باتت العملة الصينية الرقم واحد بين العملات الأجنبية في العمليات التجارية، بحسب مارك كيوبان خبير العملات . ففي ديسمبر/كانون الأول الماضي لجأ أحد رواد الأعمال البارزين إلى تحويل كل قرش إلى قروض قاسمها المشترك الين، وحدث ذلك عندما كانت العملة اليابانية مطروحة على التداول بما يساوي 80 سنتاً للدولار . وفي هذه الأيام يشعر كيوبان بالسعادة، ففي يوم الجمعة الماضي، تجاوز سعر الدولار 100 ين لأول مرة في أربع سنوات . نعم، إن الدولار يحلق عالياً، ولكن إلى أي مدى ستستمر تلك الأرباح؟ وما رأيكم بأن يصبح سعر الدولار الواحد 150 يناً؟ جاء ذلك ضمن تعليقات المسؤولة الأولى في مؤسسة "بسمر ترست" للاستثمارات في أحد تعليقاتها على شبكة "سي إن بي سي" . حتى الآن أصبح الين طريقة وحيدة للرهان حيث تراجع بنسبة الثلث أمام الدولار في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، وفي يوم الجمعة الماضي انخفض الين انخفاضاً قياسياً أمام العملة الأمريكية، وهو الآن في أدنى مستوياته أمام اليورو منذ ثلاث سنوات . ولكن كيف حدث ذلك؟ غامر رئيس الحكومة اليابانية شينزو آبي بمستقبله السياسي عاملاً على وضع نهاية لعقدين من الركود والكساد الذي يشبه المراوحة في المكان، ولكن إجراءاته الحاسمة لم تبدأ في بلورة خطته . وتضم خطة آبي التي أطلق عليها "آبينومكس" عدداً من المكونات مثل الإنفاق الحكومي والإصلاح الهيكلي، ويمكن وصف هذه الخطة بأنها الأكثر جرأة، خاصة في ما يتعلق بالتجربة النقدية . ففي الرابع من إبريل/نيسان الماضي أعلن البنك المركزي الياباني أنه سيضخ 4 .1 مليار دولار في الاقتصاد في نهاية العام ،2014 أي ضعف الأساس النقدي لبرنامج شراء الأصول . والجدير بالذكر أن مجلس احتياط النقد الاتحادي الأمريكي يقوم بشراء أصول أكثر مما يشتريه البنك المركزي الياباني، ويعمل بيرنانكي رئيس المجلس على شراء 85 مليار دولار شهرياً مقابل 79 مليار دولار في اليابان . ولكن لا بد من إيضاح أن حجم الاقتصاد الياباني لا يزيد على ثلث الاقتصاد الأمريكي . وبالطبع فإن من الأعراض الجانبية لجمعه كميات هائلة من العملة، أن مارك كيوبان بدأ يقلص من ديونه لأن الين يهوي . وقد نعتقد أن الاقتصاد الأوروبي المترنح والحكومة الأمريكية لن تتوقف عن الأنين والشكوى في ضوء توعك صناعاتهم وعدم قدرتها على المنافسة ضد العملة اليابانية الضعيفة . لكن مثل هذا الاعتقاد يجانب الصواب . ولأمر واحد، فإن الجميع لم يكفوا عن القول إن اليابانيين يحفزون اقتصادهم وديناميات خطة آبي، على الرغم من كل التوقعات القاتمة، وعلى العكس، فإن الخطة ناجحة وإن مستوى إنفاق الأسرة اليابانية ارتفع في مارس/آذار بإيقاع أسرع مما كان متوقعاً في السنوات التسع الماضية . وفي الوقت ذاته، فإن نسبة البطالة في اليابان هي حالياً في أدنى مستوياتها لأول مرة منذ أربع سنوات، ويتوقع اقتصاديون أن الإنتاج الصناعي سينتعش عما قريب . في يوم الجمعة الماضي ، أغلق نيكاي عند 54 .،14607 وهو المستوى الأعلى منذ يناير/كانون ثاني العام 2008 . وقد ارتفع مؤشر نيكاي إلى أكثر من 40% العام الحالي . وفي نيويورك قال جو ستيرنبيرغ في تقرير نشر في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن المصدرين اليابانيين لعبوا دورهم في التخفيف من المعارضة الأجنبية باختيار عدم خفض أسعارهم على نطاق واسع . والأهم أن طوكيو تلعب دور المواطن العالمي باستخدام احتياطاتها المزدهرة لشراء سندات أمريكية وأوروبية وآسيوية، وبذلك فهي تمد يدها للمساعدة والدعم . والجدير أن المجتمع الدولي ليس في وضع يحتم عليه تقديم الشكاوى بصوت قوي، فهناك الكثير من البلدان تقوم بضخ الكثير من إمداداتها المالية أيضاً . ويشار إلى أنه بعد انتهاء اجتماعات السبعة الكبار "جي 7" وصف وزير المالية الألماني ولفغانغ شوبل المناقشات الخاصة بالين بأنها كانت حامية، ولكن طوكيو نجحت في إقناع الدول الست الأخرى بأنها تركز على تحفيز الاقتصاد المحلي، ولا تعمل على خفض عملتها عن قصد وسابق إصرار . وكتبت صحيفة "وول ستريت جورنال" يوم الجمعة الماضي تعليقاً قالت فيه إن ضعف الين هو وسيلة لتغيير اللعبة بالنسبة إلى الصين . وعلى النقيض فإن الصين، ليست مثل "جي 7" أو السبعة الكبار لن تسمح لطوكيو بتغيير اللعبة دون صدام . (فوربس)