قيل لرجل: لِمَ أطلقت النار على أسرتك؟! قال: بسبب شعوري بالملل من حياتي اليومية الروتينية ورغبتي في التجديد. يبدو بأن شعبنا الكويتي ممثلا بمجلس أمته قد شعر بالملل من سير الحياة العادية لمجلسه وأراد التجديد عن طريق إضافة شوية action على أدائه، فما كان من رئيس المجلس إلا ان أطلق صافرة بدء السباق للاستجوابات لاسيما بعدما أبدى الرئيس امتعاضه بسبب رفض الحكومة رد السلام على المجلس. طبعا فإن النواب لم يكذبوا الخبر وسارعوا الى تفجير غضبهم عن طريق التوعد بتقديم استجوابين لوزيري الداخلية والنفط. بعض المحللين يعتقدون بأن الهدف من هذا الاندفاع نحو تقديم الاستجوابات هو محاولة من النواب لحل المجلس وذلك عن طريق خلط الأوراق، ومع حل المجلس ستسقط جميع الدعاوى ضد المجلس، البعض الآخر يرى بأنها استجوابات استعراضية لن تتعدى صعود الوزراء الى المنصة والرد على محاور الاستجواب. أياً كانت أهداف الاستجوابات فإننا لا نستطيع ان نحكم عليها قبل سماعها لكن المؤكد هو انها استجوابات مستحقة وأن ملف النفط والداخلية متضخم بما فيه الكفاية لاسيما بعد فضيحة الداو المجلجلة التي لو حدثت في أي بلد آخر لأطاحت بحكومته بالكامل وليس بالوزير وحده!! أما ملف الداخلية فما عليك إلا ان تغمض عينك وتضع إصبعك على أي ملف في البلد لتجد بأن للداخلية دورا فيه، وبالتالي تتعدد الأخطاء فيه، ويسهل صيد الأخطاء ضد الوزير. الأهم في تلك المشاهد المسرحية التي تكررت على أنظارنا عشرات المرات خلال السنوات الماضية، هو السؤال عما سنصل اليه، فحل المجلس لن يؤدي الى الوصول الى مجلس أفضل منه إلا إذا تغيرت المعطيات على أرض الواقع، ومن الواضح ان تلك المعطيات لن تتغير إلا إذا جاء حكم المحكمة الدستورية برفض الصوت الواحد والعودة الى الأربعة أصوات أو إذا قرر المقاطعون الرجوع الى صناديق الاقتراع. أما قضية التعديل الوزاري أو حل الحكومة وتشكيل حكومة جديدة فلن يحل المشكلة لأن أسلوب التشكيل الوزاري لم يتغير منذ عقود وعمل الوزراء لا يخضع الى خطة أو برنامج وإنما لاجتهادات فردية وتفرد في القرارات، والمشكلة التي ذكرناها سابقا هي ان الصراع بين الأقطاب يدفع الى توريط الوزراء وإدخالهم في دوامة الصراع وتصفية الحسابات مهما كان الوزراء مخلصين في عملهم. ليس علينا اليوم إلا ان نربط الأحزمة ونكتم الأنفاس بانتظار ما ستؤول اليه الأمور من الآن وحتى حكم المحكمة الدستورية، وأن نكثر الدعاء لله تعالى ان يلطف ببلادنا وأن يهدي حكومتنا ونوابنا لسبل الرشاد، وأن يجنبنا إطلاق النار على من تبقى من أسرتنا لكي لا نفقد جميع من نحب! د. وائل الحساوي [email protected]