يختلف الوضع بكل تأكيد مع الجنوب , الجنوب ليس كعمران أو صعدة أو بلدة أرحب , الجنوب كيان دولة , ومسألة أن يفكر زعيم الحوثيين باجتياحه فهو الجنون بعينه. لكن في كل الأحوال لنفترض أن الحوثي عزم على اجتياح الجنوب وبدأ تدشين ذلك في بلدتي مكيراس وجبل العر بيافع , فمع أول طلقة يطلقها مسلحو الجماعة على المقاومين الجنوبيين عندها ستتناقل وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بدء الحرب (الشمالية والجنوبية)- هكذا سيتم تصنيفها- على أساس أن اللي يقاتل مع الحوثي كلهم زيود شيعة , لكن بعد ذلك سيتم تحويله إلى صراع جهوي طائفي , سوف يتعلي أئمة المساجد المنابر للدعوة للجهاد دفاعاً عن الأرض والعرض والإنسان , (من قتل دون ماله وعرضه فهو شهيد) , وعقب ذلك لن يتم التمييز بين الشماليين الشيعة أو السنة , وستتحول إلى حرب بين المدنيين في مدن الجنوب والشماليين العاملين فيها , سيتقاتل الجنود الجنوبيين مع الشماليين في المعسكرات وسيتم نصب نقاط أمنية على مداخل ومخارج المدن , وستحصل تصفيات بالبطاقة الشخصية. ستقوم جماعة الإخوان وحزب المؤتمر بالاستعانة بالقاعدة وداعش للمحاربة إلى جانب الحوثيين لكي يحصلوا على نصيبهم من الغنيمة , وتقاسم الغنائم الجنوبية كما حصل في حرب صيف 1994م. سيتحول الجنوب إلى نار ودماء , وقد تستمر الحرب لأشهر أن لم تكن لسنوات , سيقوم الحوثي بحشد كل الشماليين بحجة كثيرة من بينها أن الجنوبيين قد قاموا بتصفية ذويهم , وأن الحرب هي دفاعا عن الوحدة ومنع الجنوب من الانفصال. سيعود الديلمي والزنداني للمشهد من جديد , وستذيع قناة المسيرة نص فتوى الديلمي القديمة. سيعتبر الجنوبيون الحرب حربهم الأخيرة , فهم في كل الأحوال لن يرضوا بأن يحكمهم شمالي , بعد أن أعلنوا رفضهم لذلك سلميا منذ حرب الاجتياح الأولى. سيكون شعارهم الحياة بكرامة أو موت بشرف. ستخرج النساء الجنوبيات لمد المقاتلين بالزاد والعتاد , كما فعلن في حرب صيف 1994م , لكن في كل الأحوال لن يخرج من الحرب اي منتصر غير أنها ستخلف انهارا من الدماء. نسأل الله أن يجنب البلد شرور الأشرار يا رب .