في بعض المجتمعات الكَذب أنواع وألوان فمنه (كِذب أبيض) يعتقد من يؤمن به بأنه مباح وأغراضه نبيلة؛ أما الكَذب الأسود فهو الخبيث المحَرم!! وفي الطِّبِّ هناك أورام حميدة لا خوف ولا خطر منها، وأخرى سَرطانية خبيثة - أجارنا الله وإياكم منها - أما الثفافة المحلية التي دائماً تتفوق وتنفرد بخيالاتها واختراعاتها فقَد قَسّمَت المحسوبية أو (الواسِطَة) إلى (خبيثة وحميدة)! وهذا ما سَبَق وصرحت به الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، مؤكدة بأنها معنية بمحاربة الأولى، أما الثانية (الواسطة الحميدة) فلا بأس فيها!! وهنا لو بحثنا عن تعريف للواسطة الحميدة عند أولئك الذين يرفعون لواءها ويتشبثون بها. فالإجابة الافتراضية عندهم: بأنها تلك التي تكون لإنهاء الإجراءات في أيِّ جهة حكومية أو خاصة بطريقة سريعة من دون تجاوز للنظام! ولكن تبقى الاستفهامات: ما ذنب بقية المواطنين الذين لا يملكون سِلاح (الواسطة الحميدة) أن يُعانوا من التعقيدات الإدارية وتأخر حصولهم على حقوقهم ؟! ثم هذا (عدم مساواة)، وقد يدفعهم إلى البحث عن (الواسطة غير الحميدة) للوصول السريع لحاجاتهم! أعتقد أنّ مثل تلك الشعارات، وتلك التقسيمات تقدم الحجة والذريعة وتفتح المزيد من الأبواب والنوافِذ للواسطة مع أنها بكافة أشكالها وألوانها مَرض سَرطَاني خَبيث يَسْكُن مفاصل الكثير من مؤسساتنا ، وهو من أخطر أنواع (الفَسَاد) التي أنهكت البلاد وأضاعت مصالح العباد! (ثقافة الواسطة) تَمّ التكريس لها منذ عشرات السنين، والقضاء عليها يحتاج إلى تضافر الجهود، وتعزيز التعاملات الإلكترونية لِتَحُدّ منها، والأهم تحجيم تلك التصريحات والفتاوى التي تبيحها مهما كانت ألوانها وأنواعها!! [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain