ذكرت صحيفة وورلد تريبيون الأمريكية، اليوم السبت، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما مصر على أن يزج ببلاده في حرب جديدة لكنها هذه المرة ليست مثل حرب أفغانستان او حرب العراق او ليبيا مرجحة أن يشعل قصف سوريا حريقا في المنطقة قد يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة. وقالت الصحيفة، إن الحرب العالمية الأولى بدأت في سراييفو لكن الحرب العالمية الثالثة ستبدأ في سوريا على ما يبدو. ومضت الصحيفة تقول إنه في عام 1914 انزلقت أوروبا إلى طريق الدم وكانت شرارة الصراع قد بدأت في زاوية بعيدة في البلقان مشيرة إلى أن بريطانيا وفرنسا والمانيا والنمسا والمجر وايطاليا وتركيا وروسيا وفي النهاية الولاياتالمتحدة دفعوا في اتجاه الحرب التي تسببت في مقتل الملايين بعد إصدار زعماء هذه الدول تحذيرات وإنذارات متهورة قادت بلادهم نحو الكارثة. وشبهت الصحيفة سوريا ب "صندوق البارود" حديث موضحة أن الدولة عانت من انقسام وتمزق على مدار العامين الماضيين بسبب الحرب الاهلية الطائفية الخبيثة التي اسفرت عن مقتل اكثر من 100 الف سوري وهروب ثلث سكان البلاد تقريبا إلى دول أخرى. واستطردت الصحيفة تقول ان إيران وحزب الله وروسيا دعموا رجل سوريا القوي بشار الاسد بينما يحظى المقاتلون الاسلاميون بدعم المملكة العربية السعودية وتركيا والقاعدة والجهاديين الاجانب لدعم صفوف المعارضة المناهضة للنظام السوري. واستطرت الصحيفة تقول ان النزاع يدور بين العلويين الشيعة والوهابيين السنة والمسلمين والمسيحيين والاصوليين والعلمانيين. وأردفت الصحيفة تقول إنه حال توجيه الولاياتالمتحدة ضربة عسكرية محدودة فقد تورط جميع القوى الاقليمية الكبرى بما في ذلك إسرائيل لان حلفاء الأسد استثمروا لمصلحتهم في بقائه. وذكرت الصحيفة بأن حزب الله تعهد بمهاجمة أهداف أمريكية وإسرائيلية اذا شنت الولاياتالمتحدة هجوما عسكريا. كما هددت إيران ايضا بان تنهال صواريخها على تل ابيب فيما تعهدت موسكو بزيادة شحن الاسلحة إلى دمشق. وأشارت الصحيفة إلى أن قصف سوريا قد يشعل فتيل قنبلة كبرى في الشرق الاوسط. ومضت الصحيفة تقول ان الرئيس الامريكي باراك اوباما يدفع الولاياتالمتحدة في اتجاه هذه الحرب الكارثية لسبب واحد وهو "حفظ ماء وجهه" حيث انه في اغسطس 2012 أعلن "خطا احمر" في سوريا وهو استخدام الغاز السام. وقالت الصحيفة ان الإدارة الأمريكية اعلنت ان قوات الاسد استخدمت حديثا الغاز السام في هجوم بالاسلحة الكيماوية على المدنيين في منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة وهو ما اسفر عن مقتل المئات. وقالت الصحيفة ان مجلسي النواب والشيوخ ينبغي عليهما الا يسمحا لاوباما باستخدام القوة العسكرية. واعتبرت الصحيفة أن الرئيس اوباما يغامر بان يجعل من نفسه نسخة مماثلة في القرن الحادي والعشرين من جوزيف فرانز امبراطور النمسا الذي سبب عدوانه العسكري المتهور تداعيات كارثية. وقالت الصحيفة إن المبرر الوحيد لخوض الحرب هو حماية المصالح الامنية القومية الحيوية مشيرة إلى أن وحشية نظام الاسد وهمجيته ليست محل نقاش لكنه لا يمثل خطرا على الولاياتالمتحدة ولم يهددها. ومضت الصحيفة تقول إن الرئيس الامريكي باراك اوباما يسعى لشن حرب غير شرعية لا اساس استراتيجي او اخلاقي لها تعكس امبريالية مولعة بالقتال متخفية تحت غطاء التدخل الانساني. وقالت الصحيفة إن الحرب الاهلية في سوريا هي شيء لا يخص الامريكيين. وشنت الصحيفة هجوما شديدا على الرئيس الامريكي باراك اوباما وقالت انه ينحاز إلى صف القاعدة ذلك التنظيم المسؤول عن مقتل 3 الاف امريكي في اسوأ هجوم ارهابي على الاراضي الامريكية في إشارة إلى هجمات الحادي عشر من سبتمبر. وأردفت الصحيفة تقول ان المعارضة السورية مهيمن عليها من قبل متطرفين ارتكبوا اعمال وحشية كثيرة وذلك خلافا لما ذكره وزير الخارجية الامريكي جون كيري. وقالت الصحيفة إن الجهاديين المرتبطين بالقاعدة ذبحوا رهبانا وراهبات ونساء واطفالا وحرقوا كنائس. ورأت الصحيفة إن هدف المسلحين هو تطهير سوريا "من جميع المسيحيين" حسب وجهة نظرها... وقالت الصحيفة إن من يدافعون عن توجه الرئيس الامريكي يقولون ان ارواح الذين قتلوا بالغاز السام تستحق ما هو اكثر من ارواح الذين قتلوا بسبب القصف والعنف الدائر بسبب الاشتباكات مشيرة إلى أن كلا من القوات الموالية للاسد والمقاتلين ارتكبوا جرائم حرب لا تعد ولا تحصى وان قصف نظام الاسد سيعكس الرغبة في انتقام انتقائي وهو من اوجه النفاق الصارخ. وقالت الصحيفة إن وزير الخارجية الامريكي كيري يزعم ان ترك الاسد ينجو بفعلته سوف يجريء الحكام المستبدين ويشجعهم على استخدام هذا النوع من الاسلحة المحرمة وهو ما يهدد النظام العالمي ولهذا فمن الضروري على الولاياتالمتحدة التدخل. وقالت الصحيفة إن زعم كيري لا اساس له من الصحة حيث قائلة ان الزعيم المصري السابق جمال عبد الناصر استخدام اسلحة كيماوية في حرب اليمن كما استخدام الديكتاتور العراقي صدام حسين الغاز ضد عدد لا يحصى من الاكراد اكثر بكثير من الذين قتلوا من هجوم الاسد لكن هذا لم ينه حضارة العالم. وقالت الصحيفة ان اكثر من 800 الف شخص ذبحوا في القتال بين الهوتو والتوتسي في روندا في واحدة من اسوأ مذابح الابادة الجماعية في نهاية القرن الماضي وكانت الاسلحة المسخدمة في ذلك الحين "المناجل" وهو ما يؤكد أن إثارة اعمال العنف لا تحتاج إلى اسلحة متطورة بقدر ما تتطلب رغبة خبيثة من اشرار عازمين على فعل ذلك. وفي الختام شبهت الصحيفة اوباما بامبراطور روماني مخمور في السلطة واصبح مغيبا للغاية وبعيدا عن الواقح مؤكدة على أن قصف سوريا سيحول اوباما إلى رئيس مارق وامريكا إلى دول مارقة وانه ينبغي على الكونجرس ايقافه قبل فوات الاوان