أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية على ضرورة معاملة المواطنين الإماراتيين لدى دخولهم دول منطقة "شنغن" مثل المواطنين البلجيكيين ومواطني معظم الدول الأوروبية الذين يمكنهم الحصول على تأشيرة دخول لمدة 30 يوماً لدى وصولهم إلى الإمارات، وقال إن الدولة تطالب بدورها بأن يعامل مواطنوها بالمثل لدى دخولهم دول منطقة "شنغن" وذلك تقديراً للعلاقات المتميزة بين الإمارات وأوروبا وللمساهمات الاقتصادية المهمة للأنشطة الإماراتية في أوروبا. جاء ذلك خلال لقاء سموه أول من أمس في بروكسل ديدييه رايندرز نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية ووزير التجارة الخارجية والشؤون الأوروبية بمملكة بلجيكا في اطار الزيارة التي يقوم بها سموه لعدد من دول الاتحاد الأوروبي. وجرى خلال اللقاء بحث سبل دعم العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات ومملكة بلجيكا خاصة في المجال التجاري والاستثماري حيث استعرض الجانبان أبرز الفرص والحوافز التي توفرها حكومتا البلدين بهدف جذب المزيد من الاستثمارات وتوسيع النشاط التجاري بينهما وتعزيز فرص التعاون بين القطاع الخاص في البلدين، كما تم استعراض التطورات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط وعدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك التي تتعلق بأمن الشرق الأوسط وأوروبا. حضر الاجتماع سليمان حامد سالم المزروعي سفير الدولة لدى المملكة البلجيكية. مذكرتا تفاهم ووقع سمو الشيخ عبدالله بن زايد ونظيره البلجيكي مذكرتي تفاهم تتعلق الأولى بالمشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية والخدمة العامة الاتحادية للشؤون الخارجية والتجارة الخارجية والتعاون للمملكة البلجيكية وذلك رغبة منهما في تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون القائم بين الطرفين من خلال تأسيس آلية للتشاور السياسي وإدراكا منهما لأهمية التنسيق بين البلدين حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وتتعلق مذكرة التفاهم الثانية بإنشاء لجنة مشتركة للتعاون بين حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة وحكومة المملكة البلجيكية إيمانا منهما بدعم الروابط القائمة بين بلديهما ورغبة منهما في تعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات وتطويرها تحقيقا للأهداف المشتركة للبلدين الصديقين. وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ان العلاقات الاقتصادية بين دولة الإماراتوبلجيكا تشهد تطورا متسارعا يعكس رغبة البلدين في تحقيق شراكة إستراتيجية تمس كافة المجالات والأنشطة الاقتصادية. مشيرا سموه الى ان البلدين يتمتعان حاليا بالعديد من المقومات والعوامل التي تمكنهما من بدء مرحلة جديدة من الشراكة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية من شأنها أن تحدث نقلة نوعية وزيادة كبيرة في حجم التبادل التجاري بين الجانبين وكذلك زيادة نسبة الاستثمارات المشتركة في العديد من المشاريع التنموية. علاقات مميزة وأوضح سموه أن الإماراتوبلجيكا ترتبطان بعلاقات دبلوماسية مميزة منذ قيام الاتحاد، حيث تعتبر بلجيكا من الدول الأوائل التي اعترفت باستقلال دولة الإمارات وصوتت لصالح انضمامها الى منظمة الأممالمتحدة وازدهرت العلاقات بين البلدين حتى تحولت العلاقات الدبلوماسية الى اواصر صداقة تربط بين قيادتي البلدين والى علاقات اقتصادية تتقوى يوما بعد يوم، مشيرا سموه في هذا الصدد الى النمو المطرد لحجم المبادلات التجارية بين البلدين. وجهة رئيسية أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد ان الامارات تحتضن أكثر من 30 شركة بلجيكية وما يزيد على 3 آلاف مواطن بلجيكي يعيشون على أرضها كما يتوجه ما يقارب من ألف مواطن إماراتي إلى بلجيكا سنويا لتلقي الرعاية الصحية فيها، حيث تعد بلجيكا وجهة أوروبية رئيسية بالنسبة للإمارات، كما أن قيمة التجارة والاستثمارات المتبادلة بين البلدين بلغت العام الماضي نحو 4 مليارات يورو وهو رقم كبير بالنسبة لبلدينا. وقال: "هناك نسبة عالية من تبادل الزوار بين البلدين، حيث تسير شركة الاتحاد للطيران الناقل الوطني للدولة رحلة مباشرة واحدة يوميا على الأقل بين أبوظبي التي تعد مركز السفر والأعمال الرئيسي في منطقة الخليج العربي ومدينة بروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبي، وفي كل أسبوع يسافر أكثر من ألفي مسافر من كل مدينة على متن الرحلات الجوية التي تستغرق كل منها ست ساعات ونصف.