رئيس الوزراء المصري يصل غزة ويحمل بين يديه جثمان طفل شهيد ينزف دماً ويؤكد أن بلاده 'لن تسكت على المأساة'غزة 'القدس العربي' من أشرف الهور: في تحد جديد من قبل إسرائيل لمصر قصفت طائرات حربية الجمعة منزلاً شمال قطاع غزة خلال زيارة رئيس الوزراء المصري هشام قنديل للقطاع، وأوقعت خمسة شهداء بينهم طفل، وصل إلى مشفى الشفاء خلال زيارة المسؤول المصري الرفيع الذي حمله برفقه إسماعيل هنية بين يديه، حيث قال هناك ان بلاده لا يمكن أن تسمح باستمرار العدوان، الذي خلف أكثر من عشرين شهيداً، في الوقت الذي هددت فيه إسرائيل بشن هجوم بري حال لم يتم التوصل لتهدئة. وبذلك ترتفع الى 23 حصيلة الشهداء الفلسطينين منذ بدء العملية العسكرية الاسرائيلية على قطاع غزة مساء الاربعاء اضافة الى جرح 250 اخرين. واعلنت لجنة الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس في بيان 'استشهاد المواطن اسماعيل قنديل واصابة اخر بجروح متوسطة الخطورة في غارة على خانيونس'. وفي وقت لاحق اعلن اشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في حكومة حماس 'استشهاد المواطنة تحرير سليمان متاثرة بجروح اصيبت بها في غارة اسرائيلية على بلدة بيت لاهيا صباح الجمعة'. كما تم انتشال جثة مواطن فلسطيني قتل في غارة اسرائيلية شرق مدينة غزة الجمعة. وبذلك ترتفع الى 23 حصيلة القتلى الفلسطينين منذ بدء العملية العسكرية الاسرائيلية على قطاع غزة مساء الاربعاء اضافة الى جرح 250 اخرين بجروح وفقا للقدرة. وتشمل هذه الحصيلة فلسطينيين استشهدا في غارة على شمال قطاع غزة اثناء زيارة رئيس الوزراء المصري هشام قنديل الى القطاع. وقال قنديل الذي وصل مشفى الشفاء برفقة إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة في غزة الذي ظهر علناً للمرة الأولى منذ بدء العدوان 'لا يمكن السكوت على هذه المأساة، وعلى العالم أجمع أن يتدخل بشكل عاجل لوقف العدوان'، مشدداً على ضرورة أن توقف إسرائيل الهجمات. وكان قنديل قبل حديثه عن 'المآساة' في غزة زار مصابي الغارات الإسرائيلية، وهناك حمل بين يديه هو وهنية الطفل محمود سعد الله (3 سنوات) الذي وصل مفارقاً للحياة لمشفى الشفاء جراء غارة إسرائيلية، وهناك قبل قنديل رأس الطفل التي أصيبت بشظايا صاروخ. وكانت إسرائيل أعلنت أنها ستوقف خلال زيارة قنديل التي دامت لنحو الساعتين هجماتها ضد غزة، غير أن الطائرات الحربية شنت سلسلة هجمات جوية استهدفت أحدهما منزلا في مخيم جباليا، أوقعت شهيدين أحدهم الطفل سعد الله الذي حمله والده بين يديه لحظة وصوله مشفى الشفاء، إلى أن وضعه بين يدي قنديل، في دلالة على الطلب من مصر التحرك أكثر للجم إسرائيل، التي بدأت الحرب الجديدة بخرقها لتهدئة أرستها مصر. وشدد قنديل أن 'مصر الثورة' لا يمكن أن تسكت على ما يجري من هجمات ضد غزة، وأنها 'تبذل الجهود لوقف العدوان وإعادة الهدوء'. وأضاف 'مصر لن تتوانى في بذل الجهود لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتحقيق التهدئة'، مطالباً الفلسطينيين بإعادة الوحدة، كونها 'السبي الوحيد لتحقيق النصر'. وأكد أن خطوة استدعاء سفير بلاده من إسرائيل، وقدومه