب البحيرة تقريرًا إلى رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء يقترح به الاستغناء عن العمل بالطيران فى صيانة الخطوط الهوائية؛ لتشكيله عبئًا كبيرًا وإهدارًا للمال العام وتكاليف يصعب أن تتحملها الوزارة. بجانب تحمل القطاع تكلفة سيارة تنك كبير سعة 40 طنا مجهزة بالمحابس والخراطيم وتوفير مياه مقطرة من محطة توليد النوبارية كل 5 أيام التزامًا بأعمال الصيانة، ولكن المهندس خليفة صرف فاتورة ب162883.00 دولار عن شهر ديسمبر 2011 دون ذكر سبب واضح؛ نظرًا لإجراء عمليات غسيل لأبراج كهرباء الجهد العالى ب 32 برجا شد عالٍ و113برج تعليق. ورغم ذلك تأتي جميع التقارير الفنية لمهندسي الأبراج بعد الصيانة: "متوسطة، سيئة، سيئة جدا"؛ لتقسيم الأبراج لثلاث مراحل: "عالية ومتوسطة وسفلية"، وعند إجراء الصيانة للبرج من الطائرة برش المياه على المرحلة السفلية، يؤدي انخفاض الطائرة للمرحلة الأخيرة إلى هبوب الرياح وعودة الأتربة مرة أخرى إلى البرج، لتضطر الشركة للعودة مرة أخرى للعامل المنظف للبرج. يشار إلى اعتبار مركز كهرباء طلخا للصيانة اليدوية لأبراج الكهرباء من أقوى مراكز الصيانة بالوطن العربى، ويأتى إليه المتدربون من جميع الأنحاء للتعلم به، ورغم ذلك استغني عنه بالصيانة عن طريق الطائرات.