صنعاء 'القدس العربي' من خالد الحمادي: شن خطيب ساحة التغيير بصنعاء أمس فؤاد الحميري هجوما لاذعا على نظام الرئيس عبدربه منصور هادي، بسبب المحاباة في التعيينات للأقارب والموالين له، كما شن هجوما مماثلا على السفير الأمريكي بصنعاء غيرالد فايرستاين وطالبه بعدم التدخل في الشؤون اليمنية، في حين طالب إيران بالابتعاد عن القضية اليمنية والتوقف عن إرسال التمويل والأسلحة لليمن. وقال في خطبته التي اعتبرها تقييما للثورة الشعبية اليمنية في ذكراها الثانية التي صادفت الحادي عشر من الشهر الجاري 'ظهر فينا من لا يدرك ثابته من متغيره، فتراه يستمسك بالفرد يظنه من الثوابت، ويتخلى عن الوطن يظنه من المتغيرات...يقدّم المذهب على الدين والطائفة على الشعب، والحزب على الوطن، فإذا هبّت الأزمات وثارت المشكلات رأيت للقبيلة باكيا وللجماعة باكيا وللحزب باكيا وللفرد باكيا ويبقى اليمن لا بواكي له، حتى اندلعت الثورة الشبابية الشعبية السلمية في الحادي عشر من شباط (فبراير) 2011 لتعيد الحق إلى نصابه والعقل إلى صوابه واليمن إلى شبابه'. وانتقد بشدة السلوكيات السياسية التي ينتهجها نظام هادي والنظام السياسي القائم عموما بقادته وأحزابه وقواه السياسية وترتكب باسم الثورة فقال الحميري 'ليس من الثورة في شيء من يقول قبيلتي أولاً، ليس من الثورة في شيء من يقول جماعتي أولاً، ليس من الثورة في شيء من يقول طائفتي أولاً، ليس من الثورة في شيء من يقول حزبي أولاً، ليس من الثورة في شيء من يقول أسرتي أولاً، وليس من الثورة في شيء من يقول أنا أولاً'. وفهم العديد من السياسيين هذا الخطاب بأنه إشارة واضحة إلى سلوكيات نظام هادي وبعض الجماعات السياسية والمجموعات المسلحة التي أربكت المشهد السياسي بعد الثورة وأدخلته منعطفا خطيرا وأعادت إنتاج مراكز قوى النظام السياسي السابق وأدواته السياسية بعد أن طفح الكيل في الانتقادات ضد نظام هادي بالمحاباة والاعتماد على الأقارب والمقربين بدلا من الاعتماد على الكفاءات الوطنية بغض النظر عن المناطق التي ينتمون لها. وأضاف الخطيب الحميري 'إن الثورة طريقنا إلى التغيير والتغيير وادٍ مقدس لا ندخله إلا بخلع ما تدنّس.. فلنخلع ما تدنّس من نوايانا وما تدنس من أفكارنا وما تدنس من أقوالنا وما تدنس من سلوكياتنا وما تدنس من علاقاتنا ونكون بذلك قد أتممنا خلع الفرد بخلع النظام'. ودعا إلى الوحدة الوطنية والترفّع عن الدعوات الطائفية والمناطقية وقال 'ان اليمن لن ينهض حتى نكون كلنا يمنيين والوطن لن يتعافى حتى نصبح جميعنا وطنيين وهذا عصرٌ تداخلت علاقاته وتعقّدت مشكلاته ولا يمكن منافسة كباره بتصاغرنا وعمالقته بتقزمنا وتكتلاته بتفرقنا وحين يصبح العالم قرية صغيرة يكون من الجهل أن نحوّل قريتنا الصغيرة عالما، كما يكون من السطحية أن نجعل من همومِنا اليسيرة شُغُلا ومن مشاريعِنا الصغيرةِ دُوَلا'. وأكد أنه لا طريق إلى واجب الحل للمشاكل اليمنية إلا الحوار والحوار وحده، بعد تهيئة الظروف وتمهيد الأجواء لإنجاحه 'وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب'. وطالب أطراف الحوار الوطني بأن 'يجعلوا اليمن في قلوبكم لا في أيدكم وإذا ولجتم دائرةَ الحوار فاتركوا انتماءاتِكم الضيقةَ خارجها، فلن يربح أحدٌ إذا خسر الوطن ولن ينجو أحد إذا غرقت السفينة'. وطالب فؤاد الحميري، وهو من أبرز خطباء الثورة الشبابية اليمنية ومن أكثرهم جرأة في الطرح وبلاغة في اللسان، مؤتمر الحوار الوطني الشامل المزمع تدشينه في 18 الشهر المقبل بإنجاز مصفوفة متكاملة من استتباب الأمن والاستقرار السياسي والعدل وفرض دولة النظام والقانون والذي أرجع الأسباب إلى أن المواطن اليمني 'ظل طيلة العهد البائد يخاف العسكري على حريته، والشيخ على أرضيته والمسؤول على ثروته ويخاف من ذلك كله على وطنه ووحدته'. ووجه خطابا مباشرا إلى الرئيس هادي بقوله 'نهنئك بذكرى اندلاع ثورة شباط (فبراير) المباركة التي جاءت بك إلى سدة الحكم, ومكّنتك من مقاليد الأمور ونشكرك على كلمتك التي أهديتها من القلب إلى ابنائك الشباب... لكننا أيها الأخ الرئيس لم نجد في الكلمة الرائعة الطويلة ما كنا وما زلنا نطالب به وهو اعتبار يوم الحادي عشر من شباط (فبراير) من كل عام يوما وطنيا..وهو أقل ما يُقدم وفاءً لتضحيات الشهداء والجرحى والمعاقين والمعتقلين'. وطالب الحميري الرئيس هادي بعدم الصمت إزاء التدخلات الخارجية في اليمن وبالذات من قبل طهرانوواشنطن فقال في خطبته هناك 'دولٌ تصّدر إلينا الموت، وسفراء يرفعون علينا الصوت، ومسلحون يتوعدوننا بالفوت وأنت تهمهم ولا تَنطق وتُشير ولا تُعلّق، فهل رضيتَ بالقضاء، أم أن السكوت علامةُ الرضا'. وفي هذا الصدد وجه رسالة إلى الحكومة الأمريكية فقال 'لقد انتخبنا يوم الحادي والعشرين من شباط (فبراير) من العام الماضي رئيسا جديدا لليمن اسمه عبدربه منصور هادي ولم ننتخب رئيسا اسمه جيرالد فايرستاين (سفير واشنطنبصنعاء) وشراكتنا لا تعطيكم الحق في أن تتدخلوا في شؤوننا أو تتحدثوا باسمنا وليس اسوأ من صواريخ طائراتكم, إلا تصريحات سفيركم. وأذكّركم أننا في عصر الشعوب فغيّروا سياساتكم الاستفزازية تجاهنا إن كنتم حريصين على شراكة حقيقية وكل قول أو فعل يمس سيادتنا فلنْ يكون مرحباً به'. وقال لطهران 'يا أشقاءنا في إيران أولا يكفينا مواجهة النيران الصديقة، حتى تغدر بنا نيرانكم الشقيقة.. يا اشقاءنا في إيران إن جئتم اليمن لحرب أمريكا، فأمريكا على حدودكم في العراق وأفغانستان'. وأضاف 'يا أشقاءنا في إيران إن استغلالكم لمرحلتنا الانتقالية في إضعافنا لهو انتهازية لا تليق بدولة تُسمي نفسها إسلامية ولكننا نحن اليمنيين بكل مكوناتنا حتى المتعاطفة منها معكم نعدكم بإذن الله أنكم لن تستنسخوا منا سوريا ولن نكون لكم عراقا'.