بقلم : عبد الصمد الجابري الحقيقة ان ابناء الجنوب قد استبشروا خيرا عند تحقيق الوحدة اليمنيه في 22 مايو عام 1990م.وخرجت الجماهير المؤيدة للوحدةفي مظاهرات عمت كل ارجاء اليمن. وكان الحزب الاشتراكي اليمني قد غرس في عقليات الشعب قضيه الوحدة اليمنيه وكان الشعار الموفوع طيله سنوات عدة(لنناضل من اجل بناء الحزب الطليعي وتنفيذ الخطة الخمسيه وتحقيق الوحدة اليمنيه)باعتباره الحزب الحاكم في الشطر الجنوبي من اليمن. فهل كانت الوحدة اليمنيه وعملية التسارع في تحقيقهافي مايو90م والجنوب كان يعاني حينها من ازمة اجتماعيه عميقه من جراء كارثة الحرب الاهليه في 13 يناير86م اي مضي 3سنوات ونصف ليس الا .لم يستطع ما تبق من الحزب والدولة من المعالجه الصحيحة للاوضاع واعادة اللحمة واجراء التصالح والتسامح بين الفريقين المتقاتلين(الزمرة +والطغمة ) ولكن وللامانه برزت في اطار الجناح المنتصر(الطغمة) تيارمجموعة الضالع ويافع وردفان والتي شعرت من انها هي القوة التي حققت النصر ولابد لها ان يكون لها نصيبا في سدة الحكم وقيادة الحزب ومعها اقدم البيض على عملية الاسراع في تحقيق الوحدة تجنبا من اي محاوله لاشعال حربا جديدة في اطار الحزب والمجتمع . وعند تحقيق الوحدة اشترطت قيادة الحزب على ضرورة ابعاد الاخ علي ناصر محمد من صنعاء وبالفعل تم اقناع علي ناصر بخروجه الى سوريا وهذا الخطأ الثاني .الشطر الشمالي بقيادة الرئيس صالح استطاع ان يحتضن كل القيادات الجنوبيه الهاربه من حرب 13 يناير وقدمت لها كل التسهيلات ,ورتبت اوضاع الكوادر المدنية والعسكري في اطار اجهزة الدوله اليمنيه وفي اطار المؤتمر الشعبي العام لكل الكوادر الحزبيه . ولا شك ان قيادة الشمال برئاسه صالح لم تنس الهزيمتين العسكريتين التي الحقت بقواتهم المسلحة (عام1972م + وعام 1979).ورسمت مخططا من خلال تنفيذ الوحدة اليمنيه العمل بشكل جدي لانهاء كل ما يتعلق بدوله الجنوب وتحطيم قدراتها العسكريه وتسريح كوادرها العسكريه والامنيه والمدنيين والدبلوماسيين . وانهاء كل ما يمت للتجربه الجنوبيه من مؤسسات وقوانيين ونهب ثروات الجنوب النفطيه والمعدنيه والسمكيه ونهب الاراضي..... الخ. وبالفعل لم تمض الا اشهر قليله على تحقيق الوحدة وبرزت الخلافات بين قيادتي الشطرين اعتكف معها البيض في عدن لمرتين عامي 1992 و1993 وتفجرت الاوضاع قي صيف عام 1994 معها اجتاح الشمال الجنوب مستعينا بابناء الجنوب((القوات المسلحة الجنوبيه+زمرة)) والتي كانت هي القوة المتمرسه والعارفه بكل التظاريس لمختلف جبهات القتال . وجرى تنفيذ نفس المسلسل المذكور اعلاة. واعتقد نظام صنعاء من انه تمكن من اخضاع الجنوب وفرض واقعا جديدا لن تقوم له قائمة ولكن كون شعب الجنوب شعبا حيا وله تأريخ نضال استطاع ان يلملم جراحة وقام بتحريك الشارع الجنوبي رافضا القهر والاذلال ومعلنا ثورته السلميه من اجل استعادة دولته وعاصمتها عدن اعتبارا من يوليو 2007 وتطور من اساليب نضاله وقد اعترف كل السياسيون من ان الجنوب كان له الفضل بزلزلة الارض تحت اقدام نظام الحكم في صنعاء وكسر حاجز الخوف . وكون نظام صنعاء الظالم قد تأثر بالثورة الشبابيه اليمنيه وفرض واقعا جديدا وانشق التحالف القبلي والعسكري الى قوتين رئيسيتين لم تساطع ايا من القوتين حسم الامر لصالحها وتم التوفيق بينهما عبر المبادرة الخليجيه وقرارات مجلس الامن الذي اعتبر الحاله اليمنيه ليس بثورة ولكن ازمة سياسيه وجرى التوافق على تشكيل الحكومة مناصفه ورئيس توافقي ومرحلة انتقاليه مدتها عامين. وبما ان الثورة السلميه الجنوبيه استطاعت ان توصل قضيتها الى كل دول العالم اي المحيطين الاقليمي والدولي والتي هدفها استعادة الدوله وعاصمتها عدن فقد اجمعت كل القوى ومراكز النفوذ القبلي والعسكري بضرورة التصدي لمشروع ابناء الجنوب من خلال الترغيب والترهيب واستطاعت تلك القوى ان تجلب وتفرخ مكونات سياسيه جنوبيه وادخالها في اطار الحوار الوطني الذي لن تخرج مخرجاته عن اطار الوحدة وبشكل جديد هو الدوله الاتحاديه وسيجري الالتفاف حتى على الدوله الاتحاديه وافراغها من اي حقوق لابناء الجنوب اما الترهيب فقد بدأ يتصاعد من وتيرته وهي الاغتيالات التي تطال كل الكوادر العسكريه والمدنيه من ابناء الجنوب والشق الاخر هو استخدام بعبع عناصر القاعدة والتي خلقها نظام صنعاء ويقدم لها الدعم المالي والعسكري من اجل ارباك الوضع وزع الخوف لدى المواطنين في الجنوب حيث اوعز للقاعدة المفتعله ان تقيم الامارة الاسلاميه في محافظة ابين وكانت مسرحيه مكشوفه تعبر عن الغباء السياسي حيث لا يعقل ان تقدم القاعدة عناصرها للخطر وهي تعرف جيدا من انها لن تستطيع ان تصمد طويلا في اقامة اي امارة اسلاميه في اليمن ولا في اي منطقه عربيه وها هي اليوم تكرر تلك المسرحية الغبيه على ارض حضرموت(منطقه غيل باوزير)) من اجل ان تتدخل الدوله لتقوم بتوجيه ضربه عسكريه اخرى لعناصر القاعدة وتبرز هنا جمله من التساؤلات وذلك على النحو الاتي : 1= هل الدوله عاجزة عن التعامل مع عناصر القاعدة طيلة السنوات الماضيه واين امكانيات الدوله من جيش وامن وامن سياسي وامن قومي واستخبارات عسكريه الخ هل لا تستطيع تلك القوى من عملية ضبط وانهاء القاعدة ام ان قضيه القاعدة هي الشماعة التي استخدمها النظام في السابق والحالي لعملية ابتزاز المجتمع الاقليمي والدولي من اجل استمرار الدعم لليمن وما العمليات التي تشنها الطائرات الامريكيه بدون طيارعلى بعض المناطق بحجة محاربة الارهاب ومن اين تستقي المخابرات الامريكيه معلوماتها حول القاعدة . 2= محاوله القاعدة في غيل باوزير ليست الاخيرة ولكن سيستمر المسلسل في كل محافظات الجنوب وما تصريحات وزير الاعلام اليمني من انهم ينتظرهم حربا طويله في الجنوب من اجل ترسيخ الوحدة وهذا في حقيقة الامر موقف كل القوي السياسيه ومراكز النفوذ القبلي والعسكري لان الجنوب بثرواته ومساحاته وموقعه الاستراتيجي لا يمكن التخلي عنه بسهوله ولهذ فهم يمارسون شتى صنوف القهر والاذلال والترغيب والترهيب من اجل ابقاء الجنوب عاجزا وفقيرا وتشتيت كوادرة . وتفرض الضرورة على ابناء الجنوب وحدة الصف القيادي في الداخل والخارج لمواجهة التحديات الماثله امام شعب الجنوب وقضيته العادلة وتفويت الفرصه على تمرير تلك المخططات الهادفه لزعزعة الامن والاستقرار في الجنوب ومن ثم حشد كل الطاقات الجنوبيه لتحقيق الهدف السامي وهو استعادة الدوله وعاصمتها عدن