هل نحن حقيقة مخترقون أمنياً، وهل فقدنا السيطرة على الأمور الى درجة غير مسبوقة؟! يبدو بأن هذا هو ما يحصل اليوم في الكويت، فكيف نفسر هبوط طائرة ايرانية في مطار الكويت دون اذن من السلطات الكويتية ثم اعادتها ثانية الى بلادها؟! وكيف نفسر استيلاء مجهولين على 15 ألف طلقة من مستودع ذخيرة (9mm) و20 ألف طلقة (16mm) وسماعات خاصة بالرماية وغيرها؟! بل كيف نفسر مسلسل سرقة الديزل على مدى اعوام وبيعه للخارج دون ان نسمع عن عقوبة واحدة ضد احد؟! بل حتى الاعتداء على مسجد البحارنة تقف وراءه عصابات خبيثة تسعى لزرع الفتنة في البلد واشعال الحروب الاهلية. ها نحن قد تابعنا القبض على شبكة تجسس ايرانية تخطط لتفجير ابار النفط الكويتية، وتابعنا هجوم متسللين عن طريق البحر من الحرس الثوري الايراني، وها نحن نواجه تهديدات عراقيين على الحدود الكويتية، ثم ماذا فعلنا اكثر من مواجهة لمسيرات المعارضة والاشتباك معها والقبض على مغردين والحكم عليهم بالسجن!! نحن لسنا مع الدكتور عبدالله النفيسي في استخدام بعض العبارات التي تثير الكراهية، لكن في الوقت نفسه كان من المفترض منا ان نستمع لتحذيراته من الاختراق الخارجي والداخلي الذي لا نستبعد ان يعيد مشهد الكويت في فترة الثمانينات وسلسلة التفجيرات التي طالت اماكن كثيرة في الكويت والاعتداء على سمو امير البلاد الراحل الشيخ جابر الاحمد. ان مشكلتنا الاولى في القضية الامنية هي السذاجة التي بها التحديات الكبيرة وسياسة (الهون ابرك ما يكون) مع العلم بأننا نعيش في منطقة مشتعلة وجيران كارهين لنا!! ان الشعب الكويتي هو شعب طيب ويحب الخير لجميع الناس ولكن للاسف ان الاخرين ليسوا مثلنا بل تقتلهم الاطماع والحسد والرغبة في الانتقام، وما لم نحصن حدودنا وبناءنا الداخلي ونعيد تأهيل جيشنا وقوات الداخلية لاي طارئ فان النتيجة قد تكون مأسوية في حال انفجر الوضع الداخلي. نوابنا يطالبون وزير الداخلية بالاستقالة لعجزه عن التصدي للوضع الأمني وردع المجرمين، وكلامهم صحيح لكن المشكلة لا تكمن في الوزير فقط ولكن في المنظومة الامنية كلها وفي التدخلات في شؤون وزارته التي عبر عن رفضها مراراً. واذا ما كان خبر تحويل جهاز أمن الدولة من «الداخلية» الى الاشراف المباشر لرئيس الوزراء برئاسة وكيل وزارة فإن ذلك لاشك انه خطوة في الاتجاه الصحيح ولكنه لا يكفي لمعالجة ذلك الخلل الأمني. انتو وين واحنا وين؟! أتعجب من استنكار المنظمات الدولية وافراخها مثل جمعية حقوق الانسان لتطبيق حكم الاعدام بثلاثة مجرمين عتاة روعوا البلاد وسفكوا الدماء بينما الواجب هو تطبيق تلك العقوبة على كل من تسبب في الفساد في الارض والطوابير من السجناء الذين صدر بحقهم عقوبة الاعدام بينما هم يستمتعون بالاقامة في السجون، ومن يدري فقد يهربون ليعيدوا تكرار جرائمهم او ليربوا اخرين على الجريمة. يقول الله تعالى: «ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون». فلاشك ان القصاص هو حياة للمجتمع وبتر للجريمة. د. وائل الحساوي [email protected]