نطالب وزير الصحة بإخضاع وزارته ل «الفحص الشامل» ليتمكن من تنفيذ سياسة الدولة الرامية للاستثمار في صحة المواطن التي هي عدة الوطن الى المستقبل. تحدثت في المقال السابق عن بعض المشاكل التي يلاقيها المرضى في مستشفيات وزارة الصحة، والآن أتحدث عن مشاكل أخرى دأب كثيرون على ترديد الروايات عنها، فمرضى السكري مثلا يتعجبون، وهم يقرأون أن ثلث الكويتيين يعانون هذا المرض الغريب، وعلى الرغم من أن الكويت بحمد الله تملك ثروة تكفل لها استيراد أرقى أنواع العلاج، فإن العالمين ببواطن الأمور يشككون في جدوى العقاقير التي تشتريها وزارة الصحة لمعالجة هذا المرض، والتخفيف من آثاره، فيقولون إن فاعليتها قليلة، وغير مؤكدة، وبطيئة التأثير، في حين هناك أدوية أخرى تفوقه جودة ومفعولا، وتقل عنه في التأثيرات الجانبية، لكن يبدو أن وزارة الصحة تتقاعس عن شراء الأدوية الغالية، لتدفع المرضى تحت ضغط الخوف إلى الصيدليات الخاصة لشراء الأدوية الناجعة على حسابهم الشخصي، كي يحصلوا على «الطمأنينة الصحية»!! والغريب أنه في الوقت الذي تضن فيه الوزارة على مرضاها من المواطنين، تُسرق الأدوية من مخازن الوزارة تارة، ومن صيدليات المستشفيات والمستوصفات تارة أخرى، وكأنه «مال سائب» لا صاحب له، ثم تهرَّب خارج البلاد. وما دمنا نتحدث عن قضايا الصحة، ينبغي ألا نغفل مشكلة «الشهادات المزيفة» التي نسمع الكثير عنها، حيث تتواتر قصص عن أناس يشترون شهادات مشكوكا فيها، بعضها من كليات طبية «خارج دائرة النزاهة»، ومعاهد صحية «ما أنزل الله بها من سلطان»، والبعض الآخر يغادر البلاد في اجازات لا تتجاوز أسبوعين أو ثلاثة، يعودون بعدها حاملين شهادات سيئة السمعة، لكنها ويا للعجب تتيح لهم العمل أطباء ومعالجين في مستشفياتنا، ليصبح مرضانا رهائن بين أيديهم، وضحايا لغشهم، و«طبهم الوهمي». فإذا جاز التهاون في قضية «الشهادات المزيفة» في مجالات ما «رغم أنها جريمة في كل الأحوال»، فإننا لا يمكننا التسامح بشأنها في مجال الصحة تحديدا، لأن الأمر يتعلق هنا بأرواح الناس. وأختم حديثي بظاهرة لافتة نراها جميعا، وهي المنشورات الدينية المتناثرة في مرافق وزارة الصحة، والتي نتمنى على الوزارة الاضافة عليها بمنشورات صحية توعوية، تفيد المرضى وترفع وعيهم، وتعينهم على مواجهة أمراضهم. ونطالب وزير الصحة الدكتور محمد الهيفي بإخضاع وزارته ل «لفحص الشامل»، حتى يتمكن من تنفيذ سياسة الدولة الرامية إلى الاستثمار في صحة المواطن الذي هو عدة الوطن وعتاده في رحلته إلى المستقبل.. ا. د. معصومة أحمد ابراهيم [email protected]