يشتد فى إفريقيا الصراع العرقي ويتزايد بطرد منقطع النظير وخاصة فى المناطق التي تتميز بمجموعة من الموارد الاقتصادية، هذه الصراعات يتم تأجيجها عبر بث نيران الفرقة والتعصب بين أعضاء الدولة الواحدة، فبرغم من أن تنوع القارة العرقى كان سببا فى قوتها إلا أنه غدى الآن أحد مشاكلها فما بين ما يحدث فى مالى من صراع بين من يحملون أصولا عربية، ومن يحملون أصولا إفريقية، وكذلك فى السودان وغيرها من بؤر لصراع تبقى إفريقيا فى خطر. أصول الفصائل المسلحة فى مالى أثارت أزمة شمال مالى انتباه العالم منذ نحو عامين بعد انتقال تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي إلى هذه المناطق المتنازع عليها بين الحكومة المالية وبين الانفصاليين الطوارق، لتحتل أزمة مالى الصدارة بعد أن تدخلت مجموعة من العناصر والجماعة المسلحه وهي: القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي: تنظيم جزائري انبثق عن الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية عام 2007، ويقوده الإسلامي المتشدد عبد المالك درودكال، يعتبر أقوى التنظيمات الإسلامية الجهادية التي نقلت عملياتها من الجزائر إلى شمال مالي وتحالفت مع فصائل أخرى من الطوارق. جماعة أنصار الدين: هذه الجماعة من الطوارق وتتسم بالتدين ذي الطابع المحلي وتضم الكثير من الطوارق المنحدرون من أصول عربية. تنفي جماعة أنصار الدين أي علاقة لها بالقاعدة لكنها لا تخفي أنها تستفيد من مساعدتها في صد هجمات الجيش المالي في مناطق الشمال. يقود هذا الفصيل إياد آغ غالي أو تسيطر على مناطق واسعة من إقليم كيدال شمال شرق مالي بعد فقدان الحركة الوطنية لتحرير أزواد كثيرا من نفوذها هناك. ويعتبر زعيم هذا التنظيم من بين أبرز الشخصيات التي شاركت في حوار موسع قادته الجزائر للوصول إلى حل سياسي في شمال مالي. الحركة الوطنية لتحرير أزواد: من بين أقدم الحركات المسلحة التي يقودها الطوارق للانفصال عن شمال مالي وتكوين دولة للشعب الأزوادي. هي حركة علمانية ذات طابع محلي لكنها لديها علاقات إقليمية وطيدة بالبلدان المجاورة خاصة في الجزائر وليبيا حيث استفادت بعد سقوط نظام معمر القذافي من تدفق السلاح والمقاتلين الطوارق الذين عملوا في صفوف الجيش الليبي السابق. حركة التوحيد والجهاد: تنظيم جهادي انشق عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ويضم بين صفوفه أغلبية من المقاتلين الجزائريين والموريتانيين والطوارق العرب. يعتبر من أكثر التنظيمات المقاتلة ذات الطابع السري وله امتدادات في دول الجوار حيث نفذ عدة عمليات في الجزائر وموريتانيا و يعتقد أنه ذو علاقة بتنظيم بوكو حرام الذي ينشط في نيجيريا وبوركينافاسو. وقد تمكن مقاتلو هذا الفصيل من السيطرة على مدينة غاو والتحصن فيها إلى غاية بدء العمليات الجوية الفرنسية. هذه الفصائل التي تنحدر من أصول عربية والتي ترى أنها الأحق بحكم المناطق ذات النفوذ هل تكون سببا فى عودة الاستعمار بطرق جديدة إلى القارة خاصة أن هذه الفصائل المتمردة يتم تمويلها من جهات مختلفه، ولها علاقات مع بعض الدول التي تريد بسط نفوذها على القارة. ليظل السؤال هل تحترق إفريقيا بنيران العرقية؟ أخبار مصر - البديل