بقلم محمود الرامي باستغراب شديد قرأت ما كتبه شعرور وزارة الثقافة في المغرب حسن الوزاني على صفحات "دنيا الرأي" في حق أستاذنا الكبير، وعميد الترجمة في المغرب، الدكتور عبد الرحيم حزل. طبعاً لم يكن صاحبنا، مدير الكتاب بوزارة الثقافة، يملك الشجاعة ليكتب ما كتب باسمه الحقيقي. وأنى له ذرة من شجاعة، وإن هو إلا دعي أفاق، جاء إلى وزارة الثقافة زحفاً على بطنه، وأخذ يكيد لولي نعمته الشاعر حسن نجمي إلى أطاح به وتولى مكانه. وهو بهذه الوظيفة فرح منتش، لا تسعه الدنيا، ولا يطيق أن تُقال كلمة حق في الوزارة التي تدفع إليه لقمة العيش، إلا انبرى للرد عليها مهتاجاً كدجاجة طبيحة. لقد شاهدنا هذا الشعرور (الذي، ويا للغرابة، قد سرق قصائد ديوانه اليتيم من الشاعر عبد الرحيم حول نفسه، كما تناقلته الصحف المغربية في حينه) وهو يرتعد ويتصبب عرقاً كلما تحدث أحد المثقفين بالانتقاد لوزارة الثقافة، فينبري يرد عليه بما هو معهود فيه من الرياء والتلوّن وكيل المديح الفارغ للوزير، التافه مثله. والحال أن كل من له صلة ولو من بعيد بشؤون الكتاب يرى أن هذه الوزارة البائسة (فهي وزارة السخافة فعلاً، لا الثقافة) لم تفعل شيئاً في مجال الكتاب، وإن هو إلا ذلك المعرض السنوي اليتيم، وتلك الجائزة الأسخف منه. هذا كل ما تفعل وزارة شعرورنا المنتحل الدعي. فماذا فعل أستاذنا الدكتور عبد الرحيم حزل؟ لقد رفع صوته الشجاع، كما لم يفعل أحد قبله، في وجه الوزير، وقال له في اجتماع ضم جميع أعضاء لجان جائزة المغرب (التي كان عضواً في جائزة الترجمة فيها، ثم كتب متوعداً ألا يعود إليها أبداً)، قال الدكتور عبد الرحيم حزل للوزير بكل شجاعة : "إنني لا أحب دموع الوزراء. وإذا كنتَ لا تستطيع أن تفعل شيئاً للكتاب والمجلة والتنشيط الثقافي فما عليك إلا أن تستقيل من الوزارة". وقال له كذلك : "إن وزيراً لا يليق به أن يبكي. بل الذي يبكي هو المثقف المكتوي بنار الوضع الثقافي، والذي لا يملك سلطاناً لتغييره. وأما الوزير فينبغي أن يقول فعلت كذا وكذا، وأريدكم أن تعينوني على فعل كذا وكذا. أو أشيروا عليّ بما ترون أنه الأصلح للنهوض بالوضع الثقافي...". وعلى العكس فوزارة الثقافة بميزانيتها الهزيلة تسعى في مشاريع وأنشطة لا يقتدر عليها حتى ولا الخواص. وتصب ميزانيتها في أمور لا تخدم إلا الطابع الضريحي الميت للمغرب؛ فالوزير ينفق ميزانيته الهزيلة في ترميم القبور والأضرحة والزوايا، مما ينبغي أن تتولاه وزارات أخرى. هذا ما قاله الدكتور عبد الرحيم حزل. وأما ما زعم هذا الدعي الذَّنَب، الذي لا يملك لا جرأة الرجال ولا شهامة الرجال، بشأن ترشح الدكتور حزل للجائزة فهو كله عار عن الصحة. فالذي لا يعرف هذا الدعي الذي نبت على حين غرة في هذه الوزارة الشوهاء أن الدكتور حزل صاحب 52 كتاباً مترجماً، وأنه منذ عشر سنين يترشح لهذه الجائزة فيحرمه منها أمثال هذا الدعي ممن لا يطيقون سماع كلمة الحق. وبالله عليكم هل سمعتم سخفاً أكثر من احتجاج هذا الشعرور التافه بالترجمة التي قام بها ذلك التافه مثله فريد الزاهي لكتاب إدمون دوتي، وأسماه "السحر والدين في إفريقيا الشمالية"؟ إن "المترجم" قد جاء على عنوان الكتاب نفسه بهذا الخطإ القاتل، بل هو "شمال إفريقيا"، كما لا يعرف هذا الدعي الأفاق. ثم انظر في الكتاب فستجد هذا الكتاب الذي يعج بالتناقضات والأخطاء القاتلة والذي فاز بأكبر جائزة في المغرب لا يحتوي حتى على مقدمة للمترجم. أهذا هو الكتاب الذي يحتج به هذا الدعي الأفاق؟ لقد توارى هذا المسخ الشائه وراء اسم لا وجود له، لكن كل ما يدل عيله. فهو قد حضر ذلك الاجتماع، وهو يزعم أنه يعرف ما في تقارير اللجان، وهو يتطاول على أمور تخص النشر الذي تدعمه الوزارة، ويتكلف فيها الكذبة تلو الأخرى. ويريد أن يواري سوأته فيزعم أنه تعامل مع الدكتور عبد الرحيم حزل في كتاب له. وكل من قرأ تلك المقالة يعرف أنه هو حسن الوزاني، ذنب الوزارة الذي قد رُفعت ضده دعوى قضائية في سرقة رسالته للدكتوراه من أحد الموظفين في وزارة الثقافة، ائتمنه عليها، فما علم إلا وصاحبنا يتقدم بها لنيل شهادة الدكتوراه التي لا يشرفها هو وأمثاله. وأما بعد، فأما الزبد فيمضي جفاء، وأما ما ينفع الناس فيلبث في الأرض.