جهاد هديب (دبي)- يجمع أربعة فنانين فوتوغرافيين في معرض «العودة إلى الكلاسيك» الذي افتتح مساء أمس الأول في دبي، موضوعات تنوعت بين العمارة التقليدية المحلية والضوء والظلّ والمقاربة بين التشكيل والتصوير والتفاصيل التي تتقنها المرأة في البيت، وذلك من خلال واحد وعشرين عملا فوتوغرافيا. والمشاركون في المعرض الذي يقام في دار ابن الهيثم للفنون البصرية في حي الفهيدي التاريخي بدبي، بالتعاون مع شركة فوجي فيلم ويستمر أربعة أيام: جاسم ربيع العوضي وسعيد الشامسي ونادرة بدري وسمير بشارة. والمعرض هو نتاج اختبار المصورين الأربعة لإمكانيات أكثر من طراز لكاميرا فوجي وبهدف معرفة طاقتها التعبيرية، سواء على مستوى المزايا الخاصة أو على مستوى معالجة النتائج بعيدا عن الكاميرا. وقد اختار سعيد الشامسي العمارة التقليدية المحلية، وتحديدا في حيّ الفهيدي، وأخذ الصور في أكثر من توقيت ومن أكثر من زاوية، غير أنها في الوقت نفسه ليست صورا مصمتة أو ميّتة بل حيّة بسبب الكائن البشري الذي يتفاعل مع المكان خصوصا في تلك الأعمال التي التقط فيها سعيد الشامسي الواجهات المعمارية المطلّة على البحر. في هذه التعبيرية، تتجاور دبي التقليدية، بل الطرازية، مع دبي الأخرى بكامل حداثتها، الأمر الذي يجعل المكان في الصورة أقرب إلى قلب الناظر إلى هذه الأعمال، خاصة أنها مليئة بتفاصيل البيئة المحيطة. أما لعبة الضوء والظلّ فتتجسد في أعمال سمير بشارة، الذي اختار امرأة شابة وجعل منها موديلا، كما لو أنه كان يختبر إمكانيات الكاميرا في التغزل بجمال المرأة وإبراز مزاياه الخاصة، بفضل ذلك الاشتغال على حساسية العلاقة بين الضوء والظل وعلاقتهما بلون البشرة وتفاصيل الوجه. بذلك، فالأعمال وهي تنتمي إلى البورتريه كلها، تقدم موقفا فرديا من الجماليات ومن السعي إلى بلوغ كسر الحاجز بين التقنية وتعبيرية الصورة. أما الفنان والمصور الفوتوغرافي جاسم ربيع العوضي فيستمر في أعماله على كسر الفجوة التي تكسر التصوير التشكيلي والتصوير الضوئي، ليقدم للناظر إلى أعماله نماذج من بحثه في الموضوع الواقعي، لكنه يحول الصورة إلى لوحة حقيقية باستخدام أسلوبية خاصة في التصوير الضوئي وطرائق في المعالجة وعبر اختيار التفاصيل الدقيقة للموضوع الذي يقدمه في هذا المعرض وهو إماراتي محلي بامتياز. وفي واحدة من الصور يقدم العوضي مشهدا طبيعيا من بعيد، فيثير لدى الناظر إلى هذا العمل شيئا ما من الحزن ربما، ويحدث ذلك لأن المشهد جبلي وفي أعلاه بقايا حصن صغير تهدمت جدرانه وصارت ردما وفي أعلى الحصن ثمة راية الإمارات، أيضا المكان مسيّج ويشير المشهد إلى أنه قد جرى التقاطه قرب المغيب ومن حوله ليست الصحراء بل آثارها من أشجار قصيرة وجافّة. وأخيرا إلى أعمال نادرة بدري، التي من الواضح أن مشاغلها في هذه الصور كانت تفاصيل التقاط ما حولها ليس في البيئة المحيطة إنما في مجال البيت وتحديدا تلك الأشياء التي هي مما تتقنه المرأة، كرات من الخيوط وأخرى من الصوف، وذلك المقص الذي يلتقط به الخبز وباقة من الورد، كلها جميعا على خلفية بيضاء، كأنما كان مسعى بدري هنا هو اختبار مقدرة الكاميرا على معالجة اللون في حالة وجود تناقض بين الأبيض والألوان الأخرى، وكذلك عندما يتم إلغاء هذا التناقض. يشار إلى أن المعرض يُقام لأربعة أيام متتالية ويشهد ورشة عمل على أكثر من طراز من كاميرا فوجي لأعضاء دار ابن الهيثم للفنون البصرية.