أستطيع الدخول معك -عزيزي القارئ - في رهان بمليون ريال ، إن استطعت أن تتمالك نفسك من الضحك ، أمام هزلية مشاهد (حرب الطعمية ) التي هي أقوم من ساق على قدم هذه الأيام على ضفاف نهريّ تويتر وفيس بوك.، بين فريق مصري وآخر من قطر .. والمرشحة لمزيد من التوسع بعد دخول أسماء بارزة لإعلاميين ونجوم في الفن والرياضة ! رهاني هذا ليس بسبب خفة دم العرب (اسم الله عليهم ) ، فالكل يعرف أننا أمة لم يبقَ لها من الدم إلا خفته ! .. بل يعود إلى سببين آخرين أولهما أن كل قصائد الشتم ومواويل الردح التي نظمت من أجل (أقراص الطعمية ) هي من شر البلية الذي يدعو للضحك فعلاً !! .. وثانيهما أن الانكسارات والهزائم التي نعيشها كأمة ،و التي جعلت من العربي أكثر مخلوقات الله اكتئاباً - بحسب دراسة علمية - تدفعنا إلى الضحك من أنفسنا .. على طريقة ذلك الطير الذي يرقص أو يضحك - لا فرق- مذبوحاً من الألم! . إذا كانت حرب (الطعمية) تفتح صفحة جديدة في ملف حروبنا العربية العبثية الصغيرة، و سباقاتنا المزمنة نحو التيه والتشظي .. منذ أيام (داحس والغبراء ) وحتى أيام مباريات ( مصر والجزائر) ، فانها تؤكد على حقيقة حالتنا كعرب مع الانكسارات .. فكلما زادت هزائمنا كلما هربنا نحو حروب هامشية جانبية نفتش فيها عن انتصارات وهمية !. والمضحك أن الحرب الحالية ليست الحرب الوحيدة التي دخلناها على (حس ) الطعمية! ..فقبل سنوات قليلة نشبت معركة ( فلافلية) بين شركة إسرائيلية تدعى (بومبا نغت) ورجال أعمال لبنانيين خلال مهرجان دولي ، بسبب فوز الإسرائيليين بجائزة لابتكارهم نموذجاً جديدا لأقراص (طعمية ) أو ( فلافل، بحسب الرواية الشامية ) .. فثارت ثائرة العرب وتنادوا واقسموا أن إسرائيل الدخيلة سرقت (الفلافل) من تراث المنطقة ! ..وهددوا بإشعال حرب (صوتية ) لعدة أشهر على جميع وسائل الإعلام للوقوف ضد ( تهويد ) الفلافل ولإثبات عروبة (الطعمية ) ..وبالطبع لم تكترث (إسرائيل) التي تنفق نحو 5% من ناتجها القومي على الأبحاث العلمية (وليس على صحون الفلافل والحمص ) ، بهذه الحرب السخيفة لأنها انتصرت علينا بالفعل في 3 حروب على الأرض ! كنت قد راهنتك - سيدي القارئ- في بداية المقال على الضحك.. لكني لا أستطيع رهانك الآن على البكاء .. فانا لا أضمن أن تسقط دمعتك كمداً على أمة أضاعت الأرض ثم أخذت تتباكى على صحون الطعمية و الفلافل ! [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (61) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain