انكشف المستور من خلال تصريح الأسد الأخير: «إسقاطي أو التقسيم يعني تحويل الحرب من سوريا إلى الدول المجاورة، ويزعزع المنطقة لعقود»! إذاً، سبب تأخر حل قضية سوريا من خلال المداولات الكثيرة على مدى سنتين ونصف السنة هو المد والجزر الأميركاني، الروسي، الأوروبي، ومحاولة إرضاخ المعارضة لهم، وقد وضح من خلال مواقف أميركا وفرنسا تأخر مد الثوار بالسلاح. الحرب في سوريا قضية شائكة. لا أريد ان أخذل أو استبطئ الحل والسلم، فهما مرتبطان بقوى أخرى غير ما ذكرت، وهما الأميركان والغرب، فهناك قوة أخرى لا يستهان بها وهي إيران وروسيا وحلفاؤهما، ودخل على الخط اليوم مصر - الإخوان، فهي لا شك تحاول أن تعزز قوتها عن طريق إيران والدول الأخرى المرتبطة بها وتنظيمها، فمنذ بداية دولة الملالي في إيران وهي مرتبطة بالسودان وبعض الدول الأفريقية وأميركا الجنوبية والخلايا المنتشرة في جسد الأمة العربية، مثل حزب نصر الله في لبنان، وفي العراق حزب الدعوة، وفي دول الخليج العربي خلايا الحرس الثوري وحزب الله تقدر بعشرات الآلاف، أي أن الخوف أو قل المرض ليس فقط من خارج الجسد وإنما ممن في داخله، طوابير طويلة حتماً ستصطف مع دولة ولاية الفقيه أو قل سقوط سوريا الأسد. وهناك أمر آخر أو قل مخاوف على الثورة في الداخل من أن تأكل بعضها بالحرب بينها، أي أن تشعل أميركا الحرب بينها أو تربط مساعداتها في الداخل بالسلاح وتعجيل السلم، وفي الخارج تدليل المعارضة أو تهديدها بأن تطلب من الجيش الحر القضاء على الجيوش الأخرى مثل النصرة، وكل متطوع للقتال هناك ذهب يريد الشهادة وليس شيئاً آخر، بحجة أنهم فلول القاعدة وقد تجمعوا في سوريا! الحرب في سوريا حرب لا مثيل لها، فلو كانت سهلة هيّنة لانتهت فصولها في أشهر، مثل غيرها في تونس وليبيا واليمن، فهي شبيهة بما يحدث في مصر من الناحية السياسية، فالغرب وأميركا كما يخافان من التداعيات بعد ذلك في سوريا، يخشيان من التداعيات في مصر، أي تولي حزب الإخوان مقاليد النظام برمته، لأنه سيصل إلى كل الأوطان من خليجيها إلى مغربها! وهو كذلك مرتبط بالحرب في سوريا، فلهذا تحاربه بعض دول الخليج العربي وتتردد دول أخرى، وذلك لتغلغله في الحكومات، حيث من الصعب نزعه، وكذلك الخوف من كشف الأسماء! إذاً، الوضع العربي عامة والخليجي خاصة معقد وحرج ودقيق، والمخرج منه صعب جداً جداً، بل محاولة الدول العربية بمعارضتها التفرد بالرأي والقرار والفعل ستعجل بوقوع كوارث أكثر من هنا وهناك! والله المستعان. *** الحذار: «التفك (البندقية) العمية فيها رمية»! د. محمد بن إبراهيم الشيباني [email protected]