الجمعة 24 مايو 2013 02:03 مساءً بقلم / صالح علي بامقيشم لعل الموقف التاريخي لأنصار الله برفضهم البقاء تحت سقف دار واحدة مع السفير الأميركي الشيخ جيرالد فيرستاين هو القرار-الموقف الاجرافي زمن سقطت فيه اغلبيه قوى الشمال والجنوب راكعة وساجدة لقداسته.انه موقف يمنح الشعور بالعزة والكرامة والانتصار على شعور الدونية الكارثي فقد أسطرت النخب التقليدية الحاكمة وخاصة بعد الربيع لأميركي الميثولوجيا البائسة القائلة ان الكاوبوي الذي سحل الهنود الحمر ونشر الدمار على الكوكب الأرضي هو من سيتصدق بالحرية والديمقراطية ويقوم بتوزيعها كمحسن على طابور من المساكين.يتصرف فيرستاسن كدابة مسعورة تتغذى على الدم لقد راسلته إدارته المتصهينة لتأديب هذا الجزء البعيد وإجبار شعبي الشمال والجنوب على عدم الانصياع عن الطريق المرسوم فخاض كثير من التجارب التى اثبت فيها براعته على القمع وسحق الارواح البريئة وتعبيد الطرق للشركات لكي ترضع ثروات البلد وخاصة في الجنوب.يتعزز لدي شعور عارم بان شعب الجنوب الاعزل أضحى يواجه في الحقيقة المصالح الاميركيه والغربية المحروسة باله عسكريه محليه في الميدان وقوى تقليديه جنوبيه وشماليه على المستوى الرسمي . انها اميركا الدولة الشريرة التي تبعث القاعدة للقتل والخراب وصندوق النقد لابقاء الاقتصاد مخطوما بسلاسل التبعية. ان التصريحات التى لاتكف الحكومة اليمنية عن ترديدها بان الله قد ارسل فيرستاين نبيا لانقاذ اليمن من شبح الدمار والحرب الأهلية عبر المبادرة التي افضت الى التقاسم هي أقاويل لرد الجميل والتستر على عمليه اغتيال الثورة الشعبية التي لقيت مصرعها بكاتم صوت اميركي..وفي قادم لاايام سيعاني الجنوب بالذات من فرض الإرادة الاميركيه الرأسمالية المتعجرفة الراغبة في تثبيت مساميرها الصدئة في صدر البلاد وفي قلب التربة الوطنية وتلغيم السبل المؤدية الى الحرية والاستقلال الحقيقي والحيلولة دون امتلاك الجنوبيون لقرارهم الوطني وحقهم في السيادة على أرضهم فقد استبقت واشنطن الامر بإرسال فيالقها الجرارة خفيه الى العند وباب المندب لفرض شروطها المستقبلية.لقد تبين الاغتياظ الكبير للدبلوماسية الاميركيه تجاه شعب الجنوب المندفع بلا رادع الى الساحات وأنصار الله الذين جاهروا بالعداء للاستعمار الجديد من خلال تسليط درزن من الكيانات العصبويه والدينية المأجورة من عبده الدولار لاشغال قوى الممانعة وبذل الجهود لاقتناص لحظه رضا خاطفه من السيد الاميركي واذا ماكانت ثوره احمد عرابي 1919قد جوبهت بولادة جماعه الإخوان كخصم لدود في لحظه غير مبرره فان التاريخ يكرر نفسه وهاهي القوى التقليدية الجنوبية-الشمالية تشتري بالحديد والنار الموجه ضد اخوانهم تأييد العم سام ومباركته من المحزن جدا ان المشروع الاميركي -البريطاني يتمدد وينتشر كالسرطان منذ 23 سنه في الجنوب الذي تعتبره واشنطن مجرد نافذه تطل منه برأسها لتبصق في وجه المحور المقاوم ومن المحزن ان الشعوب تقع ضحية لضغط اعلامي واقتصادي وسياسي جاثم على صدورها ومن خلفه يقف فيرستاين ببندقيته المصوبة دائما على الرؤوس ولكن من المؤكد ان النظام العالمي الجديد يمر بمرحله تحول تبدو في الافق وتبعث الامل في الشرق الأوسط بالذات خاصة اذا ماخسرت قوى الاستكبار الصهيوني الرهان في سوريا وقلب صباحي واليساريون الطاولة في وجه اخوان تل ابيب في مصر لذلك سيستمر الصراع المرير بين اراده القهر والظلم واراده الشعوب في التحرر من نير الاستعمار الجديد..الاستعمار الذي لايمتلك حلفاؤه سوى القمع والدسائس.