الجمعة 19 أبريل 2013 05:54 مساءً يكاد ان يكون اللقاء المرتقب للشخصيات التاريخية الجنوبية في الخارج حديث الساعة ليس فقط لدى ابناء الجنوب فحسب بل لدى الكثير من المراقبين والمهتمين ، الذي سيتمخض عنه اذا ما كتب له النجاح مؤتمر الحوار الجنوبي الجنوبي ، ولا ابالغ ان قلتُ ان درجة الاهتمام بهذا الحدث المرتقب لدى الاعداء اكبر منه عند الاصدقاء..ففي الوقت الذي وجدنا فيه ابناء الجنوب يُصلون ويدعون ويتقربون للرفيق الاعلى كي يكتب النجاح والتوفيق لهذا اللقاء ، وجدنا من يستعينون بالشيطان ويمارسون حيله وطلاسمه في محاولاتهم افشال ذلك اللقاء وهولا هم من دنست تراب الجنوب اقدامهم ومعهم اعوانهم وذيولهم بصحفهم ومنتدياتهم التي لا تنطق إلا كفراً ولا تحوي إلا مُكراً ،فلكم خبرتنا تلك المنابر عن مؤشرات فشل ذلك اللقاء وعن الخلافات التي دارت بين اللجان التحضيرية لذلك اللقاء وعن من انسحبوا ومن رفضوا..الخ رغم النفي المتكرر من قبل القائمين على التحضير لهذا اللقاء ...لماذا كل هذا ؟ الجواب لأنهم يدركون تماماً ان نجاح هذا اللقاء انما يمثل آخر مسمار في نعش ألاحتلال . كخطوة اولى في طريق النجاح تمكنت اللجنة التحضيريةالمصغرة المكلفة بالتهيئة للقاء الشخصيات الجنوبية في الخارج بعد أن عقدت عدة لقاءات في العاصمة المصرية القاهرة من تقريب وجهات النظر بين الفصيلين الرئيسيين في الحراك السلمي الجنوبي جماعة بيروت وجماعة القاهرة ، وهذا بحد ذاته يمثل بداية جيدة تنم عن صحوة وشعور بمسئولية القيادات تجاه قضية شعبهم التي انتصرت لها تلك المليونيات وليدركوا انهم مطالبون اليوم اكثر من أي وقت مضى بمزيد من التوافق ونبذ كل اشكال الفرقة كما يجب ان يدركوا انهم في سعيهم لعقد ذلك اللقاء فهم يضعون انفسهم امام مفترق طرق: اولهما طريق النجاح : ان الحاجة الملحة لعقد مثل هذا اللقاء تضع القيادات التاريخية للجنوب عند سعيهم لعقده امام خيار واحد ووحيد هو النجاح ولا خياراً غيرة وذلك كضمان لبلوغ الهدف الثوري(استعادة الدولة)ونجاح ذلك اللقاء يعني نجاحهم في: 1 الاتفاق على الثوابت الوطنية والنضالية والمتمثلة في وحدانية الهدف ووحدانية الالية التي تؤدي الى بلوغ الهدف وتوحيد الخطاب السياسي والرؤية السياسية وتوحيد الصوت الجنوبي 2 نجاحهم في توحيد الصف الجنوبي ذي القيادة الموحدة. 3 نجاحهم في بناء الحامل السياسي للقضية الجنوبية. 4 نجاحهم في الاتفاق على توحيد الاسلوب النضالي. وهذا يتطلب منهم ان يرتقوا الى مستوى الحدث ويعملون على توحيد الجهود والمواقف وتقديم التنازلات بدلاً من التعنت والتعصب الاحمق الذي لا يخدم القضية بقدر ما يضرها ويجب ان يدركوا ان ما يعانيه شعب الجنوب لهو اصعب من ان يحتمل ويجب ان لا تتمحور نقاط خلافهم على نسب التمثيل والمناصب القيادية كما يجب ان يكونوا اكثر تركيزاً على نقاط الالتقاء الموحدة وترك نقاط الخلاف او حتى تأجيلها وكذا الاستفادة من اسباب فشل اللقاءات السابقة ...الخ. ثانيهما طريق النفق المظلم : وهذا الطريق هو ما يسعى نظام الاحتلال الى وضعنا على قارعته، وهو بسعيهُ هذا انما يحاول ادخالنا الى ذلك المدار ذي الحلقة المفرغة لنظل مشتتين مقسمين متناحرين لن تقوم لنا بعده قائمة ، والرهان القائم الذي يراهن عليه نظام صنعاء هو افشال كل اللقاءات الجنوبية الجنوبية لتصبح عادة الفشل لسيقة بأي نشاط سياسي جنوبي سيما بعد فشله في اجتذاب اهم مكونات الثورة الجنوبية الى مؤتمر حوار صنعاء ، كما ان فشل لقاء الشخصيات الجنوبية المرتقب معناه فشل الجنوبيين في تحقيق الاصطفاف السياسي وهذا يعني استمرار تعدد المنابر التي تتحدث باسم شعب الجنوب وهذا بلا شك سيضعف من مصداقية القضية خاصة وان تلك المنابر لا تتحدث بصوت واحد. وفشل لقاء الشخصيات الجنوبية سيؤدي بشكل او بآخر الى حرماننا من فرصة تاريخية سانحة في الافق سيما وان هناك بوادر امل تتمثل بوجود شبه قناعات لدى اعضاء مجلس الامن بعدالة القضية الجنوبية وأولويتها كما جاء مؤخراً على لسان المبعوث الدولي جمال بن عمر خلال لقاءات موسعه اجراها مع وفد جنوبي في الولاياتالمتحدة في مقر الاممالمتحدة. وبعد هذا العرض سيبقى السؤال الى أي مسار سيتجه لقاء الشخصيات السياسية الجنوبية في الخارج هل الى الطريق الذي ستنفرج فيه آمال وطموح الجنوبيين ام الى الطريق الذي سيجعلنا نتوه وساساتنا في المتاه ؟؟ .