رياح قوية تؤدي إلى تدني الرؤية الأفقية لأقل من 500 متر - متابعة - بدر الكندي وحميد المنذري - تشير آخر خرائط الطقس إلى تواصل فرص سقوط الأمطار على معظم المحافظات الشمالية للسلطنة، حيث يتوقع أن تتساقط اليوم امطار متفرقة متفاوتة الغزارة على محافظات مسندم والبريمي وشمال الباطنة والظاهرة وجنوب الباطنة ومسقط والداخلية وشمال وجنوب الشرقية مع احتمال جريان بعض الأودية والشعاب. من جانب آخر تأثرت محافظة البريمي صباح أمس برياح قوية محملة بالغبار أدت إلى تدني الرؤية الأفقية لأقل من 500 متر، وفي هذا الشأن أوضح حامد بن أحمد البراشدي من الأرصاد الجوية أن هذه الرياح تأتي نتيجة التأثير المباشر للمنخفض الجوي حيث تزايدت معه سرعة الرياح الجنوبية الدافئة بشكل ملحوظ على معظم أراضي السلطنة منذ صباح الأمس والتي تسببت في إثارة الغبار وتصاعد الأتربة خصوصا في المناطق الصحراوية والواقعة غرب جبال الحجر، وقد انخفضت معها الرؤية الأفقية إلى 1000م أو اقل، موضحا أن لهذه الرياح عوامل إيجابية في فرص ظهور الخلايا الرعدية عن طريق تدفق كميات بخار الماء وتصادمها مع الرياح الشمالية الغربية التي تتقدم مع حركة المنخفض على شكل جبهات هوائية باردة نسبياً. وأشار البراشدي إلى أنه لا يزال هناك كثير من الخلط بين المنخفضات الجوية الاعتيادية (الشتوية) والمنخفضات المدارية التي تنشأ وتتطور في أعالي البحار، والمنخفض الجوي الحالي يعد تواصلاً للمنخفضات الجوية الاعتيادية، وباقتراب مركزه من أجواء المنطقة يتوقع أن يعمل على خلخلة الضغط الجوّي وتقارب خطوطه «الوهمية»، الأمر الذي يؤثر مباشرة على حركة الرياح وسرعاتها. واضاف إنه ليس من السهل توقّع حدّة تأثير المنخفضات الجوية التي تؤثر على أجواء السلطنة خلال هذه الفترة الفصلية الانتقاليّة التي تمتزج بها العوامل الجوية الشتويّة والصيفية، وكثيرا ما تخفق التنبؤآت العددية في رسم الصورة المحتملة بالشكل الدقيق، حيث إن بعض المنخفضات تأخذ طابع التعمق في الامتداد مع سرعة العبور، لكن تأثيراتها تكون «حادّة» أحيانا خصوصا إذا ما تهيأت لها العوامل الجوّية الأخرى المساندة كتوفر كميات جيدة من بخار الماء في الغلاف الجوي، وتبريد جيّد في طبقات الجوّ العليا بالإضافة إلى درجات الحرارة السطحية اللازمة لما يعرف ب»الحمل الحراري». وتفاعل سلسلتي جبال الحجر بالإضافة إلى جبهات الهواء الدافئة التي تتدفق عبر بحر العرب والتي من الممكن أن تشكّل العلامة الفارقة أحياناً في تحفيز نشوء وتطور السحب الرعدية لا سيما على رؤوس الجبال وبالتالي جريان العديد من أودية شمال السلطنة.