مثل العديد من وزارات التوافق الوطني تعيش وزارة التربية والتعليم حالياً خللاً وظيفياً حاداً في أداء مهمتها التربوية. هذا الأداء انعكس سلباً على العملية التعليمية في الكثير من مدارس الجمهورية، رغم أن المأمول لدى الناس بعد ثورة التغيير كان بمعالجة الاختلالات التي شابت هذا المجال طوال حكم الرئيس المخلوع. في مدرسة العلفي بمنطقة السبعين بأمانة العاصمة يشكو مدرسون من تجيير العمل التربوي لصالح حزب معين وتحويل المهمة التربوية إلى عمل حزبي سياسي صرف واقحام الطلاب في صراعات حزبية لا ناقة لهم فيها ولا جمل. وقال عبدالباسط العبسي أحد المدرسين في مدرسة العلفي إنه وعدد من زملائه يتعرضون لمضايقات كثيرة لأسباب حزبية وعدم سكوتهم على ما يتعرض له الطلاب من استغلال وشحن حزبي من قبل حزب معين واستخدامهم ضد المدرسين الذين لا ينتمون لهذا الحزب بالتأثير على الطلاب بإنجاحهم. واتهم العبسي إدارة السبعين التعليمية بالتواطؤ مع المحرضين داخل المدرسة بسبب انتمائهم للتيار الحزبي ذاته. وتعرض العبسي حد قوله لعملية توقيف راتبه بدون وجه حق أو حتى دون التحقيق معه بسبب معارضته وعدد من زملائه لعديد اختلالات داخل المدرسة، وطالبوا وزارة التربية والتعليم وقف هذه الاختلالات والتحقيق مع مرتكبيها حفاظاً على العملية التربوية والتعليمية من جهة وعدم تحويل الطلاب إلى مجرد أدوات حزبية يتم استخدامهم ضد هذا الحزب أو ذاك.