- محمد صلاح يلعب المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان دورا بارزا في تطوير الخدمات العلاجية المقدمة للمرضى، إضافة إلى الجهود البحثية التي يبذلها بهدف تطوير الخدمات المبنية على الأدلة والبراهين. ويسعى المركز إلى تطوير خدماته بشكل مستمر وذلك في إطار الاستراتيجية الوطنية لمكافحة السرطان، وفي هذا السياق كشف الدكتور كاكل إبراهيم رسول استشاري أول أمراض الدم والأورام بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان أن المركز يعكف حاليا على إتمام مشروع إدخال جراحات زراعة نخاع العظام، مبينا أن التقنية الجديدة ستوفر فرصة العلاج لمرضى سرطان الدم. وأوضح ل الشرق أن قسم أمراض الدم يوفر حاليا زمالة الأورام وزمالة الدم اللتين تضمان 4 أطباء حاليا يدرسون في البرنامج، مشيرا الى استقبال طلبات الالتحاق بالزمالة سنويا لاختيار 4 أطباء. وبين أن أمراض الدم والأورام الأكثر شيوعا في قطر تتضمن سرطان الثدي وأورام الدم وسرطان القولون والمستقيم وسرطان الرئة وسرطان البروستاتا، مبينا أن سرطان الدم "اللوكيميا" يصيب الأشخاص صغار السن في قطر. ولفت خلال حديثه ل(الشرق) إلى أن نسبة الإصابة بسرطان القولون لدى من هم أقل من 40 عاما في قطر وصلت طبقا لإحدى الدراسات إلى 15 — 20 % بينما النسبة العالمية تتراوح ما بين 10 — 15 %، موضحا أن أسباب الإصابة بأغلب أمراض السرطان لا تزال مجهولة على الرغم من التطور الكبير في الخدمات العلاجية المتوافرة حاليا. الجهود البحثية وحول الجهود البحثية التي تبذل حاليا أوضح الدكتور كاكل رسول ل(الشرق) أن الأبحاث التي يتم تنفيذها في الأغلب تركز على الجانب الإحصائي وإجراء المقارنة بين نسبة الإصابة بين قطر وباقي دول العالم، مشيرا إلى أن نسب الإصابة يتم احتسابها بين 100 ألف شخص. وأضاف "ومن ثم فنسبة الإصابة بسرطان الثدي في قطر طبقا لتلك الدراسات فانها من 15 — 20 إصابة بينما في الدول الغربية يصل هذا العدد إلى 40 — 50 حالة، أما في حالة سرطان القولون يصل عدد الإصابات هنا إلى 10 حالات لكل 100 ألف شخص". وأشار إلى أن زيادة عدد الإصابات بسرطان الكبد في السنوات الأخيرة، مرجعا ذلك إلى زيادة عدد المقيمين، ومبينا أن هذا النوع من أمراض السرطان ينجم عن الإصابة بالتهابات الكبد الفيروسية المختلفة. وحول أبرز العلاجات المتوافرة لأمراض السرطان في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان بين الدكتور كاكل رسول أن المركز يوفر جميع العلاجات المتوافرة على المستوى العالمي، مشيرا إلى أن العلاجات على ثلاثة أشكال هي: العلاج الجراحي، والعلاج الكيماوي وأخيرا العلاج الإشعاعي. العلاج الكيماوي وفي ما يتعلق بالآثار الجانبية الناجمة عن العلاج الكيماوي ذكر الدكتور كاكل رسول أن العلاج الكيماوي في الماضي كانت له آثار جانبية كثيرة وخطيرة على المرضى، مشيرا إلى أن تطوير العلاج وظهور العلاج الكيماوي الهادي الذي يستهدف خلايا الورم فقط دون التأثير على الأنسجة والخلايا المحيطة قضى بشكل كبير على غالبية هذه الآثار. وأكد أن الكشف المبكر عن أمراض السرطان يساعد على محاصرة المرض والقضاء عليه ومن ثم الشفاء التام منه، في حين أن اكتشاف المرض في المراحل المتقدمة منه يكون غالبا علاجا تلطيفيا حيث من الصعب القضاء على السرطان في مثل هذه المراحل المتقدمة، مبينا أن نسبة الشفاء من سرطان القولون والثدي في المرحلتين الأولى والثانية تصل إلى 90 %، بينما تقل هذه النسبة لتصل في المرحلتين الثالثة والرابعة من المرض إلى 10 %. ولفت إلى أن البرنامج الوطني للكشف المبكر عن سرطان الثدي بدأ منذ 4 سنوات وحيث يوفر فحوصات الكشف المبكر من خلال عيادة بمستشفى النساء والولادة، كما تم إطلاق برنامج للكشف المبكر عن سرطان القولون العام الماضي في 3 مراكز صحية هي مركز الخليج الغربي الصحي، ومركز الريان الصحي ومركز المطار الصحي. وأشار إلى إطلاق البرنامج في هذه المراكز جاء نتيجة دراسة علمية تم على أثرها البدء في توفير تلك الخدمات شكل مبدئي على أن يتم التوسع فيها بشكل تدريجي، موضحا إجراء الفحص على 1000 شخص حتى الآن بهدف قياس فعالية هذه الفحوصات في اكتشاف المرض مبكرا، منوها باكتشاف 5 حالات نتيجة الكشف المبكر على هذا العدد. واستطرد موضحا العلامات المنذرة بالإصابة بالسرطان بقوله" وفي حالة ملاحظة الشخص وجود نزيف مع البراز سواء بشكل مستمر أو متقطع يجب مراجعة الطبيب خصوصا بعد سن 40 عاما، إضافة إلى فقدان الوزن والشهية والإحساس بالتعب العام في الجسد". وحول ما إذا كانت هذه العلامات تبدأ في المراحل المبكرة من المرض، أكد الدكتور كاكل رسول أن أعراض السرطان غالبا ما تكون في مراحل متقدمة مع المرض، منبها الى أهمية الكشف الدوري لاكتشاف الأورام السرطانية مبكرا خصوصا سرطان الثدي والقولون مما يساهم في الشفاء منها. وبين أن قسم أمراض الدم والأورام في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان سجل 1200 إصابة جديدة خلال العام الماضي 2012 معظمها من غير القطريين، مشيرا أن القسم في الأعوام السابقة كان يسجل 700 إصابة جديدة. وحول المشاريع البحثية التي تجرى في قسم أمراض الدم والأورام أوضح الدكتور كاكل رسول أن القسم يجري العديد من المشاريع البحثية بالتعاون مع طب وايل كورنيل مثل الدراسة الجارية على سرطان القولون لاكتشاف الخلايا المصاحبة لهذا النوع من السرطان من خلال دراسة خلايا مأخوذة من مرضى بعد إجراء جراحات لهم.