على رأس وفد رسمي مكلف من الرئيس مرسي، هي رسائل تؤكد وقوف بلاده رسمياً إلى جانب الفلسطينيين، مشيراً إلى أن زيارات لمسؤولين مصريين آخرين ستتكرر خلال الفترة القادمة للقطاع. من جهته أشاد هنية الذي ظهر فجأة أمام مقر مجلس الوزراء بغزة لحظة وصول قنديل، بعد أن وصل سراً للمكان بمصر، وأكد أن العدوان الإسرائيلي ضد غزة 'سيتوقف بصمود الشعب الفلسطيني، وبتحرك مصر'. وأكد أن زيارة قنديل لغزة، تؤكد أن مصر 'لن تسمح بحرب صهيونية ضد غزة'، وهتف هنية خلال المؤتمر الصحافي مع قنديل 'عاشت مصر حرة قوية، عاشت مصر قائدة عربية'. وظهر حراس رئيس الوزراء المصري يرتدون دروع واقية فوق ملابسهم الرسمية، خشية على ما يبدو من تعرض موكبهم لقصف إسرائيلي خلال الزيارة. وترددت أنباء عن أن قنديل حمل لحماس مقترح تهدئة جديد مع إسرائيل، يلزم الأخيرة بوقف العدوان، بناء على مطالبة تل أبيب من مصر التدخل بالأمر عن طريق الإدارة الأمريكية، بسبب غضب القاهرة من عملية اغتيال الجعبري التي نقضت فيها إسرائيل التهدئة الأخيرة. لكن مسؤولا في الحكومة المقالة بغزة قال ل'القدس العربي' ان قنديل الذي وصل على رأس وفد يضم وزراء ومسؤولين أمنيين، لم يحمل مبادرة جديدة للتهدئة، لكنه اكتفى بالقول 'مصر لن تسمح لإسرائيل بالتغول في دم الشعب الفلسطيني'. ونفى كذلك عصام الدعاليس المستشار الخاص لهنية ارتباط زيارة قنديل لغزة بإعلان تهدئة مع الاحتلال، وأكد أن الزيارة 'سياسية وإنسانية رسمية للتضامن مع غزة'. لكن ياسر الوادية رئيس تجميع الشخصيات المستقلة في غزة أكد وجود اتصالات وجهود مصرية وأوروبية تبذل من أجل وقف العدوان على القطاع. وفي تل أبيب قال وزير الشؤون الإستراتيجية موشيه يعلون ان قوات جيشه على أهبة الاستعداد لعملية برية في غزة في حال رفضت حركة حماس التعهد بهدنة طويلة الأمد لوقف إطلاق النار. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن يعلون وله 'سننتظر ونراقب متى ستفهم حماس القصد جيدًا، وفي حال لم تفهم الدرس من خلال العمليات والقصف الجوي، سنعمل على توسيع هذه العملية، كي تصل رسالتنا بشكل أدق'. إلى ذلك، شهدت الساعات التي بزغ فيها الفجر عن قطاع غزة وقبيل وصول قنديل بوقف قصير هجمات مكثفة للطيران الحربي الإسرائيلي، فقصفت إسرائيل مقرات لوزارة الداخلية، أحدها مقر مدني يستخدم في استخراج الأوراق الثبوتية، ويقع بين مجمع سكني في منطقة تل الهوا جنوب مدينة غزة. وجاءت الهجمات الصباحية، استكمالاً لهجمات شنت طوال ساعات الليل، أضاءت ظلام غالبية مناطق القطاع بفعل الانفجارات الضخمة، في ظل تواصل عملية 'عامود السحب' التي تشنها إسرائيل ضد القطاع. ووفق الإحصائيات فإن الطيران الإسرائيلي شن نحو 120 غارة جوية في ساعات الليل، وأن مجمل الغارات التي بدأت منذ مساء الأربعاء الماضي، باغتيال قائد أركان حركة حماس احمد الجعبري، فاقت ال 450 غارة. ودمرت الغارات مناطق زراعية، والعديد من المنازل والمنشآت ورفعت عدد الشهداء إلى 21 شهيداً، بينهم ثمانية أطفال، لنساء ومسنين. وأسفرت غارة شنتها إسرائيل على منطقة شمال قطاع غزة عن اشتعال النيران في منجرة أدى إلى تدميرها بالكامل. وأمطرت المقاومة الفلسطينية طوال ساعات ليل الخميس ويوم الجمعة مدن إسرائيل المحيطة بغلاف قطاع غزة بعشرات القذائف الصاروخية، ووصل عدد منها إلى مدينة تل أبيب، التي دوت فيها صفارات الإنذار لأول مرة منذ العام 1990، خلال حرب الخليج الأولى، عندما ضربت العراق صواريخ صوب إسرائيل. وأعلنت كتائب القسام عن إطلاق صاروخ بعيد المدى باتجاه مبنى الكنيست الإسرائيلي بمدينة القدسالمحتلة. وأسفرت هجمات المقاومة عن وقوع إصابات في صفوف الإسرائيليين، وبثت قنوات تلفزيونية صوراً لإسرائيليين وهم يهرعون للملاجئ، وذكرت تقارير إسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هرع لأحد الملاجئ بعد أن دوت صفارات الإنذار خلال تواجده بمقر قيادة الجيش. وأعلنت كتائب القسام مسؤوليتها عن تفجير جيب عسكري إسرائيلي شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة، صباح أمس، وقالت ان ناشطيها ضمن عملية 'حجارة السجيل' التي أطلقتها على الحرب الحالية قصفوا أهداف إسرائيلية بأكثر من 550 قذيفة صاروخية. كذلك قالت سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي ان ناشطيها أطلقوا ليل الخميس عشرات الصواريخ، من بينها صاروخ من نوع 'فجر 5' إيراني الصنع ذو المدى الأكثر طولا لضرب مدينة تل أبيب، وأعلنت أنها أطلقت على عمليات القصف اسم 'السماء الزرقاء'. وقالت تقارير إخبارية إسرائيلية ان صواريخ المقاومة وصلت إلى مدينة يافا ومطار 'بن غريون'، وأنه للمرة الأولى تسمع فيها صفارات الإنذار بمدينة تل أبيب، إضافة لمدن عسقلان واسدود وبئر السبع، والبلدات المحيطة بغلاف غزة. وعطلت إسرائيل الدراسة في مدينة ريشون ليتسون جنوب تل أبيب أمس، بعد أن كانت قد عطلتها في كل المدن والبلدات الجنوبية القريبة من الحدود مع غزةز وكانت كتائب القسام عرضت ليل الخميس طائرة استطلاع قالت أن مقاتليها أوقعوها خلال التحليق، وأشارت أيضا إنها استهدفت مقاتلة إسرائيلية على الحدود. وفي تل أبيب ذكرت مصادر أمنية ان الاستعدادات متواصلة على قدم وساق لإرهاق قوى المقاومة بغزة، والقيام بعملية برية، وذكرت المصادر أن الجيش يقوم بحشد قوات بمحاذاة القطاع وينتظر تعليمات المستوى السياسي. وطلبت الدوائر الأمنية من الحكومة المصادقة على استدعاء ثلاثين ألفا من أفراد الاحتياط، وهو ذات العدد الذي تم استدعاؤها إبان عملية 'السور الواقي' في الضفة الغربية قبل عشر سنوات. إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أن بلاده لن تقبل بوقف إطلاق النار لا يضمن الهدوء ووقف عمليات إطلاق الصواريخ، لكن في ذات الوقت نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر سياسية قولها أن حكومة بلادها تجري اتصالات مع مصر على مستوى السفارات. ودعا المسؤول الكبير في حزب العمل بيامين بن اليعازر حكومة بلاده لمواصلة العملية العسكرية في غزة 'لحين أن تدرك المنظمات الفلسطينية في القطاع أن قواعد اللعبة قد تغيرت'. لكن رئيسة حزب ميرتس زهافا غلؤون قالت ان من ينادي بعملية عسكرية برية في غزة 'يقترح فعلا الغرق مجددا في المستنقع في القطاع'. ودعت إلى التوصل إلى تفاهمات مع حركة حماس على أساس المصالح.