يواجه العديد من الشباب الطموح الراغب في العمل بأسواق الخضراوات بالدمام معوقات عديدة تدفعهم للبحث عن مجال آخر للعمل فيه لا تمتلك بعض عناصر العمالة الوافدة به «خيوط اللعبة» أو الاستسلام لطابور البطالة، لكن في المقابل هناك تجار كبار ذوو خبرة بأصول اللعبة يصرّون على امتلاك زمام المبادرة ويرفضون الاستسلام لبعض الوافدين ورغباتهم في الاستحواذ على السوق والتحكم في أسعار الخضراوات والفواكه. «المدينة» تجولت في السوق الكبير بالدمام واكتشفت أن السيطرة فيه بالفعل للعمالة الوافدة، حيث يوجد تكتلات عمالية لمحاربة الشباب السعودي وتفادي وجودهم في السوق بشكل كبير، وتوجهت إلى أصحاب الخبرة والتكتلات في السوق ممن لهم عقود من الزمان في هذه التجارة، وأكدوا أن بعض الشباب يريد العمل في هذا السوق لكنهم لا يعرفون بما أسموه ب»أصول اللعبة». وبين عدد من الشباب انهم ينوون الخروج من السوق وترك كل شيء للعمالة الوافدة حسب احمد النومان الذي يرى ان غياب الجهات الرقابية وعدم سيطرتها الكاملة على الأوضاع من أسباب عزوف الشباب عن هذا المجال, إضافة الى ذلك الى ان بعض السعوديين يستأجرون المحال بأسعار زهيدة من البلدية، ومن ثم يقومون بتأجيرها للعمالة بأضعاف السعر وفي هذا تحايل واضح، وقد يكون هذا الأمر سببا في الابتعاد عن السوق، مؤكدا ان تجارة الخضراوات تحديدا فيها ربح وفير ولا تضاهيها أي تجارة اخرى خاصة وان رأس المال لها بسيط نسبيا مقارنة بالأنشطة التجارية الأخرى. ويعلق إبراهيم السويلم -أحد تجار الخضراوات والفواكه- على مخاوف الشباب بالقول: «صحيح ان هناك عمالة وافدة قد تفرض سيطرتها احيانا على بعض الأصناف، لكن هذا الأمر لا يدوم طويلا، فهم في بعض الاحيان لا تكون لهم كلمة واضحة في هذا السوق بسبب تكتلات التجار السعوديين والمضاربة على الخضراوات والفواكه، ولو تكاتف التجار السعوديون لما كان لهؤلاء العمال سطوة في هذا السوق، ولكن البعض يريد ان يعمل بمفرده ويعين تلك العمالة على السيطرة بطريقة غير مباشرة». وعن محاربة الشباب السعودي داخل السوق يقول التاجر حمد الحمد «ليس هناك حرب بمعناها الصحيح، لكن بعض العمالة لهم عدة سنوات في هذا السوق وهم بشر مثلنا يتعلمون المهنة ويفهمون قواعد «اللعبة»، وعلى الشباب السعودي الذي يريد التجارة في هذا المجال الصبر والذكاء، ثم الدخول في تكتلات مع بعضهم البعض للسيطرة على المنتجات التي يتم المضاربة والمزايدة اليومية عليها، وبهذا الامر لن تكون هناك سيطرة للعمال على سوق من المفترض ان يكون للسعوديين». من جهته أكد محمد الصفيان مدير العلاقات العامة والإعلام بأمانة المنطقة الشرقية ل»المدينة» أن كل ما يخص العمالة الوافدة يعتبر من شأن إدارة الوافدين بالجوازات، لكن هناك جولات كثيرة لمراقبي الأمانة الذين يجوبون السوق بالدمام وهم بالدرجة الأولى حريصون على سلامة الغذاء وتوافر الشروط الصحية بالأسواق. وأضاف أن الأمانة خصصت موقعا للمزارعين الراغبين لبيع إنتاجهم بأنفسهم، بحيث يشترط أن يكون البيع بالسيارة فقط وبواسطة مواطن سعودي وان يكون من إنتاج المزرعة. المزيد من الصور :