تتواصل أعمال العنف في سورية مع احتدام المعارك بين القوات النظامية والمعارضين على أطراف العاصمة دمشق، في وقت جددت فيه روسيا دعمها الرئيس السوري بشار الأسد عبر تزويده بأنظمة دفاع جوي. وحسب مصادر حقوقية وناشطين، فإن معارك عنيفة تدور في بلدة تلعران في ريف حلب التي تحاول القوات النظامية تعزيز قواتها فيها لفك الحصار الذي يفرضه مسلحو المعارضة على معامل الدفاع في المنطقة. وأفادت المصادر إلى أن المعارك أوقعت قتلى من الجانبين. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات المعارضة أسقطت مروحية تابعة للجيش النظامي خلال المعارك الدائرة شمال سورية. وأظهر فيديو نشر على الانترنت مقاتلين أجانب قرب حطام المروحية: وفي حلب تعرضت قرية الذهبية في ريف المحافظة الجنوبي إلى غارات شنتها الطائرات الحربية، مما أسفر عن سقوط جرحى، بعضهم في حالة حرجة. كما تعرضت بلدة كفرنبل في ريف إدلب إلى قصف من قبل القوات النظامية أدى إلى مقتل 10 أشخاص وسقوط عدد كبير من الجرحى. فيما بلغ عدد قتلى قوات المعارضة في الاشتباكات الدائرة في محيط حاجز الحامدية قرب مدينة معرة النعمان ثمانية. كما أفاد المرصد السوري بأن القوات النظامية شنت غارات جوية على مناطق في ريف دمشق، حيث يحاول النظام منذ أكثر من شهرين السيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين يتخذونها قاعدة خلفية لهجماتهم تجاه العاصمة دمشق. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن 13 شخصا لقوا مصرعهم جراء القصف الذي طال حي جوبر في العاصمة دمشق. وتأتي هذه التطورات الميدانية غداة يوم دام قضى فيه 190 شخصا بينهم 31 مقاتلا معارضا و50 جنديا نظاميا في محافظة حلب جراء هجوم واسع شنته مجموعات المعارضة على مطار الجراح العسكري ومناطق أخرى شمال شرقي البلاد. دعم روسي وفي سياق آخر، جددت موسكو الأربعاء مواصلتها دعم النظام السوري بالسلاح، ولاسيما أنظمة دفاع جوي، حسبما أعلن مدير الوكالة الروسية العامة المكلفة تصدير الأسلحة اناتولي ايسايكين. ونفى المسؤول الروسي أن تكون بين الأسلحة صواريخ أرض أرض من طراز "اسكندر" المتطورة، والتي ترغب دمشق في اقتنائها. ونقلت وكالة انترفاكس عن ايسايكين قوله "نواصل الوفاء بالتزاماتنا وعقودنا لتسليم معدات عسكرية"، نافيا أيضا عزم موسكو على تزويد دمشق بمقاتلات ميغ 29-ام. وتواجه روسيا انتقادات من دول غربية وعربية لدعمها نظام الأسد عسكريا، فيما تشير تقارير الأممالمتحدة إلى أن النزاع المستمر منذ نحو عامين أودى حتى الآن بنحو 70 ألف قتيل. وتتحفظ الدول الداعمة للمعارضة السورية عن تزويدها بالسلاح النوعي، خوفا من وصوله إلى مجموعات إسلامية تقاتل إلى جانب المقاتلين المعارضين، وأبرزها جبهة النصرة الإسلامية التي أدرجتها واشنطن على لائحة المنظمات الإرهابية.