مع بداية الاعتداءات "الإسرائيلية" على قطاع غزة، قامت مصر متمثلة في رئيسها الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، والمعروفة برفضها للكيان الصهيوني منذ نشأته، باتخاذ عدد من القرارات ضد الكيان الصهيوني، منها سحب السفير المصري من تل أبيب والدعوة إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي، وآخر لوزراء الخارجية العرب، في مقر جامعة الدول العربية، لكن كل هذه الإجراءات لم تمنع "إسرائيل" من المضي في عدوانها ضد القطاع، معلنة عن توجيه عملية عسكرية برية مكبرة ضد القطاع. وعن التوقعات المستقبلية التي ستتخذها مصر في حالة اتمام الهجمة البربرية، تتباين ردود الفعال حول الخطوات، لكنها تتفق على استبعاد الخيار العسكري من قائمة الخيارات المصرية. حيث أكد اللواء عادل سليمان مدير المركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية، أن مصر تملك جميع الخيارات السياسية والدبلوماسية، ولا تستطيع أن تفكر في خيار الحرب الغير شرعي، حيث أن "إسرائيل" لم تعتدى على مصر، وفي حالة اعتداء مصر ستدان من قبل المجتمع الدولي كله، بالإضافة إلى أن الموقف العسكري لمصر ضعيف أمام " اسرائيل" - حسب قوله. وتوقع سليمان إجراء خطوات تصعيدية من قبل مصر، ستبدأ بإجراء اتصالات دبلوماسية مع القوى الدولية المؤثرة، مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا وفرنسا وألمانيا، مع استمرارها فى تقديم الدعم الكامل للشعب الفلسطيني . ومن جانبه استبعد الدكتور مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، قيام مصر بأي خطوات تصعيدية ضد "اسرائيل" فى المرحلة المقبلة، حيث أن إدارة الرئيس محمد مرسى، تصر على الحفاظ على معاهدة السلام مع "اسرائيل"، وبالتالى فإن أي إجراء تتخذه مصر سيكون في إطار المعاهدة. وأضاف "السيد" أن مصر تبذل كل الجهود الممكنة للتهدئة بين حماس و"اسرائيل"، وحتى تنجح هذه الجهود لابد أن تحافظ على العلاقات مع الطرفين، وكذلك تسعى إلى تدخل القوى الدولية، لمنع الهجوم البري المتوقع من قبل " إسرائيل"، مشيرا إلى أنه من الخطر التفكير في عملية عسكرية مع "إسرائيل". كما طالب " السيد" بإقامة منطقة تجارة حرة بين مصر وغزة، للتخلص من الأنفاق وهى خطوه جيده لمصر وغزة و" إسرائيل". وفى نفس السياق قال الدكتور عماد جاد، رئيس تحرير مجلة " مختارات إسرائيلية" الصادرة عن مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن مصر اتخذت أربع خطوات مع بداية الاعتداءات، منها سحب السفير المصري من تل أبيب، ورحيل نظيره " الإسرائيلي"من القاهرة، وطلب عقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب بجامعة الدول العربية، وطلب اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي. متوقعا بأن تكون الخطوة المقبلة هي تجميد العلاقات الدبلوماسية مع " إسرائيل"، مما سيسبب تداعيات خطيرة على مصر، أهمها توتر في علاقتها بالولاياتالمتحدةالامريكية، وكذلك مع دول الاتحاد الاوربى، التى ستقدم لمصر خلال الفتره المقبله، حزمه مساعدات ماليه بقيمه خمسة مليارات يورو، من الممكن أن تتوقف عنها بعد القرار. ويرى جاد أن الإداره المصرية قد استجعلت فى الخطوات التى اتخذتها مع بداية الاعتداءات، حيث كان من الأفضل اتخاذها بعد الضربة، واصفا قرار الحرب مع اسرائيل بأنه " جنونى " ويشكل خطرا بالغا على المنطقة فى ظل التوتر والأحوال الصعبه التى تعانيها مصر.