بعد طلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما من الكونجرس تأجيل مناقشة مشروع الضربة العسكرية ضد النظام السوري؛ انفتح الباب لإمكانية التوافق الحكيم بين الكرملين والبيت الأبيض، خاصة أن روسيا حريصة كل الحرص على إنجاز نصر دبلوماسي يعيد الاعتبار إلى روسيا، فيما يُنبِّه القيادة الأمريكية للحقيقة الموضعية التي تبلورت عطفاً على إخفاقات واشنطن الأكثر جلاء ووضوحاً في العراق وأفغانستان. والحقيقة أن هذا الرأي ليس مُجيّراً على روسيا التوَّاقة إلى تصفية بعض الحسابات مع الولاياتالمتحدة بل على عديد من المكوّنات السياسية العالمية ذات الوزن والثقل الكبيرين، ونذكر منهم مثالاً لا حصراً الصين واندونيسيا والهند، وربما بريطانيا في أُفق ما؛. ذلك أن بريطانيا وهي الحليف التاريخي الأكبر للولايات المتحدة، تخلَّت عن سياسة الالتحاق غير المشروط برأس القاطرة الأمريكية التي دأبت على إعادة إنتاج الحروب، والسير بها قدماً إلى متاهاته القاتلة. لكن هذه التسوية المهمة بين الكاوبوي الأمريكي والدب الروسي ستفقد معانيها إذا ما استمر نظام دمشق في القتل المجاني لمواطنيه مما هو ماثل للعيان وواضح كوضوح الشمس في كبد النهار؛ ذلك أن هذا النظام يراهن دوماً على كسب الوقت ويتوهم أن بوسعه حسم الموقف عن طريق آلته العسكرية التي لم يتم الحفاظ عليها إلا من أجل قتل المواطنين الأبرياء، وهو ذات الحال في كل البلدان العربية التي جيَّشت الجيوش وعمَّرت المخازن بالأسلحة لتُستخدم عند الضرورة ضد المواطنين لا الأعداء الحقيقيين. ولنا أن نقرأ كتاب «الحقيقة المفجعة في العالم العربي» لنعرف أن الجيوش الجرّارة تستأسد على شعوبها، وتقف خائرة ذليلة ومنصاعة أمام أعدائها الحقيقيين، حتى إن استباحة الأوطان من قبل الغير أصبحت في حكم المألوف عربياً. أعتقد جازماً أن استمرار القتل اليومي المجاني للمواطنين السوريين يعني تماماً أن النظام المُجرم يكسب المزيد من الوقت، ويستفيد من الفرصة التي أُتيحت له، عطفاً على حسابات روسيا التي تتجاوز المنطقة والنظام بصفة مؤكدة..!!. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك