ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن شخصيات المعارضة السورية المجتمعين في الدوحة اقتربوا من التوصل إلى اتفاق بشأن هيكل سياسي موحد وأنهم يستكملون مشاوراتهم اليوم الجمعة. ويستمر هذا الاجتماع، الذي دعت إليه قطر ودعمته قوى غربية، وسط أنباء عن انسحاب أعضاء من المجلس الوطني وانتقادات سورية عشائرية وأهلية حول بروز تيارات إسلامية بعينها مدعومة من الخارج، ويعتقدون أنها مفروضة عليهم دون أن يكون لها ثقل حقيقي على الأرض. من جهته قال الحقوقي والمعارض السوري هيثم المالح لوكالة فرانس بريس: "إن شاء الله نصل إلى اتفاق اليوم الجمعة بعد أن يستكمل المجلس الوطني السوري انتخاب قيادته الجديدة". وانتخب المجلس الوطني السوري يوم الأربعاء الماضي أمانته العامة، وعددها 41 عضوًا، ولكنه لا يزال يتعين عليه انتخاب مكتبه السياسي ورئيسه. قال أحمد رمضان قيادي في المجلس الوطني السوري أن: "المجلس سيناقش المبادرة الجمعة وسيتخذ القرار المناسب". ونقل موقع "عرب أون لاين" عن المعارض السوري وائل الحافظ هجومه على المجلس الوطني الحالي لفشله في الحصول على اعتراف رسمي على الصعيدين العربي والدولي، وكشف عن مشاورات تجريها تيارات سياسية وعسكرية معارضة لتشكيل مجلس بديل داخل سوريا. وأعلنت يارا نصير عضو في المجلس الوطني انسحابها منه، وقالت على صفحتها الشخصية على الفيس بوك إن المجلس لم يعد يمثل آمال السوريين في السعي إلى التغيير وإلى إحقاق دولة المواطنة والديمقراطية. وكانت هيلاري كلينتون قد أعلنت دعمها لمعارضة الداخل في وقت سابق بقولها: "يجب أن يكون هناك تمثيل لمن يقفون في خطوط المواجهة يقاتلون ويموتون اليوم في سبيل حريتهم". واعتبرت المجلس الوطني السوري هيئة غير فعالة. وقد ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية المحافظة أن المجتمعين في الدوحة انتقدوا تصريحات هيلاري كلينتون بشكل واسع. وكانت قطر والجامعة العربية وجهتا دعوات لمختلف فصائل المعارضة السورية للمشاركة في اجتماع موسع أمس الخميس يهدف إلى توسيع المعارضة والبحث في مبادرة مدعومة من واشنطن لإنشاء قيادة سياسية جديدة وموحدة للمعارضة. تنص هذه المبادرة التي يقودها رياض سيف على إنشاء قيادة موحدة تحت اسم "هيئة المبادرة الوطنية السورية" تنبثق عنها حكومة في المنفى مرتبطة بالقوات المحاربة على الأرض. إلا أن المجلس الوطني السوري كشف الأربعاء الماضي عن مبادرة خاصة به لتوحيد المعارضة من خلال إقامة "مؤتمر وطني" في "الأراضي المحررة" يضم 300 عضو يمثلون المجلس الوطني والتنسيقيات المحلية والجيش الوطني الحر والشخصيات المنشقة. ولا يخفي المجتمع الدولي قلقه من رؤية المعارضة السورية منقسمة في الوقت الذي تحولت فيه الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد إلى حرب أهلية بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن أيمن عبد النور، الذي كان مقربًا من بشار الأسد في السابق وتحول إلى المعارضة قوله: "نحن بحاجة إلى إيجاد حل لذلك حتى تستطيع المعارضة السورية أن تتعامل مع المجتمع الدولي من خلال هيئة واحدة التنفيذية، بدلاً من أن يكون لكل شخص رأيه وأجندته الخاصة به وحلفاؤه". وقال مسؤول غربي حضر اجتماع الدوحة لصحيفة "وول ستريت جورنال" إن: "الفكرة خلق هيئة تكنوقراط لديهم وظائف رئيسة، وقيادة سياسية تتمتع بصلات قوية مع القوات المحاربة على الأرض". ونقل موقع عرب "أون لاين" عن مصادر حددتها بمعارضين من الداخل ومنشقين عن الجيش النظامي، اتهموا قطر بأنها تعمل على تفتيت سوريا وتحويلها إلى أفغانستان من خلال تمويلها مجموعات متشددة قادمة من وراء الحدود ولا تؤمن بغير القتل والهدم، ولا تفرق بين عناصر النظام والمواطنين. ونقل الموقع عن معارضين وشخصيات عشائرية وأهلية تساؤلهم عن إصرار قطر على فرض الإخوان طرفًا رئيسيًّا في المجلس رغم أن حضورهم بالداخل ليس قويًّا، وأكدوا على أنهم يريدون "دولة مدنية لا دولة ديمقراطية يصل بواسطتها إلى سدة الحكم من يكمم الأفواه ويخنق الأنفاس". وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الهدف من اجتماعات الدوحة هو إنشاء "هيئة تنفيذية"، يشمل أعضاء داخل سوريا وخارجها، والتي يمكن أن توجه المساعدات إلى الحكومات المحلية الناشئة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وتعزيز سيطرتهم على الأراضي التي تم انتزاعها من الحكومة. وتشكل قضية التمويل المالي للفصائل السورية مصدر قلق دولي وداخل سوريا، فبينما نقل موقع "عرب أون لاين" تخوف معارضين من الداخل حول الدعم القطري لجماعات الإخوان والإسلام السياسي والمتشدد، والعناصر الغريبة والأجنبية القادمة من الخارج والمدفوعة من دول بعينها، أشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى "قلق أمريكي" أيضًا حول مصادر التمويل المتعددة خاصة من قطر والسعودية ورجال دين محافظين ومتشددين في المنطقة. وقال اللواء محمد الحاج علي أن مصادر التمويل المتعددة تخلق على الأرض جماعات لا حصر لها على الأرض وأكد في تصريح لوول ستريت جورنال على وجوب توحيد مصدر للتمويل. وكالات