المصدر: بروكينجس استعراض: بروس ريديل الترجمة: سبأ الأغبري ألف الروائي الأميركي جريجوري جونسون كتابا حول تنظيم القاعدة في اليمن (2012م)، يعد الأفضل من نوعه، وأفضل كتاب عن اليمن خلال السنوات الماضية. وفقا لهذا الكتاب فإن أوباما سوف يواجه تهديداً متزايداً من قبل تنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية، جراء ضعف الدولة المتنامي في اليمن. والرد يجب أن يكون سريعا ودقيقا لأن هدف القاعدة الحقيقي هو أن تجر أمريكا إلى حرب دموية أخرى في العالم العربي. وفي هذا الوقت تأمل القاعدة أن تمتد إلى الصحاري الغنية بالنفط في المملكة العربية السعودية. «اليمن الملاذ الأخير.. الحرب بين القاعدة وأمريكا في جزيرة العرب».. وهذا الكتاب هو عبارة عن سرد قصصي مفصل عن تطور القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وقد حظي الكتاب باهتمام عدد كبير من القراء. وجونسون هو روائي قصصي جيد، والقصة في هذا الكتاب كانت مبهرة، حيث توضح بأن القاعدة عبارة عن جماعات دمرت فعليا قبل العام 2004م بواسطة هجمات طائرات بدون طيار، العمليات الفعالة المضادة للإرهاب، ومن ثم استعادت تلك الجماعات نشاطها بمساعدة غضب العالم العربي على الغزو الأميركي للعراق، وفي عام 2009 برزت من جديد بقيادة جديدة مكونة من سعوديين ويمنيين، الكثيرين منهم كانوا في سجن خليج غوانتانامو، ومن بينهم سعيد الشهري، الذي قضى خمس سنوات في سجن كوبان الأميركي قبل أن يطلق سراحه إلى المملكة العربية السعودية عام 2007، ثم فر من هناك إلى اليمن، وادعى بأنه قتل الشهر الماضي بواسطة طائرة بدون طيار ولكنه عاود الظهور في رسالة هدد فيها بأنه سيقوم بالمزيد من الهجمات ضد أميركا. ومنذ عام 2009 حاول تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الهجوم على الأراضي الأمريكية 3 مرات على الأقل. وفي يوم عيد الميلاد 2009 نجحت الهجمة تقريباً. وقال مؤلف الكتاب: «وقد عملت كخبير وشهدت محاكمة الإرهابي الانتحاري الذي نجح في اختراق الأمن الأمريكي وأن يفجر قنبلة في الخطوط الجوية على حدود ديترويت في ذلك اليوم. وكان الرئيس أوباما على حق تماماً حينما قال بعد أن تم اكتشاف الحقيقة :"بالكاد تفادينا القنبلة." لأن القنبلة لم تنفجر كلياً». وكشف جونسون بأن صانع القنبلة الذي ينتمي للقاعدة وهو سعودي ويدعى إبراهيم أسيري قد صنع الآن قنبلة مزودة بفتيلي تفجير، لذا لا يمكن أن تفشل المحاولة مرة أخرى. قامت الثورة في اليمن عام 2011 وتركت البلاد ممزقة تماماً ما أدى إلى نمو القاعدة. فاليمن مكان قاس وصعب, وتعتبر حضرموت التي تعني حضر الموت ويقال أنها تحوي بوابة إلى جهنم في أحد أوديتها بمنطقة أكثر عزلة حيث جاءت منها عائلة أسامة بن لادن وتقريباً قتل الشهري هناك. واليوم نفذ ما لدى اليمن من مياه ونفط, وأكثر من نصف السكان تحت سن الثامنة عشر ينامون جياعاً والحكومة الوطنية بالكاد تسيطر على أجزاء من العاصمة. لأكثر من عقد من الزمان وأمريكا تحاول أن تكافح القاعدة في اليمن دون أن تحاول أن تتعمق في سياستها الداخلية المختلة وظيفياً. وكتاب جونسون يعطي معلومات دقيقة عن الحرب الأمريكية ومفاتيح لاعبيها. فقد صور السفراء الأمريكيين بوضوح وأسيادهم من خلفهم يصدرون الأوامر من واشنطن, لذا نشبت التوترات بينهم حول كيفية التعامل مع القاعدة في شبة الجزيرة العربية والسياسات المعقدة في اليمن. حليف أمريكا في حربها في اليمن هي السعودية. وبن لادن وتابعية من أفراد القاعدة يركزون دائماً على المملكة. وقد فصل جونسون في كتابة كيف أن السعوديين تورطوا في الحرب داخل اليمن، وكيف أن مركز المخابرات أحبط مؤامرتين للقاعدة ضد أمريكا التي يقوم دفاعها الجوي الآن بهجمات ضد القاعدة داخل البلاد. وقدمت القاعدة الفيديو الذي أنتجته عن مؤامرة عيد الميلاد "بالمصيدة الأخيرة." وما يعنيه العنوان أن القاعدة تتمنى أن تجر أمريكا أكثر إلى اليمن, تريد عراقا آخر وأفغانستان أخرى. فالهجمة التي أودت بحياة المئات في أمريكا سوف تدفع أمريكا لأن تخوض التحدي من أجل إعادة إعمار اليمن بأيدينا وهو مصيدة أخرى ستدمي الجنود الأميركيين واقتصادنا ومعنوياتنا. الرئيس أوباما تجنب المصيدة بحكمة في السنوات الأربع الأخيرة. ولكن تهديد اليمن لايزال مستمراً والانهيار البطيء في اليمن يقدم أملا صغيرا. فواشنطن لديها تحد طويل الأجل في بلاد العرب. وقد كتب جونسون دليلاً ممتازاً للغز مرعب نواجهه.