تل أبيب- (يو بي أي) -- يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على مطالبة الفلسطينيين بالإعتراف أن إسرائيل هي "دولة الشعب اليهودي"، فيما وجه مسؤولون بالإئتلاف الحكومي انتقادات إلى وزيرة العدل تسيبي ليفني، بعد إعلانها أن إسرائيل تراجعت عن هذا الشرط. وقالت صحيفة "معاريف" اليوم الثلاثاء، إن مطالب إسرائيل من الفلسطينيين من أجل استئناف المفاوضات هي تجميد ما تصفه بالخطوات الأحادية الجانب بالأمم المتحدة ووقف "التحريض" من جانب السلطة الفلسطينية ووقف الخطوات الفلسطينية الداخلية الرامية إلى المصالحة بين حركتي فتح وحماس، والاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية. وأضافت أن الفلسطينيين يطالبون إسرائيل بالمقابل بالإفراج عن 123 أسيرا في سجون إسرائيل الذين سجنوا قبل توقيع اتفاقيات أوسلو قبل 20 عاما، وتجميد البناء في المستوطنات ووقف تأخير تحويل أموال الضرائب وطرح خريطة حدود الدولة الفلسطينية. ونقلت عن مصادر إسرائيلية وغربية تأكيدها أن "إسرائيل تضع أمام الفلسطينيين مطالب لا يمكنهم تنفيذها من أجل دفعهم إلى التنازل عن مطالبهم الأساسية"، في إشارة إلى مطلب الإعتراف بيهودية إسرائيل مقابل مطلب تجميد البناء في المستوطنات وطرح خريطة حدود. وفي هذه الاثناء، وجهت جهات في الائتلاف انتقادات إلى ليفني بسبب موقفها بأن استئناف المفاوضات ليس مشروطا باعتراف فلسطيني بيهودية إسرائيل. ونقلت الصحيفة عن رئيس الائتلاف في الكنيست، ياريف ليفين، قوله إن أقوال ليفني لا تمثل موقف حكومة إسرائيل، وأن "كون إسرائيل دولة يهودية يشكل أساسا لأية مفاوضات وأي اتفاق، والمطلب بهذا الشأن، كما عبر عنه رئيس الحكومة، يعبر بشكل دقيق عن الموقف الذي تعهد به الائتلاف.. وأقوال وزيرة العدل تعبر عن موقف شخصي وليس عن موقف الحكومة". وفي غضون ذلك، يحاول وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، الذي وصل إلى إسرائيل أول من أمس، دفع الجانبين إلى استئناف المفاوضات وطرح أفكار تلتف على الخلافات العميقة بين الجانبين. وسيلتقي كيري مع نتنياهو اليوم بعد أن التقى مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الأول. وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن كيري يحاول التوصل إلى تفاهمات سرية بين الجانبين تقضي بوقف البناء في المستوطنات الواقعة خارج الكتل الاستيطانية الكبرى، مقابل عدم اعتراف الفلسطينيين بيهودية إسرائيل في هذه المرحلة وتسليم مناطق في المنطقة "ج" الخاضعة لسيطرة إسرائيلية كاملة إلى السلطة الفلسطينية. ووفقا للصحيفة، فإن كيري يحاول إقناع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بعقد قمة رباعية بالعاصمة الأردنية عمان في وقت لاحق. ويتوقع أن يصل إلى إسرائيل اليوم، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، فيليب غوردون، وسط تقديرات إسرائيلية بأن هدف زيارته هو التعرف على القضايا السياسية في المنطقة. ومن جانبها، نقلت صحيفة "هآرتس" عن غوردون، قوله للصحافيين بعد لقائه مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس، أمس، إنه سيخصص الأسابيع المقبلة "للدبلوماسية الهادئة" في محاولة لاختراق الطريق المسدود في العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية مؤخرا إن كيري يعتزم زيارة المنطقة مرة كل أسبوعين بهدف دفع العملية السياسية.