رحِمَ اللهُ الأمير نايف بن عبد العزيز. أسس منظومةً أمنيّةً عربيّةً، منذ الاجتماع الثالث لوزراء الداخلية العرب، المنعقد عام 1980م في مدينة الطائف، وشَرُفْتُ بنقلِ وقائعِهِ عندما كنتُ مذيعاً في الإذاعة. اليوم هذه المنظومةُ الأمنيةُ العربية، أمانةٌ في يديْ الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز (وزيرِ الداخلية) وهُوَ أهْلٌ لها، فالأمنُ بالمفهوم الشامل كُلٌّ لا يتجزأ. أمنُكَ شخصيّاً، وأمنُ أُسْرتِك، وأمْنُ وطنِك، وأمنُ اقتصادِك، وأمنُ تعليمِك، وأمْنُ صِحّتِك، وأمْن سكنِك، وأمن لُقمة عيْشك، وأمْنُ كُلِّ ما يحتاجُ إلى أمْن، ومَنْ يحتاج إلى أمْن، ومجتمعُ آمِنٌ مجتمعٌ يظهرُ وجهُهُ الحقيقي، ويكونُ أكثرَ وضوحاً ونقاءً وبقاءً في الذاكرة، مِن مجتمعٍ مرتبِكٍ، وفَوْضوي. مؤخرا انتهى اجتماعُ وزراء الداخلية العرب في الرياض، وفيه حدّد خادمُ الحرميْن الشريفين (الملك عبد الله بن عبد العزيز) استراتيجيةً للحِفَاظ على الأمن العربي، وما يهمني هنا العلاقةُ بين الأمنِ والمواطن، وبيْن الأمن والمُخَرِّبين المستبيحين حرمة الوطن، وبيْن الأمن والمتجسسين على بَلَدِهم ،أعداءِ الوطن، بأصواتٍ باهتةٍ شاحبةٍ، وخُسْرانٍ مُبِين، ومَنْ يتحزبون للميْل والهوى، بل في كثيرٍ من الأحيان للفتْنة، وهِيَ- كما قال خادم الحرمين الشريفين في هذا الاجتماع-:» جريمةٌ أشدُّ مِن القتْل» فيما وصفَ الإعلام بأنّ:» له دَوْراً مُهِمّاً في توحُّدنا، في ظل ما يجمعُ بيننا من قِيَم خالدة،وتاريخ مشترك، ومصير واحد»(صحيفة المدينةالمنورة، 2 جمادى الأولى1434ه، الصفحة الأولى ). ولا يختلفُ اثنان عاقلان، على أنّ الأمنَ قُوّة، وأنّ القويَّ لا يحترمُ إلا القَوِي، وأنّ الفتنةَ مِنْ أيٍّ مَنْ كان « جريمةٌ أشدُّ من القتْل» ومَنْ يُوقِظُها، ويشجّع عليها، كَمَنْ يُلْقِي قنابلَ مُحَرّمةً على وطنه، ومِنْ ثَمّ فلا بُدَّ أنْ يحملَ حقائبَه ويرحل، فما عاش في هذا الوطن مَنْ يزرع الفِتن، ويوقظُ الأحقاد، ويثيرُ الضغائن، ويؤجج الصراعات، ولا يدرك- وأنّى لهُ أنْ يُدْرِك؟- أنّ الفتنةَ شكلٌ مِن أشكال الهمجيّة، وقتلٌ للضمير الإنساني، وغَدْرٌ وخيانةٌ، وخَوْفٌ وشقاءٌ ووجَل، وفُحْشٌ، ومنطقٌ عقيم، وزرعٌ للسموم في أرض خِصْبة، والإعلام المسؤول، والمتزن، والوقور، يجعل الإنسان ينام، ويصحو، ويُفْطر، ويتغدى، ويتعشى، وهو أكثر استقراراً، وأكثرُ رجاحة هُوَ مَنْ يستخدم الإعلام بتعقُّل، ويلجمُ الفتنةَ قبل أنْ تُطِل برأسها» لَعَنَ اللهُ مَنْ يوقِظُها». [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (94) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain