انور سلطان اصدر مجلس الامن الجمعة ( 15 فبراير 2013 م) بيانا فى مسألة " الحوار اليمنى " ، وما يهمنا فيه هو الاشارة الى السيد على سالم البيض كمعرقل للحوار الوطنى ، وايضا تجديده إلتزامه بوحدة وسيادة و إستقلال وسلامة الأراضي اليمنية . كيف يعرقل البيض ؟ لا احد يفهم . اتهام البيض بتهمة غير متصورة اصلا هو من لمنع السيد على سالم البيض من الوقوف مع شعبه وتبنى قضيته ، لا اقل ولا اكثر . على ثقة تامة ان مجلس الامن والامم المتحدة لن تستطيع فعل شئ تجاه شعب يناضل من اجل حقوقه واستقلاله . وليس المهم فى بيان مجلس الامن ذكر على سالم البيض ، بل وحدة اليمن ..وهذه عبارة تنبع قيمتها ليس من تاكيد مجلس الامن ، بل من ارادة الشعب والاجماع الشعبى عليها ، وطالما ان اراد الشعب الجنوبى واجماعه على استقلاله فلا قيمة لها . ولن يستطيع مجلس الامن اتخاذ قرار ضد شعب ، لا يملك هذا ، فهو شعوب ، والشعوب لا تحكم على الشعوب ولا تصدر قرارات ضدها . هذا امر بديهى جدا . ان مجلس الامن بفعلته هذه يريد ثنى من يحمل القضية الجنوبية من الاشخاص عن التنازل عن قضية شعبهم ، وهو امر عقيم ، لان القضية يحملها شعب وما الاشخاص الا معبرون عنها ، وان غاب شخص سيأتى غيره . اننا لا ندرى من يعيش ومن يموت من الاشخاص ، فهل لو مات فلان سوف تنتهى القضية ؟ فكيف ستنتهى باتخاذ اجراءات ضد اشخاص ، ناهيك عن اتهام او تحذير . وهناك ايضا من يَثبُت ومن ينكص ولا يَثبُت . والنكوص لهو امر اشد ، ولكن هذا لن يسقط القضية . فالشعوب التواقة للحرية هى التى تظل ثابتة على الهدف مهما كانت التحديات لانها تتحرك بدافع داخلى لايمكنها هى نفسها ان تقاومه ؛ دافع القهر والظلم والاستباحة . وما السيد على سالم البيض الا فرد لن يؤثر ما يلقاه فى القضية الجنوبية ، بل سيزيدها قوة ، ناهيك أن يغير ذلك من تمسك الشعب بقضيته والدفاع عنها . هذا نوع من الضغط تمارسه دول لها مصالح مع نظام الاحتلال (مجلس الامن فى جانب من اعماله اصبح عبارة عن طاولة مساومات وتسوية مصالح ) ، ضغط لعله يجدى نفعا ، او يقلل من قوة الثورة الجنوبية ، ولن يجدى نفعا ، بل سيزيدها قوة وعنفوانا . ان التحديات التى تمر بها اى قضية عادلة كلما عظمت وتجاوزها الشعب بنجاح ( ولا شك سوف يتجاوزها ، فلن يستطيعوا حشر الجنوبيين فى الحوار ) انما تقربه خطوات كبيره الى هدفه اكثر من غيرها من التحديات . انها مثل الموجة كلما كبرت دفعت راكبها بقوة الى الشاطئ . منتظرون فشل جر الشعب الجنوبى للحوار . سنجلس فى وطنا ولن نذهب ، فماذا هم فاعلون ؟ هل ستنتهى القضية ؟ اطلاقا لا ، بل ستقوى وتثبت وجودها بشكل اكبر . وهذه الدولة المحتلة المتهالكة التى تحاول دول المصالح انعاشها ستقضى عليها القضية الجنوبية ان لم يتداركوها ويسلموا بالقضية الجنوبية كما هى بدون لف او دوران . اذا كان فشل الحوار هو فشل احتواء الجنوبيين واخضاعهم ، فابشروا ، ان حواركم لفاشل . سيطرحون حق تقرير المصير ، ليدخلونا في متاهات البوليساريو ( كما اشار احمد الحسنى قبل فترة فى حديثة عن خطورة بعض المصطلحات ) . ليست القضية حق تقرير المصير ونقطة على السطر ، بل حق تقرير المصير الذى يعنى الاستقلال . اقصى ما يمكن تقديمه من تنازل فى رأيي ، ويمكن تصوره ، هو القبول بالاستفتاء اختصارا للوقت وقطع كل لسان ، بشرط انسحاب القوات اليمنيةالمحتلة من الجنوب العربى (اليمن الديمقراطية رسميا حتى الان ) وحضور قوات اممية محايدة واجراء استفتاء بإشراف دولى . وكما يريد الشعب سوف يكون الحل بإذن الله . 16 فبراير 2013 م .