بات الطلبة في الفترة الأخيرة مطلعين بشكل كبير على الثقافات المختلفة، واللغات المتنوعة، وتعددت الأندية الطلابية التي تصب اهتمامها في تلك الثقافات كالصينية واليابانية والهندية والتركية والكورية، واختفت ملامح الهوية الوطنية في معظم الأندية . وهذا الأمر دفع مجموعة من الطالبات إلى تأسيس نادي الإمارات في جامعة زايد، بهدف تعزيز الهوية الوطنية وإحياء اللهجة المحلية، ونقل مفهوم الهوية من مجرد كلمات وشعارات، إلى سلوكيات وإنجازات عملية في شتى المجالات الحياتية . صفية الخانجي رئيسة نادي الإمارات والمتخصصة في مجال علم النفس، تتحدث عن دوره وأهميته في هذا الحوار: من أين استلهمت فكرة إنشاء نادي الإمارات؟ - من الواقع الجامعي، فحين التحقنا بالجامعة وبالأخص في اليوم التعريفي للنوادي، صدمنا من أنه بالرغم من تنوع النوادي وأنشطتها، غاب اسم النادي الإماراتي عن الساحة، وبعد أن اختلطنا مع مجتمع أوسع من الطالبات في الجامعة كانت المفاجأة أكبر، حيث إن معظمهن لديهن وعي ومعرفة عن مجتمعات وعادات متنوعة، ولكن يقل توجيه الاهتمام والوعي نحو الموروث والثقافة الإماراتية الوطنية، ومن هنا انطلقت فكرة النادي الذي يهتم بنشر الهوية الوطنية في المجتمع الجامعي، ليرتقي بها من مجرد كلمات وشعارات، إلى سلوكيات وإنجازات عملية في شتى المجالات الحياتية، ولكي نرد جميل دولتنا الغالية ولنكمل مسيرة البناء والعطاء . ما أهداف النادي؟ - إبراز التراث الإماراتي بطريقة تفاعلية، ونشر الوعي بالثقافة الإماراتية ومجاراتها لبقية الثقافات، وإبراز الهوية الوطنية كقيم وممارسات عملية، وذلك لزيادة الوعي بالثقافة الإماراتية السابقة والمعاصرة ولتفعيل فكرة العمل والمبادرة لخدمة الوطن . كم عدد عضوات النادي؟ - تجاوز عددهن ال 100 عضوة، بالرغم من أن هذه السنه هي الأولى له . ما الأدوار التي تقومين بها؟ - بالتعاون مع الإدارة، أقوم بوضع أهداف وخطط النادي وفعالياته، ورئاسة الاجتماعات العامة واجتماع عضوات مجلس الإدارة، والمتابعة المستمرة لعمل العضوات والتواصل معهن، ومع إدارة الجامعة والمسؤولين فيها، وتمثيل النادي في المحافل الرسمية أو توكيل من ينوب عني في ذلك . ما الطرق التي تتبعينها لجذب الطالبات للانضمام للنادي؟ - أنشطة النادي التراثية بطبيعة الحال تلامس الانتماء والحب الحقيقي للطالبات فهي تربطهن بأيام اعتدن سماع القصص عنها، أو عشن بعضاً منها بالفعل، وهذا الجو التراثي الجميل هو ما نعمل على إبرازه . أما عن الأنشطة والفعاليات التي تعنى بأعمال الثقافة والإنجاز، فأنشطتنا تحمل بشكل كبير طابع الإبداع والتجدد باستخدام التكنلوجيا ودمجها بالرموز التراثية، وهذا ما يجعل الأمور أكثر متعة وجذباً للطالبات، ونحرص على التواصل مع رموز وقدوات إماراتية ناجحة، إما من نفس عمر الطالبات أو من لهن بصمات واضحة في مجال خدمة الوطن، إضافة إلى الرحلات الميدانية التي تكسر الروتين الجامعي وتجعل من المعلومات والمهارات أكثر متعة وسلاسة في الاستقبال والتبادل المعرفي . والكثير من فعاليات النادي يعتمد على التفاعل والنقاش وليس التلقي الباهت، وهذا ما يجعل الطالبات أكثر تحمساً وتفاعلاً معنا . ما أبرز أنشطة النادي على مستوى الجامعة؟ - في هذه السنه أطلق النادي الإماراتي حملة "إماراتي قول وفعل" التي تهدف إلى إبراز الهوية الوطنية بشكل يشمل قيمها السامية وطرق التعبير عنها على هيئة أفعال عملية، ومنها المسابقات والأسئلة التراثية التي تهدف إلى استرجاع وإيصال جزء من المورث الشعبي بطريقة سهلة وممتعة، إضافة إلى تفعيل مواقع التواصل الاجتماعي لنشر معلومات عامة عن ماضي الإمارات وحقائق واقعه المعاصر، باللغتين العربية والإنجليزية، وذلك لنشر الوعي حول الثقافة الأصيلة والحالية بطريقة تناسب مستجدات وقتنا هذا . وأيضاً أفسح النادي المجال للمشاركين من الطالبات وغيرهن في الجامعة، لصياغة أهدافهن لخدمة الوطن بطريقة واضحة ومحددة، ومن ثم كتابتها على مجسمات لقوارب وإطلاقها في الماء، لترمز هذه القوارب للأيام الجميلة، حيث كان الكل يعلق أمنياته في القوارب التجارية المغادرة من الإمارات لترجع فيما بعد بالغنائم التي تزين الأرجاء . وتهدف الحملة إلى إظهار التراث ودمجه مع الحاضر عن طريق استخدام الرموز التراثية كالخوص في صنع أدوات للاستخدامات اليومية، ذلك عن طريق ورش تعليمية شاركت فيها طالبات الجامعة في اليوم الوطني . وهل هناك اهتمام باللهجة المحلية؟ - نعم، قام النادي بتناول معظم المفردات الشعبية ونشرها بين الطالبات وحتى المعلمين في الجامعة، وذلك عن طريق ألعاب جماهيرية وتغريدات ومعلومات باللغتين العربية والإنجليزية في مواقع التواصل الاجتماعي . أيضاً يحرص النادي على نشر فكرة استخدام اللغة العربية واللهجة البسيطة بين الطالبات، تسهيلاً للتواصل باللغة الصحيحة عوضاً عن اللهجة المركبة مع لغات أجنبية أخرى، ولنا تعاون وتواصل مع جهات وطنية ورسمية خارج الجامعة تعني بنشر الثقافة المحلية وتطوير المواطن وخدمته . هل هناك محاولات لتطوير النادي؟ - عن طريق نظام المكافآت والمحاسبة، وهذا ما شجع الأعضاء لمزيد من العطاء والالتزام، وتوسيع الفئة التي تستوعبها الفعاليات لتصل إلى 1000 طالبة تقريباً، وترتيب توثيق الفعاليات والاجتماعات، مما يسهم في تنظيم العمل، وتسهيله وتطوره بشطل أكبر في المستقبل . ما الذي يميز ناديكم عن الأندية الأخرى؟ - يسهم النادي في تقوية شخصية الفتاة الإماراتية عن طرق توعيتها بموروثها وواقعها وعمق هويتها، وهو أيضاً يمنح الفرصة للمشاركة في ورش عمل تساعدها على صياغة أهدافها الحياتية وفهم الآخر والتعامل معه في إطار المحافظة على هويتها الوطنية . وفي النادي لدينا قناعة بأن كل شخص مهم ويمكن أن يصبح أهم، لذلك نسعى إلى إبراز مواهب العضوات وطاقاتهن القيادية وغيرها، ونرحب باقتراحاتهن ومبادراتهن، وتتميز فعاليات النادي بالإبداع في إبراز جماليات الإمارات وثقافتها، ويكفينا فخراً أن يحمل النادي اسم دولتنا الغالية والعظيمة . وهل تجدن الدعم والتشجيع الكافيين من إدارة الجامعة؟ - توفر إدارة الجامعة الكثير من الدعم والتسهيلات، ونحن مازلنا نتوقع منها المزيد، من ذلك في مجال توفير مقر للنادي، خصوصاً أن كل ما أردناه هو نشر الفائدة وتعميق حب الوطن وخدمته، وتوفير دورات تدريبية تهدف إلى تدريب وتثقيف النوادي الجديدة بأسس العمل الطلابي والتخطيط . كيف تحاولين التنسيق بين الدراسة وبين إدارة النادي؟ - الدراسة تبقى أولوية ووفقت أن أكون من طالبات الامتياز في الجامعة، ثم أن النادي قام على فكرة التعاون بين طالبات مجلس إدارته وعضواته المتفانيات والمبدعات لأبعد الحدود، فكل منا يقوم بإنجاز مهمته المتفق عليها بأكمل وجه، وحتى في أكثر أوقات الضغط تغلب روح الفرح والاستمتاع علينا .