من لا يملكون التاريخ ؛ صاروا يصنعونه بأيديهم ! .. أو يشترونه بأموالهم !! .. المهم أن لا تكون بلا هوية ثقافية ولاعمق تاريخي !! .. شاهدت هذا بنفسي في إحدى الدول المجاورة ، التي صنعت من أحد أسواقها القديمة معلماً تاريخياً ؛ ومزاراً سياحياً جاذباً ، رغم أن عمره لا يتجاوز 100عام ! . لا يمكن مقارنة الهوية الثقافية لبلادنا وسجلها التاريخي والتراثي الحافل ( الإسلامي تحديداً ) مع أي دولة في العالم .. هذه حقيقة وليست تفاخراً أجوف .. لكن بالمقابل لا يمكن مقارنة طريقتنا الفظة و تعاملنا القاسي مع هذه الكنوز مع أي مجتمع آخر!. لا يحزنني شيء أكثر من فقدان ذلك الكم الهائل من آثار الرسول الأعظم وصحابته الكرام ، الذي حافظت عليه كل الأجيال السابقة بعلمائها وفقهائها وقضاتها ومحدثيها وخلفائها حتى وصلتنا .. ثم قمنا- وبدم بارد - بطمس معظمها بدعوى الخوف من الشرك والبدع !.. وكأننا أكثر فهماً وورعاً وتقوى من كل ذلك السلف.. بل حتى من الصحابة والتابعين الذين لم ينكروا على عمر بن عبدالعزيز إقامته لكل آثار رسولنا الكريم . قال لي صاحبي وهو يحاورني بعد أن شاهدنا كثيراً من مقتنيات المسجد النبوي في متحف قصر (توبقابي ) بتركيا .. كل هذه الآثار سرقت من أرضنا .. ولابد من المطالبة بها .. قلت : « ربما كان لهذه السرقة دور في الحفاظ عليها .. فنحن قوم لا نقدر هذه الكنوز ولا نعرف قيمتها .. و لك في إهمالنا للاماكن المأثورة في مكةوالمدينة من مساجد وآبار خير دليل . دعوكم من العوائد الاقتصادية الهائلة للآثار , بوصفها أحد البدائل الإستراتيجية للدخل الوطني وأحد مصادر تنوع الدخل ، وتعالوا لنفكر في الجوانب الدينية والتربوية والأخلاقية لتلك المعالم الإسلامية التي تمثل تاريخا حياً يجب أن يبقى نابضاً بالحياة لإشعال جذوة الإيمان في نفوس الشباب ، ومضيئاً بالنشاط العلمي والدعوي لكل البشرية . الآثار ليست رجساً من عمل الشيطان يا سادة .. ولن تكون مدخلاً للشرك إن عرفنا كيف نتعامل معها بطريقة صحيحة .. فالبدع والعقائد الفاسدة تُحارب بالتوعية لا بالهدم والتخريب.. وإلا فسنكون كمن يقطع الأشجار الوارفة والمثمرة في بستانه ، خوفاً من أن تستظل بها الحيوانات الضالة !. Twitter: @m_albeladi [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (61) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain