«تدوده» هي مفردة جميلة من كلمات أهل هذه الديرة الطيبة وتعني المراوغة أو عدم الاستقرار وكثير من اشكالها نراها تتداول في ايامنا هذه فالبعض يراوغ الآخر من اجل فكرة أو خاطرة أو معلومة حتى يصل إلى مبتغى معين أو هدف يقصده أو غاية يرمي اليها، والذي يطلق عنان تفكيره في هذه الايام تحدث له عملية «التدوده» فتدودههُ مشاهد الساحات السياسية وأهوالها وسرعان تطور احداثها وكلها تبعث على الاسى واللوعة. اتون ما يسمى بالربيع العربي تعصف بالامصار و«تدوده» الناس وتجعلهم في حيرة من امرهم لما يحدث حولهم وبينهم ومن امامهم تخريب وتمزيق وتشريد متتالٍ ولهجات ذات مفردات قاسية تقذف بين الناس فتروعهم وتقض مضاجعهم ثقافات لم يعلمها احد حلت في بلدان هي مراكز للثقافة والتراث، دمرت تلك الآثار واتت ثقافة التخوين والتفريق والتشتيت بين اهل البلد الواحد. آلاف الاطفال حرموا من الاستمتاع بالطفولة ومرضى حلت عليهم مصيبة الموت نتيجة هذا الاتون المتهالك، نساء اثكلت ونساء سبيت ونساء اكرهت على ما يسمى بالزواج والحقيقة بانه ايقاع في اتون الزنا المحرم تطرف حملهُ هذا الربيع المتهالك. تفجير يدوي واناس يذبحون كما تذبح الاضاحي وقبور يعتدى على حرماتها فتنبش هل هذا هو الاسلام؟ وهل هذه هي رسالة السماء؟ وهل هذه هي الرسالة التي ترسل لشعوب مظلومة كي يزاح الظلم عن صدورها؟ ام هذه هي رسالة الظلم والظلمات التي تفضي إلى الألم وتدعو إلى الحسرة؟ فعسى جميع الذين تسول اليهم انفسهم بالتطلع إلى الربيع العربي أن يرعوا ويجعلوا الله امام اعينهم ويتقوا الله في امهم الكويت ويبعدوا اتون الفتنة عن اوساطها ويفكروا في تنميتها ويتحدوا من اجل التفكير في وحدتها ويبعدوا ثقافة الاعتصامات عنها والتهديد والوعيد والتصدي لمشاريع القوانين قبل دراستها بالتجمعات والندوات التي لا تدعو إلى ازدهار. فالمعارضة الحقة هي التي تدعو إلى الاصلاح والقضاء على الفساد وتجعل الكويت وديموقراطيتها خطا أحمر حتى يعمل الجميع في بوتقة واحدة تنتج لبنات صالحات تعمل على تشييد البناء، وتقوية صرح الامة وصدق ابو ماضي: وطريقي ما طريقي أقصير أم طويل أأنا قائد دربي في مسيري أم مقود أأنا أصعد أم أهبط فيه أم أغور أتمنى إنني أدري ولكن لست أدري سلطان حمود المتروك