GMT 0:00 2013 الأحد 17 فبراير GMT 0:53 2013 الأحد 17 فبراير :آخر تحديث مواضيع ذات صلة يوسف الكويليت ولادة عناصر الإرهاب كلّ حسب توجهه الديني، والعنصري والفئوي، هل جاءت نتيجة قهر دولي عندما صارت دول العالم الثالث ساحة مفتوحة لأطماع القوى الكبرى، وتحويل سلطات تلك الشعوب إلى أدوات تنفيذٍ لمطالبها وأهدافها، أم هي نتيجة لذلك الفعل، عندما استشرى الفساد وتقليص الحريات وتفشي الفقر وفتح السجون، أم هي تحوّل في الصراعات المحلية والدولية وانتقالها من الأيدلوجيات الشمولية، إلى المنظمات والأحزاب السرية التي تفسر رؤيتها على فرضيات المؤمن والكافر، الطاهر والنجس، وتقسيم الشعوب إلى عرقيات دنيا غير قابلة للتطور، وأخرى ولدت بجينات متطورة عن غيرها؟! في أمريكا برزت منظمة «كوكس كلان» العنصرية لمحاربة السود، وأثناء الحرب الباردة شهد العالم ولادة منظمات يسارية انتهجت أسلوب الخطف والتفجير والاغتيالات مثل الأولوية الحمراء في إيطاليا، والجيش الأحمر في اليابان، و«بادر ماينهوف» في ألمانيا.. وهذه المنظمات ولدت في العالم المتطور، وكان معظمها يلبس ثوب التحرر من الامبريالية وتعزيز نضال الشعوب الواقعة تحت هيمنة الغرب، ثم بدأت منظمات إرهابية إسلامية أخذت دور اللاعب بمحركات دول ومنظمات وممولين يرعون الإرهاب، لكنها ليست وحدها في الميدان فقد صار الإعلان عن التمرد، ورفض المسلّمات القائمة، لا يحتاج إلى فكر معارض سوداويّ النزعة، لأن تباين الطبقات، وتزايد الأغنياء أمام مضاعفات الفقراء أعطيا مبرر بروز ظاهرة الإرهاب كلّ بحسب فكره ومنطلقاته، وموقعه على الكرة الأرضية. المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب المنعقد في الرياض وسط حشد من المسؤولين والخبراء، ورجال الأمن، لا يتعامل مع حالة محددة، بل مع جميع الظواهر التي تحيط بالعالم حيث لم تعد دولة سواء أكانت متقدمة أم متخلفة بعيدةً عن حالات الاختراق للإرهابين، وأن المعالجة الإقليمية أو تعاون بضع دول تشترك بالمخاوف والمشكلات، لم يمنع تلك العناصر من تخطي الحدود لدول أخرى، وبات العمل الدولي في المكافحة أمراً تفرضه الأحداث المتكررة، لكن طابع الاتهام الذي ساد بعد أحداث 11 سبتمبر، بمحاولة تحميل المسلم ودينه مسؤولية الإرهاب الجديد، أثبت أنه ضد مسار الدول الإسلامية ذاتها، فاستهدفت أكثر من دولة، وكانت المملكة على قوائم الهدف الأساسي للقاعدة، لكن تعامل الأجهزة الأمنية بتحليل منابع الإرهاب وطبيعة تنظيماته ومصادر دعمه، ومراكزه الفكرية التي عملت على غسل أدمغة القصّر، استطاعت المملكة اختراق حواجز الإرهاب وبنائه التنظيمي السري، فصارت واحدة من أهم الدول التي حجّمت منابع ومنافذ تلك التنظيمات.. الوعي بالقضية أجبر دول العالم ومنظماته لأنْ تستشعر مسؤولياتها تجاه هذه الحالة التي يترتب عليها تحصين الأمن العالمي.. والمؤتمر القائم جاء بعد سلسلة من اللقاءات والمؤتمرات والتنسيق الأمني، سواء بين الدول، أو المجاميع الأكبر، وهي نتيجة طبيعية إذا أدركنا أن الإرهاب مبدأ يعاكس التعايش السلمي والأمن الوطني والعالمي، وبالتالي فإن المضامين والخطط التي ستخرج من هذه المؤتمرات لابد وأن تلتقي على أهداف موحدة لصالح البشرية كلها..