بقلم/ عبدالرحمن غيلان بين يديّ وثائق مشكلة الكهرباء بحضرموت، والتي عجز مسؤولوها هناك عن تحقيق النجاح المطلوب.. مما يهدد حضرموت بصيفٍ مزرٍ؛ نتيجة لتعنت القائمين على مؤسسة الكهرباء. واضطررتُ للكتابة عن كهرباء حضرموت من مقهى بالعاصمة صنعاء؛ نظراً لغياب الكهرباء عن بيتي، ولأنّ الجهلة بمنطقة الدماشقة اعتدوا على أبراج الكهرباء، مما جعل الكثير من مناطق العاصمة تغرق في عتمة النهار المُعطّل عن جذوته.. والمُعطِّل للمواطنين عن تسيير أعمالهم. للأسف الشديد يحدث في حضرموت ما يحدث في صنعاء، رغم الفارق الكبير.. فحضرموت هي مصدر ضخّ وعطاء لوطنٍ بأكمله، بينما صنعاء مصدر هبر واستحواذ. حضرموت هناك من يستطيع توفير الطاقة الكهربائية لها، لكنه ممنوع من تحقيق ذلك؛ بسبب الفساد المستشري بمؤسسة الكهرباء هناك. فشركة حضرموت الاستثمارية لتوليد الكهرباء المحدودة والتي تضخّ مايعادل خمسة وعشرين ميقا وات، بينها وبين المؤسسة عقد يقضي بذلك.. وربما تضخّ أكثر من ذلك – حسب تعبير المهندس عبدالحكيم أحمد بو سبعة مدير محطة الحرشيات لشركة حضرموت- غير أنّ مؤسسة الكهرباء بحضرموت أبلغت الشركة بعدم الضخ دون رسالة رسمية مسبقة بذلك من المؤسسة. ولا أدري لماذا هذا التوغل في إذكاء روح الفساد المؤسسي.. والتنصل القميء عن القيام بالدور الأساسي للمؤسسة، والذي من المفترض أنها إن لم تقم بدورها، فعلى الأقل تترك المجال وتشجع من يقوم بذلك ويوفر ما يستحقه المواطن البائس في تلك المنطقة الساحلية والتي تغلي من براثن الصيف وبراثن السياسة الفاشلة لتحقيق وتوفير الخدمات الضرورية.. غير أنّي حين أدرك مهازل الكهرباء بصنعاء وهي العاصمة لا أملكُ إلا أن أقول كما يقول الشاعر: إذا كان ربّ البيت بالدفّ ضارباً فشيمة أهل البيتِ كلهمُ الرقصُ والله المستعان. [email protected] منقول من الجمهورية