فائزا في ثاني مناظرته مع غريمه الجمهوري رومني, ليعوض ما خسره من نقاط في مناظرتهما الأولي, وذلك قبل ثلاثة أسابيع من إجراء الانتخابات المقررة في السادس من الشهر المقبل. ومن الواضح أن المرشح الديمقراطي قد استفاد كثيرا من أخطائه في المناظرة الأولي, واستطاع امتلاك ناصية الهجوم علي منافسه الجمهوري الذي حاول إحراجه من خلال تركيزه علي مسئولية اوباما عن مقتل السفير الأمريكي في بنغازي, وعدم حسم الملف النووي الايراني, بالإضافة إلي القضايا الاقتصادية الداخلية, خاصة ما يتصل منها بعدم توفير فرص عمل لنحو23 مليون امريكي عاطلون. ومن الواضح أن الناخب الامريكي لا يزال مترجحا في المفاضلة بين اوباما الراغب في اقتناص فترة رئاسية ثانية, ورومني الساعي للظهور كمنقذ للولايات المتحدة من مأزقها الاقتصادي والمالي والقادر علي استعادة دورها الدولي الفعال. وفي كل الأحوال فإن السباق المحموم للبيت الأبيض تطغي عليه لهجة تملق واسترضاء إسرائيل باي ثمن, سعيا خلف أصوات وأموال اليهود الأمريكيين الذين يلعبون دورا بارزا في تمويل الحملات الانتخابية للمتصارعين للوصول لسدة الرئاسة الأمريكية, ولهذا فإن الدول العربية ستظل علي الهامش ولن يكون لها ثقل في تحديد توجهات المرشحين نحو ما تكتظ به منطقة الشرق الأوسط من أزمات ومشكلات. وربما كانت تلك فرصة سانحة للبلدان العربية للعمل الجاد لتنفيذ مطلب قديم جديد بتكوين لوبي في الولاياتالمتحدة بامكانه الدفاع عن مصالحها.